/الشرق الأوسط
 
2300 (GMT+04:00) - 12/01/09

غيتس يؤكد حساسية "المهمة" بالعراق ويذّكر بتجربة السوفيت بأفغانستان

غيتس يتحدث في قاعدة بلد

غيتس يتحدث في قاعدة بلد

بغداد، العراق (CNN) -- أعلن رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، أن القوات بلاده التي ما تزال تنتشر في العراق ستبدأ بمغادرته في مايو/أيار 2009، بعد ست سنوات على مشاركة لندن في قرار التدخل العسكري لإسقاط نظام حزب البعث في بغداد.

وقال براون، في بيان مشترك أصدره مع نظيره العراقي نوري المالكي، خلال الزيارة المفاجئة التي يجريها الأربعاء إلى بغداد إن مهام القوات البريطانية ستنتهي في مايو/أيار، على أن يغادر آخر جندي تابع لها بعد ذلك بشهرين.

وشدد البيان المشترك على أن دور القوات البريطانية "اقترب من نهايته."

وتأتي زيارة براون بعد ثلاثة أيام على زيارة مماثلة قام بها الرئيس الأمريكي، جورج بوش، علماً أن لندن ما تزال تنشر قرابة أربعة آلاف جندي في مناطق جنوبي العراق، وبشكل خاص خارج مدينة البصرة.

وفي هذه الأثناء، قُتل 18 شخصاً، معظمهم من عناصر الشرطة، في سوق تجارية ببغداد، وذلك إثر هجوم مزدوج، بدأ بانفجار سيارة مفخخة، أعقبه انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة قربها غداة اقتراب رجال الشرطة من موقع الحادث.

غيتس يؤكد حساسية "المهمة" بالعراق

طلب وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، من جنوده في العراق مواصلة التركيز على مهامهم في ذلك البلد، بصرف النظر عما يسمونه من تزايد الاهتمام بالوضع في أفغانستان، مشيراً إلى أن من وصفهم بـ"الإرهابيين" سيحاولون دائماً إجهاض المكاسب التي جرى تحقيقها خلال الأشهر الماضية على المستوى الأمني.

وأضاف غيتس، إن واشنطن سترسل ثلاثة ألوية قتالية من العراق إلى أفغانستان بحلول الصيف المقبل، للرد على النشاط المتزايد لحركة طالبان وتنظيم القاعدة، وشكك في إمكانية أن تقوم واشنطن برفع عدد قواتها المنتشرة في أفغانستان إلى مستوى حجمها الحالي في العراق، مذكّراً بالتجربة السوفيتية في هذا الإطار.

غيتس، الذي كان يلقي كلمة موجّهة إلى عناصر من الوحدات الأمريكية المتمركزة في قاعدة "بلد" الجوية، خلال الزيارة المفاجئة التي يقوم بها إلى العراق السبت أعرب عن أمله في أن تقوم الولايات المتحدة مستقبلاً بمساعدة الدول التي تشهد نزاعات، من خلال تطوير وسائل لدعم بناء مؤسسات تحول دون تحولها إلى "دول فاشلة."

وتابع بالإشارة إلى أن حجم القوات التي ستقوم الولايات المتحدة مستقبلاً بإرسالها إلى خارج أراضيها سيتراجع العام المقبل، مقارنة بالأعوام التي مضت.

كما لفت إلى أن من وصفهم بـ"الإرهابيين" يحاولون دائماً العمل على إجهاض المكاسب التي تم تحقيقها في العراق خلال السنة والنصف الماضية.

وتوجه إلى الجنود بالقول: "رغم ما تسمعونه عن تزايد الاهتمام بأفغانستان، يجب أن تكونوا على ثقة بأن مهمتكم، ومهمة سائر القوات الأمريكية في العراق، تبدو مهمة بشكل كبير خلال هذه المرحلة الانتقالية الحساسة."

وكانت طائرة غيتس قد حطت في قاعدة بلد، شمالي بغداد، قرابة الظهر بالتوقيت المحلي، وقد كان في استقباله الجنرال رايموند أوديرنو، قائد القوات الأمريكية العاملة في العراق.

وقد انتقل غيتس مباشرة بعد وصوله إلى قاعة الاجتماعات، حيث التقى أوديرنو ومجموعة أخرى من الشخصيات السياسية والأمنية الأمريكية، دون أن تتضح الأهداف الحقيقية للزيارة على وجه التحديد.

وذكر غيتس أن القوات السوفيتية التي سبق لها أن احتلت أفغانستان في العقد السابع من القرن الماضي، واضطرت لمغادرتها مطلع 1989 كان لديها 120 ألف رجل على الأرض، "لكنها خسرت لأنها افتقدت دعم الناس،" على حد تعبيره.

وأضاف وزير الدفاع الأمريكي أن الحل الحقيقي للوضع في أفغانستان يقوم على زيادة الدعم الذي تقدمه واشنطن للأجهزة الأمنية الأفغانية، وعلى رأسها الجيش والشرطة.

يذكر أن غيتس كان قد تحدّث مطلع ديسمبر/كانون الأول الحالي، بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب، باراك أوباما، رغبته في إبقائه بمنصبه خلال ولايته، حيث قال إنه لا يعتزم أن يكون مجرد "وصي" على الوزارة، بل سيواصل العمل على إصلاح الأوضاع فيها و"وضع استراتيجيات الحرب" وتلبية حاجات الجنود.

وأبدى غيتس دعماً "متحفظاً" لخطط سحب الجيش من العراق خلال 16 شهراً، غير أنه أظهر تأييده الكامل لمنح الأولوية العسكرية للجبهة في أفغانستان، حيث ما تزال القوات الدولية تواجه مصاعب كبيرة في مواجهة حركة طالبان وعناصر تنظيم القاعدة.

advertisement

فحول العراق، الذي صادق البرلمان فيه مؤخراً على الاتفاقية الأمنية التي تنص على انسحاب القوات الأمريكية بحلول نهاية عام 2011، بدا غيتس داعماً لخطط أوباما حول الانسحاب خلال 16 شهراً، غير أنه وضع ذلك في إطار متحفظ، عبر ربطه بالتشاور مع القادة في الميدان

وقال غيتس: "لقد أعرب (أوباما) عن رغبته في سحب الوحدات القتالية خلال 16 شهراً، لكنه قال أيضاً أنه جاهز للاستماع لقادته، وأنا أرى أن هذا الموقف هو الخيار الصحيح للرئيس المنتخب."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.