عمال يقفون خلف أبواب المصنع الذي احتلوه بشيكاغو
شيكاغو، الولايات المتحدة (CNN) -- شهدت أزمة احتلال عمال جرى صرفهم من وظائفهم للمصنع الذي كانوا يعملون فيه بشيكاغو احتجاجاً على ما يعتبرونه "حرماناً من الحقوق،" منعطفاً جديداً الاثنين، وذلك بعدما اجتذب الحدث اهتمام الرئيس المنتخب، باراك أوباما الذي دعا إلى منح المعتصمين حقوقهم، إذا كانوا يستحقونها بالفعل.
وقال أوباما، رداً على سؤال خلال مؤتمر صحفه: "إذا كان أولئك العمال قد استحقوا الحصول على رواتبهم وعلى تعويضات لقاء المزايا الإضافية التي كانت من نصيبهم، فعلى الشركات العمل للوفاء بالتزاماتها."
وأضاف: "كما أعتقد أنه من المهم بالنسبة إلينا أن نتأكد من أن كل خطط الإنقاذ الاقتصادية التي ستُطبق مستقبلاً ستساعد الشركات على دفع الرواتب كي لا تتكرر تلك الحوادث من جديد."
وكان قرابة 200 عامل من مصنع "ريبابليك" للأبواب والنوافذ قد احتلوا المصنع "سلميا" الجمعة، وذلك بحجة أن الشركة المشغّلة خالفت القوانين الفيدرالية المتعلقة بالعمل، والتي تنص على ضرورة إخطار العمال بترك وظائفهم خلال شهرين على أقل تقدير، حيث أعلمتهم بفصلهم خلال ثلاثة أيام.
ويحدد قانون ولاية إلينوي التي تتبع مدينة شيكاغو لها، مهلة 75 يوماً على الأقل لإخطار العمال بترك وظائفهم، وذلك لتأمين حقهم باللجوء إلى عقود العمل الجماعية والحصول على حقوقهم.
وقال العمال إنهم سينفذون اعتصاماً مفتوحاً في المصنع، الذي قالت الشركة إنها ستقفله بسبب الأزمة المالية، حتى حل قضيتهم، وقال العامل ميلفين ماكلين: "نحن هنا منذ الليلة الماضية (الجمعة) ولن نذهب إلى أي مكان.. نحن مصممون على ذلك."
ووصف العمال، تحركهم أنه "احتلال سلمي،" مؤكدين رغبتهم بالبقاء في المنشأة، مع تبديل النوبات وفق الدوام المعتاد، رغم إخطار الشركة لهم بإنهاء تعاقدهم.
ورد العامل أرماندو روبلز، وهو رب لعائلة تضم ثلاثة أطفال بالقول: "سأفعل كل ما يتطلبه الأمر لدعم عائلتي،" مشدداً على أن فصله من العمل سيحرم أبناءه من التأمين الصحي، علماً أن الشركة أبلغت موظفيها بحرمانهم من تعويضات الساعات الإضافية والعطل.
ويشدد روبلز على نية العمال عدم فك اعتصامهم بالقول: "سنظل حتى النهاية، إذا طلبوا مني المغادرة فسيكون عليهم اعتقالي.. سأقبل بهذه المخاطرة، فأنا جاهز للاعتقال إذا كان ذلك ضرورياً."
وشهد اعتصام عمال مصنع " ريبابليك" تطوراً إضافياً السبت، عندما توجهت مجوعات عمالية أخرى إلى موقع الحدث لتقديم الدعم للمعتصمين، وذلك بحجة أن الشركة المشغّلة خالفت القوانين الفيدرالية المتعلقة بالعمل، والتي تنص على ضرورة إخطار العمال بترك وظائفهم خلال شهرين على أقل تقدير.
وكانت جهات سياسية قد عرضت البحث عن حلول للقضية خلال لقاء ستعقده الشركة مع مصرف "بنك أوف أمريكا" الذي تدين له بأموال، وطالبت أوساط عمالية المصرف بتسهيل قرض الشركة بعد تلقيه دعماً حكومياً بقيمة 25 مليار دولار لحمايته من خطر الإفلاس.
وأشار مراقبون إلى طرافة الحدث الذي يجري في الولايات المتحدة، معتبرين أنه يعيد إلى الذاكرة قيام العمال مطلع القرن الماضي باحتلال المصانع وإدارتها بتأثير من أفكار الأحزاب الاشتراكية.
وقد جرى ذلك في روسيا إبان تأسيس الاتحاد السوفيتي، عندما سيطر العمال والفلاحون والجنود على المرافق التي يتواجدون فيها، وشكلوا تجمعات "سوفيتات" انتخبت ممثلين عنها تحت شعار "كل السلطة للسوفيتات."