الرباط (CNN)— اقتحم ما بين 400 إلى 500 مهاجر سري من دول إفريقيا جنوب الصحراء، سياج مدينة سبتة الواقعة تحت النفوذ الاسباني، في واحدة من أكبر عمليات الاقتحام المخطط لها لهذه المدينة الموجودة في الشمال المغربي.
ونجح المقتحمون تحطيم أحد أبواب السياج الذي يبلغ طوله ستة أمتار، والدخول إلى المدينة رغم التعزيزات الأمنية التي تفرضها السلطات الاسبانية والمغربة، وخلّفت عملية الاقتحام التي تمت خلال ساعات الصباح الباكر إصابات بين عناصر الأمن الإسبان، نقل اثنان منهم إلى المستشفى، وعدد من المهاجرين، إثر وقوع مناوشات بين الطرفين.
وفي المغرب، أكدت السلطات إصابة 20 فردًا بين القوات العمومية التي تحرس الجانب المغربي من الحدود مع سبتة، كما أصيب 20 مهاجرًا، جرى نقلهم إلى مستشفى مدينة الفنديق، بينما تمكنت القوات العمومية من اعتقال حوالي 300 مهاجرًا.
ولم يسبق أن عرفت المدينة مثل هذا الاقتحام خلال السنوات العشر الماضية، إذ رابض المهاجرون في الغابات القريبة من سبتة، وعملوا على مفاجأة القوات الأمنية الاسبانية والمغربية، كما استخدموا الحجارة والعصي لدرء محاولات منعهم.
وانتقل كاتب الدولة للشؤون الأمنية في اسبانيا، خوسي أنطونيو نييتو، إلى المدينة لمتابعة الإجراءات المتخذة، كما صرّح وزير الداخلية الاسباني خوان إجناثيو ثويدو للصحافة أن الأمن استطاع إلقاء القبض على أغلب من اقتحموا السياج، ولا يزال حوالي 20 في المئة منهم مختفين.
واختلفت تقديرات وسائل الإعلام الاسبانية حول عدد مقتحمي السياج، وأشارت غالبية الصحف أن الرقم يترواح ما بين 400 و 500، كما أكدت منظمة الصليب الأحمر في اسبانيا أنها عالجت 103 مهاجرًا من المشاركين في العملية، 25 منهم جرى نقلهم إلى المستشفى.
وظهر المهاجرون الذين دخلوا المدينة في مقاطع فيديو وهم يرفعون شارات النصر، ومن المتوقع أن يتم إيواء من ألقي القبض عليهم في مراكز تخصصها الحكومة الاسبانية قبل ترحيلهم إلى خارج المدينة التي يصفها المغاربة بـ"المحتلة"، ويطالبون بضغط أكبر على اسبانيا للخروج منها ومن مدينة مليلية.
وتتلقى اسبانيا على الدوام انتقادات من بعض المنظمات الحقوقية على وضعها لهذا السياج، كما تنتقد المنظمات ذاتها التعامل الأمني الاسباني والمغربي مع المهاجرين غير النظاميين، ويحاول المهاجرون الوصول إلى مراكز إيواء اللاجئين بسبتة حيث يمكنهم تقديم طلبات باللجوء، ومنهم من يستمر في العيش بشكل غير نظامي في سبتة أو ينتقل إلى مدن اسبانية أخرى إلى غاية تسويته لوضعه.