اشتهر الكاتب المسرحي بمواقفه السياسية
(CNN) -- توفي الكاتب المسرحي وكاتب السيناريو الحائز على جائزة نوبل للآداب، البريطاني هارولد بينتر عشية عيد الميلاد عن عمر يناهز 78 عاماً، بعد صراع مع مرض السرطان. وكان بينتر قد اشتهر في أواخر أيامه بنشاطه السياسي، وانتقاده الشديد للسياستين الأمريكية والبريطانية في أفغانستان والعراق.
وكان بينتر قد منح جائزة نوبل للآداب عام 2005، تقديراً لإنجازاته في مجال الكتابة المسرحية، ووصفته الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة حينها بأنه "أبرز ممثل للمسرح الدرامي الإنجليزي في النصف الثاني من القرن العشرين."
وكتب بينتر نحو 29 مسرحية، ترجم كثير منها إلى لغات عدة، وعرضت في دول مختلفة في العالم، منها: "حفل عيد الميلاد" (1957)، و"العودة إلى الوطن" (1964)، و"احتفال" (2000).
كما أنه كاتب سيناريو للأفلام، واشتهر له عدد من الأفلام، أهمها: "امرأة الليفتينانت الفرنسي" (1981).
ويعد بينتر ملتزماً وناشطاً سياسياً، وعُرف بمواقفه الناقدة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ولاسيما تجاه الحرب على أفغانستان والعراق.
وتجلت مواقفه السياسية في أعماله المسرحية، وبالأخص الأخيرة منها، مثل مسرحية "النظام العالمي الجديد" (1991).
ويملك بينتر حس سخرية، ففي عام 2006 سرد قصة حول تعرضه لسقطة أدخلته المستشفى قبل سنة، وأضاف قائلاً: "وبعد يومين، صحوت لأجد أنني منحت جائزة نوبل للآداب"، وعلق ساخراً بالقول: "وهكذا ترى أن الحياة عبارة عن مجموعة من أحداث الارتقاء والسقوط."
ولد هارولد بينتر في لندن في العام 1930، من أب يهودي مهاجر كان يعمل خياطاً. وفي العام 1948 قُبل في الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية، ومع أنه تبرم بالأكاديمية، ولم يكمل تعليمه فيها، إلا أنه غدا بعد ذلك صاحب أشهر مدرسة للكتابة الدرامية في المملكة المتحدة.
بدأ ممثلاً، وتحول من ثم إلى كتابة المسرحيات، وكان أول عمل له "الغرفة" عام 1957، وفي العام نفسه كتب مسرحية "حفل عيد الميلاد" التي لقيت فشلاً ذريعاً.
إلا أنه تابع تأليف المسرحيات، فكتب مسرحيتي "الخادم الأخرق" و"العودة إلى الوطن" اللتين أوصلتاه إلى الشهرة.
تزوج أول مرة من الممثلة فيفيان ميرشانت، وبعد أن طلقها عام 1980، تزوج من الكاتبة الليدي أنطونيا فريزر.