دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اتهمت منظمة العفو الدولية، حزب الله اللبناني بارتكاب "جرائم حرب" ضد المدنيين الإسرائيليين، في أثناء المواجهات الأخيرة بين الجانبين، والتي استمرت أكثر من شهر. وجددت المنظمة الدولية دعوتها لإجراء تحقيق شامل وحيادي، بشأن الانتهاكات المتبادلة بين الجانبين الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، للقانون الدولي الإنساني. جاءت هذه الاتهامات من جانب منظمة "أمنيستي"، في إطار تقريرها الذي أصدرته الخميس، حول "الهجمات المتعمدة التي شنها حزب الله على المدنيين الإسرائيليين." وكانت المنظمة قد أصدرت في وقت سابق تقريراً حول استهداف إسرائيل للبنية التحتية المدنية في لبنان، مؤكدة أن نتائج التقريرين يؤكدان الحاجة الملحة لقيام الأمم المتحدة بإجراء تحقيق شامل في الانتهاكات التي ارتكبها كلا طرفي النزاع. وقالت أيرين خان الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية إنه "في النزاع القائم بين حزب الله وإسرائيل، تم بصورة متكررة تجاهل معاناة المدنيين لدى الجانبين، حيث أفلت المسؤولون عنها من كافة أشكال المساءلة، وثمة حاجة عاجلة لإقامة العدل إذا أُريد أخذ احترام قواعد الحرب على محمل الجد، وهذا يعني مساءلة مرتكبي جرائم الحرب والتعويض على الضحايا." وأضافت خان أن "نطاق الهجمات التي شنها حزب الله على المدن والبلدات والقرى الإسرائيلية، وطبيعة الأسلحة المستخدمة التي لا تميز بين الأهداف، والبيانات الصادرة عن قيادته، تؤكد نيته باستهداف المدنيين، وتوضح بما لا يدع مجالاً للبس، أن حزب الله انتهك قوانين الحرب." وأضافت القول: "حقيقة أن إسرائيل ارتكبت أيضاً انتهاكات خطيرة، لا تبرر بأي شكل انتهاكات حزب الله، فلا يجوز أن يدفع المدنيون ثمن السلوك غير القانوني لأي من الجانبين." وجاء في التقرير الأخير، الذي يحمل عنوان "تحت القصف.. هجمات حزب الله على شمال إسرائيل" أن حزب الله "ارتكب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي، تصل إلى حد جرائم حرب، في استهدافه المتعمد للمدنيين الإسرائيليين خلال النزاع الأخير." وخلال النزاع الذي دام شهراً، أطلق حزب الله 4000 صاروخ على شمال إسرائيل، أودت بحياة 43 مدنياً، بحسب التقرير، الذي أشار إلى أن صواريخ حزب الله أوقعت 33 إصابة بالغة أخرى، وأرغمت مئات الآلاف من المدنيين على الاختباء في الملاجئ أو الهرب، وأُطلق حوالي ربع الصواريخ على المناطق الحضرية مباشرة. وفي الاجتماعات التي عقدتها منظمة العفو الدولية مع حزب الله، أصر على أن هجماته الصاروخية على شمال إسرائيل كانت رداً انتقامياً على الهجمات الإسرائيلية، التي شُنت على المدنيين في لبنان، وكانت تهدف إلى وقف هذه الهجمات. ويستند التقرير إلى الأبحاث الميدانية التي أجرتها منظمة العفو الدولية في إسرائيل ولبنان، والمقابلات التي أجرتها مع الضحايا، والبيانات الرسمية، والمناقشات مع المسؤولين الحكوميين الإسرائيليين واللبنانيين، وكذلك كبار المسؤولين في حزب الله. ويتضمن تقرير منظمة العفو الدولية ما وصفه بـ "أدلة تؤكد إطلاق حزب الله حوالي 900 صاروخ كاتيوشا على المناطق السكنية في شمال إسرائيل، في انتهاك واضح لمبدأ التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية بموجب القانون الدولي"، موضحاً أن صواريخ كاتيوشا تتميز بعدم الدقة في إصابة أهدافها. كما أشار التقرير إلى استخدام حزب الله صواريخ كاتيوشا "معدلة محشوة بمحامل كرات معدنية، مصممة لإلحاق أقصى حد من الوفيات والإصابات", مضيفة أن أحد هذه الصواريخ قتل ثمانية من عمال السكة الحديد في شمال إسرائيل. وألمح التقرير إلى التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وغيره من كبار قادة الحزب، حول نية المجموعة باستهداف المدنيين كشكل من أشكال الانتقام، منتهكين الحظر المفروض على الهجمات المباشرة على المدنيين، فضلاً عن الحظر المفروض على العمليات الانتقامية ضد السكان المدنيين. وكان تقرير سابق لمنظمة العفو الدولية، قد اتهم إسرائيل بأنها استهدفت عن عمد المدنيين خلال حملتها على حزب الله في لبنان، وقال إن الدولة اليهودية قد تكون مذنبة بارتكاب جرائم حرب. وقالت العفو الدولية إن متاجر الأغذية لم تكن وحدها التي دمرت عن عمد بالقصف المدفعي والغارات الجوية، فقد تعرضت قوافل الإغاثة للعرقلة عن عمد، وأعطبت المستشفيات ومرافق الخدمات العامة مثل محطات المياه والطاقة، لإجبار الناس على ترك ديارهم. وقالت المنظمة "الأدلة توحي بقوة أن الدمار الواسع للأشغال العامة، وشبكات الطاقة، ومنازل المدنيين، والمصانع، كان متعمداً وجزءاً لا يتجزأ من الإستراتيجية العسكرية، لا مجرد ضرر غير مباشر." وفي تقريرها الذي حمل عنوان "إسرائيل- لبنان: دمار متعمد أم ضرر عارض"، قالت العفو الدولية إنه بين الفترة من 12 يوليو/ تموز، وحتى 14 أغسطس/ آب الماضيين، نفذت إسرائيل أكثر من 7000 غارة جوية على 7000 هدف في لبنان. وفي الوقت نفسه نفذت القوات البحرية الإسرائيلية 2500 عملية قصف أخرى، وأطلقت قطع المدفعية الطويلة المدى عدداً غير معروف من القذائف على جنوب لبنان. وقتلت الهجمات الإسرائيلية ما يزيد على 1100 شخص في لبنان، ثلثهم أطفال، كما أصيب أكثر من 4000 بجراح واضطر 970 ألف نسمة، أو ربع السكان إلى الفرار إلى شمال البلاد. وقالت العفو الدولية "كثير من الانتهاكات التي تناولها هذا التقرير، هي جرائم حرب تستوجب مسؤولية جنائية فردية." |