عمال فلسطينيون يقطفون الزيتون
القدس (CNN) -- في خريف كل عام، وبعد سقوط أول أمطار هذا الفصل، يجتمع الفلسطينيون في الضفة الغربية لقطاف أشجار الزيتون.
وقد كرس حسن وعائلته ما قامت به أجيال عديدة مضت، من زراعة لأشجار الزيتون وقطفها سنويا.
ويقول حسن: "لقد كان هذا العام أفضل من العام السابق."
ولكن، ما هي كمية الزيتون التي تنتجها هذه الأشجار سنويا؟
ويقول حسن: "يعتمد الأمر على حجم الطاقة التي نوظفها في زراعة هذه الأشجار والعناية بها."
وتعرف شجرة الزيتون بأنها قوية وتتصدى للجفاف، والحر، والبرد، والأمراض. أما طرق قطافها فمتنوعة.
ويضيف حسن: " هناك عدة طرق للقطاف، فالبعض يضرب الشجرة بالعصا حتى تسقط كل ثمار الزيتون، وهو أمر لا أحبذه، وهناك تقنيات جديدة للقطاف، مثل آلة تمسك جذع الشجرة وتهزه حتى تسقط كل الثمار، إلا أن هذه التقنية غير صحية أيضا للشجرة، وأفضل الطرق هو باستخدام اليدين."
وبالنسبة لأنيسة، البالغة من العمر 62 عاما، فلا تذكر متى بدأت بقطاف الزيتون، ولا زالت، رغم مشقتها، تمارسها بشغف.
وتقول أنيسة: "إنها مصدر للحياة، فنحن نحتاج أن نأكل، ومن دون الزيتون، لا يمكننا فعل ذلك."
إلا أن موسم القطاف لا يكتمل سنويا من دون مضايقات المستوطنين الإسرائيليين والجيش.
يقول أورين أدي، مستوطن إسرائيلي: "نحن هنا اليوم لنتأكد من أن ثمار الزيتون لا تنتهي في أيدي من يخالفون القانون ولا يتبعون الطرق السليمة للقطاف."
المزارعون الفلسطينيون بدورهم يردون أنهم لا يحتاجون إلى أي إذن لقطف أشجارهم.
ويقول عبد الحليم قدومي، مزارع فلسطيني: "إنهمم يمنعوننا من قطف الأشجار، والجيش يساندهم، ففي أي لحظة يمكن أن يعلن الجيش أن هذه المنطقة أصبحت مغلقة."
وينتهي الأمر بطرد الجيش الإسرائيلي للإعلاميين، وإلقاء القبض على المزارعين الفلسطينيين.
أحد الجنود الإسرائيليين، قال: "نطلب منكم عدم التواجد هنا، إذا اذهبوا للأسفل، نحن نتعامل معكم بأدب، فلو سمحتم إذهبوا."
إلا أن الإصرار على قطف الزيتون ينجح في النهاية في الحصول على مئات الأطنان من الزيتون التي يتم غسلها وعصرها وتعبئتها بطرق تقليدية وحديثة أيضا، ليكون المنتج في النهاية زيتا خالصا لذيذ الطعم مغلفا بالجهد الكبير في أرض لم تعرف السلام يوما.