تعثر أمريكا يتسبب بشلل اقتصاد اليابان
نيويورك، اليابان (CNN)-- قال خبراء إن اليابان قد تكون عند عتبة عقد جديد من الركود الاقتصادي، على خلفية التطورات التي تعيشها البلاد، من ارتفاع بأسعار صرف الين وتراجع في الصادرات والنمو، والخسائر الأخيرة التي أعلنتها شركة "تويوتا" عملاق صناعة السيارات اليابانية.
فقد ذكرت "تويوتا" أنها قد تتعرض لخسائر تشغيلية تتراوح بين 1.5 و1.7 مليار دولار، على أن تنتهي السنة المالية بأرباح تقارب 557 مليون دولار، بفضل مكاسب من مشاريع مشتركة لا تُحتسب في العمليات التشغيلية.
جاء ذلك في وقت قال فيه وزير المال الياباني، إن صادرات البلاد إلى العالم تراجعت بنحو 27 في المائة خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بينما تقلصت الصادرات إلى أمريكا بنسبة 34 في المائة.
تأتي هذه التطورات بعد أسبوع من إعلان شركة "هوندا" لصناعة السيارات، تقليص الأرباح المتوقعة للعام الجاري، وخفض الإنتاج في عدد من مصانع الشركة.
وعلى الصعيد التكنولوجي، فقد وافقت شركة "سانيو" المتعثرة بسبب تراجع المبيعات، على عرض الاستحواذ الذي تقدمت به شركة "باناسونيك"، بينما أعلنت شركة "سوني" عن صرف ثمانية آلاف موظف يشكلون أربعة في المائة من قوتها العاملة حول العالم.
ورغم قيام المصرف المركزي الياباني مؤخراً بخفض الفائدة، إلا أن ذلك لم يحل دون صعود الين مقابل العملات الأجنبية الأخرى، ما يجعل السلع اليابانية أغلى من سواها في أسواق العالم، ويكبح بالتالي من الإقبال عليها، ما دفع بعد الخبراء إلى التحذير بأن العقد المقبل قد يشهد انكماشاً في نمو البلاد، ويشكل "سنوات ضائعة" على غرار العقد التاسع من القرن الماضي.
وفي هذا السياق، قال كريس برودين، كبير خبراء الاقتصاد لدى شركة استشارية في مدينة بوسطن الأمريكية: "نحن في وسط أزمة عالمية حادة، دفعت الدول المتقدمة إلى الانكماش، وتسببت بتراجع نمو سائر الدول، ولا مكان للاختباء من هذه العاصفة، لذلك فقد نكون أمام فترة من الركود الطويل في اليابان.
ويرى خبراء أن الأوضاع في الولايات المتحدة ستزيد الطين بله بالنسبة لليابان، حيث تعلّم المستهلك الأمريكي من الأزمة الحالية ضرورة الحفاظ على مستويات ادخار مرتفعة، ما سيدفعه إلى خفض نفقاته الاستهلاكية في الأعوام المقبلة، وسيوثر بالتالي على الصناعة اليابانية.
ويؤكد كيث هيمبر، الخبير الاقتصادي لدى صندوق "فيرست أمريكان"، أن عودة النمو في الولايات المتحدة ستكون مدفوعة بالإنفاق المرتفع للحكومة على خطط الإنقاذ، في حين سيميل الاستهلاك إلى التراجع، وهو أمر سيرتد بصورة إيجابية على الاقتصاد الأمريكي، لكنه سيكون كارثياً بالنسبة لدول تعتمد على التصدير للولايات المتحدة، مثل الصين واليابان.
كما أن شركة تويوتا اليابانية توقعت أن تتكبد أول خسارة تشغيل سنوية على الاطلاق، وألقت باللوم على الانخفاض الحاد في المبيعات والصعود الكبير للين، فيما قالت إنها أزمة مفاجئة غير مسبوقة في تاريخها الممتد لسبعين عاماً.
وكان من المتوقع أن تصدر "تويوتا"، أكبر مصنع للسيارات في العالم، ثاني تحذير لها بشأن الأرباح في أقل من سبعة أسابيع بعدما خفضت منافستها المحلية "هوندا موتورز" توقعاتها مرة أخرى في الأسبوع الماضي، لكن التعديل بالانخفاض كان أكبر من المتوقع.
وكانت شركة "تويوتا" التي تعتبر ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الياباني، قد أعلنت الاثنين أن مبيعاتها من السيارات لعام 2008 لم تتجاوز 7.5 مليون سيارة، بتراجع 1.4 مليون سيارة عن العام الماضي، وجاء التراجع الأكبر من السوق الأمريكية التي تقلصت المبيعات فيها بنحو 250 ألف سيارة.