رجال الإطفال يحاولون إخماد حريق في مبنى بالجامعة الإسلامية
غزة (CNN)-- أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمام الكنيست الاثنين، أن إسرائيل تخوض حرباً "بلا هوادة" ضد حركة حماس في قطاع غزة.
وقال باراك إن إسرائيل لا تكن العداء للشعب الفلسطيني، في وقتٍ واصلت فيه المقاتلات الإسرائيلية قصفها لليوم الثالث على التوالي للأراضي الفلسطينية.
غير أن وزير الدفاع الإسرائيلي أوضح أن إسرائيل "تخوض حرباً بلا هوادة ضد حماس وفروعها"، وقال إن سياسة "ضبط النفس التي أظهرناها هي مصدر قوتنا عندما يحين وقت القتال."
وكانت المقاتلات الإسرائيلية قد واصلت قصفها لمناطق متفرقة من قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، منذ بداية عملية "الرصاص المصبوب" السبت، لتتجاوز حصيلة القتلى الـ300 وأكثر من ألف جريح، بينهم 180 في حالة الخطر، فيما لا يزال هناك عشرات القتلى تحت الأنقاض، وفق ما أكدته مصادر طبية فلسطينية.
في الغضون، قصفت إسرائيل مقار مختلفة لحركة حماس، منها مقر وزارة الخارجية التي تديرها في القطاع، ومستشفى "الشفاء"، ومقر لجهاز الأمن الوقائي، ومكتب رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية.
كذلك أكد الجيش الإسرائيلي قصفه ليلاً منزلاً يقع بالقرب من مقر إقامة هنية، فيما قالت مصادر الأمن في حماس إن القصف الإسرائيلي استهدف منزل أحد القادة الرفيعين في الجناح المسلّح للحركة.
في المقابل، أظهرت إحصائية أعدتها "كتائب عزالدين القسام" الجناح المسلّح لحركة "حماس"، أن مقاتليها تمكنوا من إطلاق 22 صاروخاً على المستوطنات والمدن الإسرائيلية، وفق ما جاء في بيان نقله موقع الكتائب الإلكتروني.
كما أكد الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 150 صاروخاً تم إطلاقها من غزة باتجاه إسرائيل منذ بدء الحملة.
وفي تطور متصل، قال الجيش الإسرائيلي إن إسرائيلياً قُتل وجرح ثمانية آخرون بينهم ثلاثة في حالة حرجة في مدينة "عسقلان" الاثنين، جراء سقوط أحد الصواريخ التي أطلقها مسلحون فلسطينيون باتجاه جنوب إسرائيل.
وقُتل إسرائيلي السبت جراء سقوط أحد الصواريخ على منزله جنوب إسرائيل.
كما قصفت المقاتلات الإسرائيلية صباح الاثنين قسماً من الجامعة الإسلامية، المعقل الرئيسي لحماس في غزة، وفق ما قاله صحفي كان في المكان، آثر عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، ولم ترد أية تقارير عن حجم الإصابات أو الأضرار.
وأظهرت مشاهد الفيديو التي نقلها تلفزيون "راماتان" رجال الإطفاء وهم يحاولون إخماد النيران التي اندلعت في جزء من الجامعة.
وبعد استفسار شبكة CNN الجيش الإسرائيلي عن الحريق، قال الأخير إن مقر الجامعة "يحتوي مختبرات للمتفجرات هي جزء من برنامج حماس البحثي والتطويري، وأن الأسلحة التي يتم تطويرها داخل الجامعة يشرف عليها أساتذة رفيعون هم نشطاء في حماس."
وأضاف بيان الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته قصفت مباني تستخدم كأماكن تجمعات لقادة رفيعين في حركة المقاومة الإسلامية، فيما لم يرد أي موقف من "حماس" حول بيان الجيش الإسرائيلي.
وفي تطور متصل شهد مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين إصابة مسجد ومنزل جراء القصف الإسرائيلي الاثنين، وفق مصادر أمنية في "حماس"، وقالت مصادر المسعفين الفلسطينيين إن خمسة أطفال قتلوا فيما نجا اثنان.
وكان بيان الجيش الإسرائيلي قد أشار في وقت سابق الاثنين إلى قصف عدة أهداف للحركة المتشددة في الساعات الأخيرة، إلا أنه لم يأت على ذكر مخيم جباليا الواقع شمالي القطاع.
كذلك قصفت المقاتلات الإسرائيلية أنفاق بين غزة ومصر الأحد، وفق شهود عيان، وأدى القصف إلى انهيار أنفاق في المنطقة ما أسفر عن مقتل شخصين.
