لهذه الأسباب... الإتجار بالبشر هو أزمة صحة عامة

العالم
نشر
3 دقائق قراءة
لهذه الأسباب... الإتجار بالبشر هو أزمة صحة عامة
Credit: PHOTOGRAPH BY LYNN SAVARESE

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يعتبر بعض الأشخاص أن هروب إحدى ضحايا الإتجار بالبشر من أنياب خاطفها يكفي لإنقاذ حياتها. لكن الحقيقة معقّدة بشكل أكبر من ذلك.

هذا ما تقوله مارجو غراي، وهي فنانة وناشطة ضد الإتجار بالبشر، مؤكدة أن الإتجار بالبشر لا يمس فقط الأمن القومي، بل هو مشكلة تؤثر على قطاع الصحة العامة على مستوى البلاد.

وتوضح غراي أنه رغم إطلاق وزارة الخارجية الأمريكية تقريراً بعنوان "Trafficking in Persons"، والذي يرتّب الدول بحسب طريقة تعاملها مع أزمة العبودية في العصر الحديث، إلا أن قضية معاناة الضحايا على الصعيدين الصحي والعاطفي بعد أن يتم إنقاذهم ما زالت تحظى بالقليل من الأهمية في غالبية النقاشات المرتبطة بالأزمة. وفي المقابل، يُوجه غالبية الاهتمام إلى سنّ القوانين التي تحارب هذه الأزمة.

03:01
هذه التقنية تتيح إلقاء القبض على مغتصبي الأطفال من خلال صور أيديهم!

وتؤكد غراي أنه "رغم أهمية تطبيق القوانين، إلا أن احتضان ورعاية ضحايا الإتجار بالبشر لا تقلّ أهمية أبداً. لكننا نواجه الفشل على هذا الصعيد، لأن الإتجار بالبشر لا يُعتبر مشكلة متعلقة بالصحة العامة في الدولة،" مؤكدة أن "أثر الإتجار بالبشر يطغى على حياة الشخص وعائلته والمجتمع الذي يحيط به." 

ولسنوات طويلة، قضت غراي جزءاً من طفولتها كضحية إتجار بالبشر، ما أدى إلى معاناتها عند البلوغ من أعراض جسدية ونفسية كان من الصعب على الأطباء تشخيصها، إحداها كان إصابتها بالعمى، واضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية، واضطرابات الطعام، والقصور في الغدة الكظرية.

قد يهمك أيضاً: نساء الهند "المنبوذات" يتحدثن عن معاناتهن في النظام الطبقي

الطريق إلى العلاج

وتشير غراي إلى الفرق الكبير الذي طرأ على حياتها عندما انتقلت إلى مدينة لويفيل في ولاية كنتاكي الأمريكية، حيث تلقّت العلاج اللازم من قبل مختصين بعلاج ضحايا الصدمات، والذين يعلمون أفضل الطرق لتشخيص وفهم مختلف أنواع الصدمات، ومساعدة المرضى على المستوى الجسدي والنفسي والعاطفي، ومنحهم الشعور بالسيطرة.

قد يهمك أيضاً: ما هي “جريمة الشرف”.. من يرتكبها وأين تنتشر؟ 

وتذكر غراي أن وزارة الصحة والخدمات البشرية في الولايات المتحدة تخطط إلى إطلاق دروس تدريب للموظفين في قطاع الصحة والخدمات الاجتماعية لتمييز ضحايا الإتجار بالبشر، والتفاعل مع أعراضهم بالشكل الصحيح. وهذا مؤشر إيجابي في طريق اعتبار الاتجار بالبشر أزمة صحية تشبه أي وباء. 

وتعتبر غراي أن هذه الخطوة ما زالت في البداية في تغير نظرة المشرّعين إلى الإتجار بالبشر، على أمل أن تبشّر بمبادرات تراقب الأثر طويل الأمد للإتجار بالبشر، لإعطاء الضحايا فرصة للتعافي وعيش حياة طبيعية ذات إنتاجية.