ملك المغرب في زيارة تاريخية لدول إفريقية على علاقة بالبوليساريو

العالم
نشر
3 دقائق قراءة
ملك المغرب في زيارة تاريخية لدول إفريقية على علاقة بالبوليساريو
Credit: STEPHANIE AGLIETTI/AFP/Getty Images

الرباط (CNN)— حلّ ملك المغرب محمد السادس بجمهورية رواندا كيغالي في زيارة رسمية ستقوده بعد ذلك إلى تنزانيا وإثيوبيا. وتعدّ هذه الزيارة الأولى من نوعها نحو البلدان الثلاثة منذ ترّبعه على العرش، كما تكتسي طابعًا سياسيًا، نظرًا لطلب المغرب العودة إلى الاتحاد الإفريقي، واعتراف الدول الثلاثة بما يعرف بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".

وأقام الرئيس الرواندي بول كاغامي، اليوم الأربعاء، حفل استقبال رسمي على شرف ملك المغرب، كما تم التوقيع على 19 اتفاقية بين البلدين، تهم مجالات الشركات بين قطاعات مختلفة كالفلاحة والتكوين المهني والبنوك والسياحة والقطاعات المتجددة والتعاون الأمني. ويرافق العاهل المغربي في هذه الزيارة عدة وزراء منهم وزير الداخلية ووزير الخارجية ووزير الاقتصاد والمالية.

وتدخل هذه الزيارة في إطار سياسة مغربية خارجية انفتحت أكثر على دول إفريقيا جنوب الصحراء، إذ كرّر العاهل المغربي خلال السنوات الأخيرة زيارات متعددة إلى العمق الإفريقي، اعتبرها الإعلام المحلي مثمرة سياسيًا، خاصة وأن عددًا من الدول الإفريقية تعترف بـ"الجمهورية" التي تعلنها جبهة البوليساريو في منطقة الصحراء المتنازع عليها مع المغرب.

كما تأتي هذه الزيارة بعد تعيين العاهل المغربي لسفراء جدد، عدد منهم في دول إفريقية لم يكن بها نشاط ديبلوماسي قوي للمملكة المغربية، وتأتي كذلك في الفترة التي شهدت تقديم المغرب لطلب رسمي قصد العودة إلى الاتحاد الإفريقي، المنظمة التي انسحب منها عام 1984 احتجاجًا على قبول عضوية "دولة" البوليساريو التي لا تعترف بما الأمم المتحدة.

ويرى محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن المغرب يريد عودة قوية لعلاقاته مع الدول الإفريقية جنوب الصحراء، خاصة تلك التي تعترف رسميًا بـ"جمهورية" البوليساريو، متحدثًا عن أن الزيارات المغربية الرسمية لبلدان من هذا القبيل أثمرت أكثر من مرة سحب الاعتراف، خاصة وأن المغرب يرمي بثقل كبير في هذه الزيارة التاريخية.

وتابع نشطاوي لـCNN بالعربية أن المغرب "يمكن أن يلعب أدورًا اقتصادية وسياسية ودينية في الدول الثلاثة"، ومن شأن هذه "الديبلوماسية الهجومية" أن تعطيه مكانة أقوى في القارة السمراء خاصة لـ"سمعته الطيية لدى عدة دول بالمنطقة"، كما من شأن الزيارة، يتابع المتحدث، أن تدفع أكثر نحو قبول عضوية المغرب بالاتحاد الإفريقي، بما أن اثيوبيا تحتضن مقر الاتحاد ورواندا احتضنت قبل مدة مؤتمر الوحدة الإفريقية.