كما قتل جندي مصري وجرح اثنان آخران عندما فتح فلسطينيون نيرانهم بالقرب من معبر رفح، الذي تصدعت أجزاء منه جراء القصف الإسرائيلي في المنطقة.
وحاول العديد من الفلسطينيين الفارين من القصف الإسرائيلي التسلل عبر الجدار إلى داخل مصر، غير أن القوات المصرية وعناصر حماس أطلقوا أعيرتهم النارية في الهواء لمنعهم من ذلك، وفق شهود.
إنسانياً، أعلنت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "أونروا" أن القصف الإسرائيلي يزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية في منطقة ترزح أصلاً تحت أوضاع صعبة.
وقال كريستوفر جونيس المتحدث باسم الأونروا، الأحد: "الوضع دون أي شك مأساوي."
وأوضح أن الأونروا تعجز عن إيصال الإمدادات الطبية اللازمة إلى داخل غزة منذ أكثر من عام بسبب إغلاق إسرائيل المعابر المؤدية للقطاع.
ويُشار إلى أن الموقف الإسرائيلي التصعيدي تواصل رغم صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يدعو إلى "وقف فوري لكافة أشكال العنف" رداً على العنف المتفجر منذ أيام في قطاع غزة وجنوب إسرائيل.
نشطاء إسرائيليون يتظاهرون ضد قصف غزة
كما يتواصل القصف وسط تصاعد الضغوط الدولية على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لوقف العنف في غزة، حيث طالبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ودول أخرى لوقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى خطوط التهدئة.
في موازاة ذلك عمت المظاهرات المنددة بالقصف الإسرائيلي العديد من العواصم العربية والدولية الأحد، حيث شهدت إحراق للعلم الإسرائيلي ومحاولات اقتحام لمقر السفارة المصرية كما حدث في العاصمة اللبنانية بيروت، ما أدى إلى اشتباكات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب التي لجأت للقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
كذلك تظاهر نشطاء من اليسار الإسرائيلي في تل أبيب الأحد مطالبين الجيش الإسرائيلي بوقف قصفه لغزة، مطلقين هتافات تطالب بالتدخل الدولي.
وفي العاصمة البريطانية لندن، اشتبك المئات من المتظاهرين مع شرطة مكافحة الشغب في محاولتهم لاقتحام مقر السفارة الإسرائيلية وسط لندن، وفق ما نقلته تقارير إعلامية.
يُشار إلى أن الهدنة الهشة التي رعتها مصر في يونيو/ حزيران الماضي، واستمرت ستة أشهر، كانت قد انتهت في التاسع عشر من الشهر الجاري بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.
وكان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون قد أعرب عن قلقه وحزنه الشديدين إزاء سفك الدماء الحاصل، داعياً إلى وقف فوري للعنف، كما جاء في بيان.
وقال إنه "حزين" لمقتل الضحايا الفلسطينيين وبينهم عامل إغاثة في المنظمة الأممية بالإضافة إلى ثمانية متدربين، ومقتل إسرائيلي واحد.
يأتي هذا في وقت استدعت فيه إسرائيل سبعة آلاف من جنود الاحتياط استعدادا لشن عملية عسكرية برية محتملة في قطاع غزة.
وتأكيداً على تصعيد العمليات العسكرية من جانب الدولة العبرية، قالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني في مقابلة مع شبكة CNN مساء الأحد إن القصف الجوي لغزة سيتواصل لحين "إحداث تغيير على الأرض" وأن إسرائيل لم تستبعد بعد شن عملية برية في القطاع الذي تسيطر عليه حركة "حماس."
وأعلنت ليفني أن أهداف المقاتلات الإسرائيلية هي فقط "الأهداف العسكرية وأماكن نعلم أن عناصر حماس تتواجد فيها."
وأضافت "للأسف، في مثل هذه الهجمات، يقع بعض الضحايا في صفوف المدنيين، غير أن إسرائيل اتخذت كافة الإجراءات الضرورية لتحذير المدنيين قبل الهجمات وحثهم لمغادرة الأماكن التي يتواجد فيها عناصر من حماس."
والأحد نشر الجيش الإسرائيلي قواته البرية ودباباته حول القطاع، وإن لا يبدو هناك مؤشرات على بدء عملية عسكرية برية بعد داخل غزة، غير أن مصدر عسكري رفيع قال إن القوات البرية حول غزة ستحرك "في حال استدعت الحاجة."
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الأحد، وخلال الاجتماع المصغر للحكومة الإسرائيلية إنه تم استدعاء 7000 جندي احتياط وأنه سيعرض الاقتراح أمام الكنيست الإسرائيلي الذي يجب برأيه أن يقرّ الخطة.