إسماعيل عزام، الرباط (CNN)-- لا تزال تداعيات رفض وزارة الداخلية المغربية لملف ترشيح الداعية السلفي حماد القباج مستمرة، إذ صرّح محمد الفزازي، المعتقل سابقًا في إطار ملف السلفية الجهادية، وإمام مسجد في طنجة، أن القباج يؤدي ضريبة انتمائه إلى حزب العدالة والتنمية، غير أن الفزازي اعتبر رفض ترشيح القباج إملاءً لمصالح الوطن.
وقال الفزازي لـCNN بالعربية إن القباج يملك قيمة فقهية وعلمية واسعة، لكنه ليس كبقية المرّشحين، بما أنه دخل مع حزب لديه خصوم أقوياء، فعاد بعضهم إلى ماضي الرجل وتم إخراج أشرطة قديمة يتحدث فيها عن اليهود، ممّا أوصل الفكرة إلى مجموعات يهودية في أوروبا نددت بتزكيته، الأمر الذي أضحى يهدّد المصالح الوطنية خاصة العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، وفق تعبير الفزازي.
وتابع الفزازي أن تداعيات القضية تجاوزت حق مواطن في الترشيح، وكان على القباج أن يسحب ترشيحه بنفسه، أو أن يقوم الحزب بذلك، إلّا أن عدم استدراكهما دفع وزارة الداخلية "بناء على ما لديها من خبراء إلى أخذ القرار"، متحدثًا عن أن مصلحة البلاد "اقتضت إجراء رفض ترّشح القباج، وإن كان هذا الأخير يرى ذلك ظلمًا فعليه اللجوء إلى القضاء".
بيدَ أن الفزازي دافع عن القباج بخصوص اتهامات بقتل اليهود: "ذلك الفيديو قديم، وأنا أشهد أن الشيخ لديه خطابات معتدلة، لكنه يدفع ثمن انتمائه إلى العدالة والتنمية، لذلك وقعت هذه الحملة ضده".
ونفى الفزازي أن يكون قد كتب شيئًا عن موضوع القباج في موقع فيسبوك، متحدثًا عن وجود صفحات تتحدث باسمه، وأنه لا يملك سوى صفحة وحيدة أنشأها مؤخرًا لم يتم تداولها بشكل كبير ولم يذكر فيها أيّ شيء حول القباج. إلّا أن ما جاء على لسان الفزازي لم يكن مختلفًا كثيرًا عمّا تم تداوله في فيسبوك باسمه.
وكان حماد القباج، الذي عُرف بعمله في دور القرآن بمدينة مراكش، قد كتب تدوينة مطوّلة ردًا على الفزازي، جاء فيها: "وأنت نفسك لن ترضى أن يوظف دعاؤك على اليهود المعتدين الذين اغتصبوا الأرض والعرض وسفكوا دماء النساء والأطفال.. هل ترضى أن يوظف دعاؤك لاتهامك بأنك تعادي اليهود وتدعو لإبادتهم وترفض التعايش معهم؟"
وتابع القباج: " ومع ذلك فقد سامحتك.. ولن أقع في فخ من يريد ضرب الدعاة بعضهم ببعض.. وسأبقى على عهد المحبة والاحترام والنصيحة مع الفضلاء من أمثالك".
وكان حماد القباج قد أعلن أمس الجمعة رفض والي جهة مراكش-آسفي ملف ترشحيه في الانتخابات التشريعية القادمة، بمبرّر "تعبيره في مناسبات علنية عن مواقف مناهضة للمبادئ الأساسية للديمقراطية"، و"إشاعته أفكارًا متطرفة تحرض على التمييز والكراهية وبث الحقد والتفرقة والعنف في أوساط مكوّنات المجتمع المغربي".
تعرّف أكثر على الموضوع: السلطات المغربية تمنع مرّشحًا سلفيًا من دخول الانتخابات بسبب "فكر متطرف"