الصواريخ كانت مجهزة وموجهة نحو إسرائيل
بيروت، لبنان (CNN) -- عاد التوتر السياسي إلى المشهد اللبناني الجمعة، وذلك بعد إعلان الجيش ليل الخميس عن العثور على صواريخ كاتيوشا كانت موجهة وجاهزة للانطلاق نحو الأراضي الإسرائيلية، حيث استدعى الحادث ردود فعل من أوساط الغالبية النيابية التي حذّرت من فتح الجبهة اللبنانية بالتزامن مع الأوضاع المتوترة في قطاع غزة.
وفي هذا السياق، قال سمير جعجع، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، إن ما اكتشف من صواريخ في المنطقة الحدودية "ليس مصادفة بل عن سابق تصور وتصميم،" مشددا على ضرورة "العمل لعدم زج لبنان عن حسن نية أو عن غير حسن نية بمعركة لا يستطيع الشعب اللبناني مواجهتها، ولن تؤثر في مسار الحوادث،" في إشارة إلى الوضع بغزة.
وقال جعجع إنه أجرى سلسلة اتصالات مع رئيسي الجمهورية والحكومة، وقيادات قوى الغالبية "14 آذار" حيث جرى تداول مسألة الصواريخ و"وجوب عدم معالجة المأساة بمأساة أخرى."
وردا على سؤال، رفض جعجع توجيه الاتهام إلى أي طرف، متوجها إلى كل الأفرقاء "بعدم السماح بزج الشعب اللبناني مجددا في أتون من الحديد والنار لأهداف واسباب لا علاقة لها مباشرة بالقضية اللبنانية، ولا سيما انه لا خطر داهما عليه في الوقت الحاضر."
ورأى جعجع "أن الجهة التي وضعت صواريخ الكاتيوشا أرادت توجيه رسالة جدية، مفادها أنه "في حال زيادة الضغط على غزة فنحن سنضغط عليكم من الجنوب،" ونفى معرفته بمن وضع هذه الصواريخ، لكن قال إنه التكهن الأولي يشير إلى عدم مقدرة أي فريق على التحرك جنوبي لبنان سوى حزب الله.
وأضاف: "إذا رأى أي فريق لبناني حاجة إلى مساندة غزة، فهذا طرح طبيعي في ظل هذه الظروف، ولكن لنأخذ هذا الطرح إلى مجلس الوزراء لمناقشته، كما أنني لا أتصور أن قوة لبنان الرئيسية في قواه العسكرية حتى يساعد غزة، إذ يمكن أن يساندها في مجالات أخرى."
من جهته، عبّر النائب عاطف مجدلاني، وهو بدوره أحد نواب قوى الغالبية، عن قلق مشابه قائلاً:"منذ مدة بدأنا نلاحظ تصعيدا في وتيرة تصريحات بعض الأطراف في الداخل، للإيحاء بوجود رابط مصيري بين ما يجري في غزة، وما يمكن أن يجري في لبنان، هذه الإيحاءات لامست سقف التهديد باستخدام السلاح لدعم حماس."
وأضاف: "جاءت مسألة نصب الصواريخ لتتويج هذه الحملة التي ربطت مصير لبنان ومصير السلاح غير الشرعي في لبنان، بمصير حماس، ولا أقول غزة تهديدا، وصارت وظيفة السلاح الذي نحاول أن نبحث عن وسائل ضبطه ووضعه بأمرة الدولة اللبنانية دون سواها، تشمل فك الحصار عن غزة وتحرير القدس."
وتابع: "في هذا التوقيت، ظهرت الصواريخ في الجنوب، لتؤكد إصرار بعض القوى في لبنان على زج اللبنانيين في لعبة المحاور، والمجازفة مجددا بإقحام لبنان في حروب مدمرة تدعم الأوراق التفاوضية للجارة التي أصبحت على قاب قوسين أو أدنى من تحقيق السلام مع إسرائيل." في إشارة إلى سوريا.
وكان الجيش اللبناني قد أعلن الخميس العثور على ثمانية صواريخ من نوع كاتيوشا، من مختلف الأحجام والعيارات، مجهزة للإطلاق وموجهة نحو إسرائيل، وذلك في منطقة تقع شمالي الناقورة، وفقاً لوكالة الأنباء اللبنانية.
ولفت بيان الجيش إلى أن الخبراء قاموا بتعطيل الصواريخ ونقلها من مكانها، وبعد ذلك، نفذت الوحدات تفتيشا واسعا في المنطقة المذكورة وفي محيطها، وتم التأكد من خلوها من صواريخ أخرى.
وإثر ذلك، أعلنت ياسمين بوزيان الناطقة عن قوات الطوارئ الدولية، العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" أن القوات الدولية أرسلت إلى المنطقة فرق نزع المعدات المتفجرة، ووضعتها بتصرف الجيش اللبناني ،الذي عمل على تفكيك الصواريخ
واوضحت بوزيان أن "اليونيفيل" والجبش اللبناني نشرا قوات إضافية وعززا دورياتهما لضبط الأمن، مشيرة إلى آن قائد القوات، اللواء كلاوديو غراتسيانو، ظل على اتصال مع كبار ممثلي الجيش اللبناني والجانب الإسرائيلي بهذا الشأن.
يذكر أن مناطق جنوب لبنان كانت قد شهدت عام 2006 معارك مدمرة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، حيث قام الحزب بخطف جنديين إسرائيليين، ما فجّر مواجهات استمرت 33 يوماً، قبل أن تنتهي بقرار قضى بـ"وقف العمليات العدائية" دون تثبيت وقف إطلاق النار، ونتج عنه زيادة حجم القوات الدولية المنتشرة في المنطقة.
وتعد المنطقة التي وجدت الصواريخ فيها منطقة نفوذ تابعة لحزب الله، إلا أن مسؤولي الحزب تجنبوا حتى الساعة التعليق على الموضوع بوضوح.