حياة جميلة لحقيقة مرة في أيام لقاءات البحر

لقطة من الفيلم

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في أكثر الدول الإفريقية تنوعا بالسكان، وأكثرها سوءا من ناحية التفرقة العنصرية سابقا، يطرح المخرج فرانسوا فيرستر، من خلال فيلمه الوثائقي "أيام لقاءات البحر" جانبا من حياة مجتمعه غير المتجانس الذي يعيش في ظل مجتمع عصري قد يسيء البعض فهمه على أنه مجتمع تغيب فيه التفرقة العنصرية.

تدور أحداث الفيلم الوثائقي في منطقة شارع البحر على شواطئ "كايب تاون" في جنوب إفريقيا، حيث يعتبر الشارع أحد أهم الوجهات الترفيهية في المدينة التي تضم مساحات مخصصة للاستجمام والعديد من المسابح التي ترتادها شريحة متنوعة من السكان، تشمل مختلف الطوائف والأعراق.

هذه المنطقة التي تجمع بين السود والبيض كانت حتى وقت قريب خلال عهد العنصرية مخصصة للبيض، واليوم أصبحت رمزاً لمجتمع استطاع التخلص من عنصريته، ولكن ضمن حدود معينة فقط، حيث يستعرض فيرستر عددا من الجوانب المخفية التي ما زال يعاني منها المجتمع كالفقر الذي قلما يضم عناصر من الشريحة البيضاء في المجتمع.

ويصور فيرستر الفيلم في منطقة لقبت بلقاءات البحر أو Sea Point، حيث يتخذ من صورة البحر الأزرق المتجانس تمثيلا للفترة الانتقالية التي تمر بها جنوب أفريقيا بعد صراع طويل مع العنصرية.  

وهكذا، يسلط المخرج فيرستر الضوء على جزء من التكامل المجتمعي الذي ما زال يعاني من مختلف الآراء السياسية التي  تسيطر على الحياة في جنوب إفريقيا.

ورغم الاختفاء التدريجي لما كان في السابق عنصرية حادة، إلا أن المشاهد يلاحظ وجود تكاتف من قبل مجموعات ذات أعراق معينة مع بعضها، كالبيض مع بعضهم واليهود مع بعضهم مثلا.

يركز فيرستر من خلال فيلمه الذي يعرض للمرة الثانية في العالم في مهرجان دبي السينمائي في دورته الخامسة،على عدد من الشخصيات،  بعضها من البيض وغير البيض وبعضها من الطاعنين بالسن أو صغار السن بالإضافة إلى أشخاص من مختلف الأديان، وهم الذين باتوا يتوافدون على هذه المنطقة من كايب تاون كوجهة ترحب بمختلف شرائح المجتمع الجنوب أفريقي.

يذكر أن جمهورية اتحاد جنوب أفريقيا عانت بشدة من التفرقة العنصرية البغيضة، حيث حكم أربعة ملايين من العناصر البيضاء، حوالي 29 مليونا من غير البيض،  وعمدت الأقلية البيضاء سياسية عزل الأغلبية غير البيضاء في مناطق تتسم بالفقر، لتسخير خدمتهم للبيض.