CNN.com Arabic
البحـث
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
بانوراما الملف النووي الإيراني
خبراء: الأزمة الإيرانية تهدد بتباطؤ اقتصاد المنطقة

1617 (GMT+04:00) - 19/06/06

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- باتت أسواق الطاقة حول العالم شديدة الحساسية إزاء أي تلميح بعقوبات أو ضربة عسكرية لإيران التي يقودها طموحها النووي نحو الإصرار على تخصيب اليورانيوم، وسط مخاوف من المجتمع الدولي.

ويرى مراقبون أن الغرب ربما يتضرر من ارتفاع أسعار النفط في حال تعرضت إيران لحرب تقودها الولايات المتحدة، لكن الضرر الأكبر ستعانيه منطقة الخليج الجارة لإيران، والشرق الأوسط عموماً.

وإيران هي رابع أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، وتملك نحو 15 في المائة من احتياطي الغاز الطبيعي في العالم، ما يضعها في المركز الثاني بعد روسيا.

وأطلقت دول الخليج غير مرة، دعوات لإيران "لتطبيق قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وأعربت هذه الدول عن قلقها "إزاء تأثير الأنشطة النووية الإيرانية على الصحة والبيئة في المنطقة."

إلا أن تأثير الأزمة الإيرانية قد يتعدى الصحة والبيئة. وفي هذا السياق، يقول الخبير الاقتصادي فؤاد زيدان إن "الأنظمة الاقتصادية في المنطقة العربية والخليج خصوصاً ستشهد تباطؤاً ربما ينهي سنوات من الازدهار."

وتوقع زيدان أن تشهد المنطقة "هجرة مكثفة لرأس المال وخصوصاً الأجنبي." وأضاف قائلاً: "الدول العربية المستهلكة للنفط ستدفع ثمناً طائلاً، ورؤوس الأموال ستغادر المنطقة إذا تلقت إيران ضربة عسكرية."

ويتوقع محللون أن يصل سعر برميل النفط في الأسواق العالمية إلى أكثر من 100 دولار في حال توقفت إيران عن ضخ النفط ولو جزئياً.

وتملك منطقة الشرق الأوسط 60 في المائة من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، ويبلغ إنتاج الدول العربية ثلث الإنتاج العالمي.

وأوضح زيدان أن "هبوط الأسهم الذي شهدناه في الأشهر الماضية كان على علاقة بالأزمة الإيرانية، وربما يقود التصعيد في هذه الأزمة أسواق المال العربية إلى مزيد من الانهيار."

وهبطت أسواق المال في منطقة الخليج بشدة منذ فبراير/شباط 2006، وخسرت البورصة السعودية، أكبر البورصات العربية، أكثر من نصف قيمتها السوقية، فيما عزاه محللون إلى التوترات السياسية بجانب أعمال المضاربة.

وتنتشر مخاوف ارتفاع أسعار النفط في معظم أسواق الطاقة، لكن وزير النفط الإيراني كاظم وزيري همانة أكد أن بلاده "لن تستخدم النفط سلاحاً في معركتها مع الغرب."

في حين أن الرئيس الإيراني المحافظ أحمدي نجاد قال غير مرة إنه لا يرى "ضيراً من أن يدفع الغرب السعر الحقيقي للنفط."

وصادرات النفط الإيرانية لا تتجاوز 3 في المائة من الاستهلاك العالمي.

ويقول زيدان "دول الخليج ليست بحاجة لارتفاع أسعار النفط، فميزانياتها حسبت على أسعار أقل من 70 دولاراً للبرميل."

وتتحكم إيران بمضيق هرمز الواقع على الخليج العربي الذي يمر عبره من 20 إلى 40 في المائة من مستلزمات النفط العالمي، ويقول مراقبون إن "إغلاق هذا المضيق يعد كارثة."

ويقول زيدان "ربما تفكر إيران بعمل انتقامي ضد أي دولة خليجية تسهل أو تساهم في الهجمة الغربية عليها، هذه الدول في موقف صعب للغاية."

ويخشى مراقبون من أن تفرض إيران هيمنتها السياسية والاقتصادية على دول الخليج المحيطة في نزاعها مع إيران، خصوصاً أن كثيراً من المواطنين الخليجيين ينحدرون من أصول إيرانية.

وتقول الإمارات العربية المتحدة إن إيران تحتل جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغر وأبوموسى)، لكنها تبقي النزاع حول هذه الجزر في الإطار السلمي.

وقال مسؤول حكومي في إمارة دبي إن الأزمة الإيرانية "ستطال أكثر من النفط وأسواق المال."

وأضاف "في حال تصاعدت الأزمة لأكثر من حرب التصريحات، فإن قطاعي السياحة والعقارات في جميع دول الخليج سيشهدان كارثة حقيقية."

ولفت المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إلى أن نسبة إشغال الفنادق وشركات الطيران انخفضت إلى أكثر من النصف في الإمارات العربية المتحدة أثناء الحرب على العراق, وقال "إذا ضربت إيران ستكون الأمور أسوأ في كل الدول الخليجية."

ويرى سيمون ألبير الذي يدير فندقاً في دبي أن الأزمة الإيرانية "تبدو أشد وطأة من الحرب على العراق وحتى التهديدات الإرهابية في الخليج."

وقال: "مجرد الحديث عن برنامج إيران النووي ضرب أسواق المال الخليجية، وأثَّر في تدفق السياح إلى المنطقة، فكيف إذا واجهت المنطقة حرباً جديدة؟"

وأوضح ألبير أن السائح الأجنبي لا يفرق بين دولة وأخرى في الشرق الأوسط، بل "يحجم عن زيارة المنطقة بأسرها إذا كانت متوترة".

وإلى جانب كثير من الدولة العربية التي تعتمد على عائدات السياحة، تنظر دول الخليج إلى قطاع السياحة كرافد مستقبلي في طريقها للتحول عن الاقتصاد النفطي.

وقال ألبير "دبي حققت عوائد جيدة جداً من السياحة عبر سنوات من الترويج وإقناع السياح، كل هذا ربما يقوض في حال دخلت أمريكا في نزاع مسلح مع إيران."

وقال المحلل الاقتصادي الدكتور نصار البيبي إن عواقب الأزمة الإيرانية على المنطقة "وخيمة ولا يستهان بها."

وأوضح أن "كل القطاعات ستتضرر وليس النفط أو الأسهم فقط، فالعالم يتعامل مع المنطقة كوحدة واحدة، والبلاء سيعم الشرق الأوسط حل تصاعدت هذه الأزمة."



قصص ذات العلاقة

ملاحظة : تفتح الصفحات في نافذه جديدة. CNN غير مسؤوله عن مضمون المواقع الأخرى.
البحـث
     
© 2010 Cable News Network.
جميع الحقوق محفوظة .A Time Warner Company
التي بموجبها تقدم لك هذه الخدمة.