صبي مصري يمسك ببيضة دجاج
شرم الشيخ، مصر (CNN) -- قالت الأمم المتحدة والبنك الدولي إنّ غالبية الدول وضعت خططا لمواجهة تحوّل مرض إنفلونزا الطيور إلى وباء، ولكن المخاوف مازالت ماثلة بشأن فعالية تلك الخطط حيث أنّها لم تخضع للاختبارات الضرورية.
وحذّر تقرير للبنك الدولي، تلقت CNNبالعربية نسخة منه، من أنّ خطر خسارة الاقتصاد العالمي مبلغ ثلاثة تريليونات دوار بسبب وباء محتمل للمرض، مازال قائما.
وأضاف التقرير أنّ الضريبة التي سيدفعها النموّ العالمي لن تقلّ عن نقطتين مائويتين في حال كانت ضربت موجة وباء معتدلة مناطق من العالم، كما أنها لن تهبط عن خمس نقاط كاملة في حال كان الوباء أكثر انتشارا.
ويحذر التقرير أيضا من أنّ الوباء الممكن قد يصيب مختلف أوجه الحياة اليومية بدءا من نقل النفايات وانتهاء بقطاعات المواصلات العامة والخدمات وحتى المصارف والتجارة والتسوّق والوظائف.
غير أنّ الخطط الحالية لا تركز سوى على الجوانب الصحية.
وشدد منسق الأمم المتحدة لجهود مكافحة إنفلونزا الطيور ديفيد نابارو على ضرورة اهتمام جميع الدول باختبار الخطط التي وضعتها لمواجهة احتمال انتشار وباء الإنفلونزا.
وفي مؤتمر صحفي بنيويورك قال إن التقرير الدولي الرابع عن الاستجابة لإنفلونزا الطيور والاستعداد لانتشار وباء الإنفلونزا يفيد بأن معظم الدول وضعت خططا لاحتمال انتشار الوباء، إلا أنه أعرب عن القلق إزاء عدم اختبار الكثير من تلك الخطط بشكل كاف للتأكد من فعاليتها.
وذكر نابارو أن المؤتمر الوزاري المقرر عقده في وقت لاحق في شرم الشيخ في مصر سيتناول ضرورة تعزيز استعداد الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لمواجهة احتمال وقوع الوباء.
وأضاف "سيكون هناك تحليل للاستعدادات الجارية للوباء، وتقييم ما يتعين عمله على صعيد العلاقة المتقاربة بين صحة الحيوان والإنسان تحت شعار (عالم واحد وصحة واحدة). كما يتيح المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من ستين وزيرا في مجالات الصحة والزراعة وغيرها، الفرصة لتقديم المساعدات الضرورية في هذا المجال."
وشدد نابارو على ضرورة أن تقوم الحكومات بفعل المزيد للاستعداد لاحتمالات ظهور أمراض معدية أخرى من الحيوانات إلى البشر وساق أمثلة على تلك الأمراض بالإنفلونزا ونقص المناعة البشرية والسارس.
116 دولة تجتمع في مصر
ويجتمع ممثلون لـ116 دولة و24 منظمة دولية، في مصر، نهاية الأسبوع، لتقييم الوضع بشأن مرض إنفلونزا الطيور.
وقال موقع منظمة الصحة العالمية إنّ الاجتماعات التي تبدأ الجمعة وتستمر ثلاثة أيام، تأتي في ظرف سجّل فيه العالم انخفاضا في أعداد الإصابات البشرية وكذلك في عدد الطيور المصابة.
ودعت الحكومة المصرية وزراء الصحة والزراعة في 192 دولة وممثلين لأغلب المنظمات الدولية، وحتى الساعة، أعلن 500 شخص تأكيدهم الحضور في الاجتماعات التي تنعقد في منتجع شرم الشيخ.
والاجتماع هو السادس من حيث الحجم بعد الاجتماع الأول الذي احتضنته واشنطن في 2005، وبكين في 2006 وفيينا في 2006 وباماكو في 2006 ونيودلهي العام الماضي.
وتعدّ مصر من الدول التي سجلت عددا كبيرا من الإصابات على مستوى العالم، ومنذ اكتشاف فيروس H5N1 في مصر في شهر فبراير/شباط 2005، شهدت البلاد أكبر عدد من الضحايا البشرية خارج القارة الآسوية، حيث وصل عدد الضحايا الذين لقوا حتفهم بسبب هذا الفيروس في مصر إلى 19 شخصاً.
وتعتبر الطيور أهم مصدر للغذاء والدخل بالنسبة لحوالي 5 ملايين أسرة في مصر.
وتقوم بعض الأسر بتربية الطيور داخل بيوتها مما يزيد من صعوبة القضاء على المرض، حسب الحكومة.
وكانت لجنة أنفلونزا الطيور قد قامت بفرض حظر شامل على تربية الطيور في البيوت وأشرفت على عملية إعدام الطيور المصابة بالفيروس. كما قامت بتأكيد حظر سابق على نقل الدواجن من محافظة إلى أخرى دون الحصول على تفتيش وتصريح رسميين.
ومن المقرر أن يسفر اجتماع شرم الشيخ عن قرارات تتعلق بوضع الأهداف التي يتعين تحقيقها خلال عام 2009 على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية.