دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حفلت تجربة السنوات الأربع الأخيرة بتغيرات كبيرة في حياة الأمريكيين العرب، وبخاصة فيما يتعلق بالحريات المدنية وقضايا العراق والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو ما سوف ينعكس على تصويتهم لأي من المرشحين الثلاثة لانتخابات الرئاسة الأمريكية وهم الجمهوري جورج بوش والديمقراطي جون كيري والمستقل رالف نادر. جورج بوش أظهرت استطلاعات آراء الأمريكيين العرب، أن رصيد بوش بينهم منخفض طوال الوقت، وما تبقى له من تأييد لا يزيد على 24.5 في المائة، وهي نسبة تبدو راسخة نوعاً ما. وكان بوش قد حقق ارتفاعاً كبيراً في أوساط العرب الأمريكيين حينما عمل على إطاحة صدام حسين، وأعلن عن تأييده إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، غير أن هذه النسبة تآكلت بفعل ممارسات إدارته في مجال تضييق الحريات المدنية وعدم وضح خططه لمرحلة ما بعد صدام وكذلك تأييده المطلق لممارسات رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون. غير أن الاستطلاعات تفيد إنه إذا غيّر بوش من موقفه من الشرق الأوسط وصار أكثر إيجابية، فإنه من المحتمل أن يكسب ثلث أصوات مؤيدي رالف نادر. ويخطط النشطون من الأمريكيين-العرب في حملة بوش، للقيام بحملة إعلانية لصالح الرئيس بوش في الصحف الأمريكية-العربية. وهم يعتقدون أن بوش سوف يستقطب أصوات أمريكيين عرب كما فعل في العام 2000. جون كيري في شهر سبتمبر/أيلول، أظهر أحدث استطلاع للرأي العام أجرته مؤسسة زغبي الدولية حول الناخبين الأمريكيين-العرب، أن المرشح الديمقراطي جون كيري يتمتع بتفوق كبير على الرئيس بوش، إذ أيده 47 في المئة ممن استطلعت آراؤهم، في حين أيد الرئيس بوش 31.5 في المائة منهم، بينما أيد 9 في المائة المرشح المستقل رالف نادر. غير أن هذه النسبة، تقل عما كانت عليه في استطلاع سابق أجرته المؤسسة نفسها، ويعزا الأمر في ذلك، بحسب الاستطلاع، إلى زيادة تعبئة الجهود بين الأمريكيين-العرب الجمهوريين وإلى خيبة أمل الديمقراطيين من الأمريكيين-العرب مما بدا وكأنه فقدان للتركيز في حملة كيري. وعمدت الفعاليات الأمريكية-العربية في حملة كيري، منذ صدور نتائج الاستطلاع في شهر سبتمبر /أيلول، إلى مضاعفة جهودها لاستقطاب أفراد الجالية إلى معسكر كيري. وتمثل آخر نشاط لهم في استحداث صفحة في الموقع الخاص بحملة كيري على الإنترنت لمخاطبة الأمريكيين-العرب. وتتضمن الصفحة بيانات من المرشح، ومعلومات حول السياسات المتعلقة بقضايا تثير قلق الناخبين الأمريكيين-العرب بشكل خاص، وبيانات تأييد من عدد من زعماء الجالية الأمريكية-العربية. ويستطيع كيري أن يكسب ثلثي أصوات مؤيدي نادر، في حال طوّر موقفاً أكثر إيجابية من مسألة الشرق الأوسط. رالف نادر أظهر استطلاع للرأي العام للأمريكيين العرب أجرته مؤسسة زغبي الدولية أن نحو ثُلث المقترعين لنادر من الأمريكيين العرب هم من المؤيدين الراسخين له.
وبين الاستطلاع أنه في حين يستطيع كيري أن يحصل على ثُلثي أصوات القاعدة المؤيدة لنادر، فيما يمكن لبوش أن يحصل على الثلث المتبقي، فإن حدوث ذلك يقتضي أن يتخذ أي من المرشحين مواقف مختلفة من مسألة الشرق الأوسط. وأبرز الاستطلاع أن نسبة من سيغيرون سينقلون تأييدهم من نادر إلى كيري لا تزيد على 24.5 في المائة من مؤيدي نادر، وذلك في حال عدم فوز نادر في الانتخابات. وعلى الجانب الآخر، تبين أن نسبة من سيتحولون إلى بوش من بين القاعدة المؤيدة لنادر، وفي ظل الشرط نفسه، لن تزيد على 18 في المئة. وبموجب الشرط نفسه، أي عدم فوز نادر، فإن ثلاثة أرباع مؤيدي نادر لن يتخلوا عن مرشحهم. | 
