حسن نصرالله خلال خطابه
بيروت، لبنان (CNN)-- طالب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مقاتليه في جنوب لبنان أن يكونوا متأهبين لاحتمال وقوع هجوم إسرائيلي على لبنان، في ضوء ما يحدث من تصعيد إسرائيلي في قطاع غزة، مناشداً في الوقت ذاته مصر لفتح معبر "رفح" للسماح في عبور المساعدات الطبية لأهالي القطاع.
وفي خطاب عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، تناول نصر الله موضوع الحدود اللبنانية الاسرائيلية فقال: "نحن نتكلم بمسؤولية وطنية وأخلاقية ولا نريد أن نخيف أحداً.. لكن هناك احتمالان: الأول أن يكون كل ما تقوله إسرائيل أو تفعله هو مجرد إجراءات وقائية خشية حصول خرق من الجبهة اللبنانية.."
وأضاف: "وآخر لا يجوز أن نغفله، أن يكون هذا التحرك في هذا التوقيت السيئ في ظل التواطؤ العربي، والانشغال العالمي في الأزمة المالية، والفراغ السياسي في القرار الأمريكي، دافعاً للعدو لشن عدوان على لبنان، لأن إسرائيل تسعى إلى ترميم صورة الردع التي اهتزت في حرب يوليو/ تموز 2006، ولا يجوز الاطمئنان لمقولة إن إسرائيل لا تقاتل على جبهتين، بل هي تقاتل على جبهتين وثلاثة."
كما دعا نصر الله الحكومة اللبنانية والشعب والجيش ومقاتلي الحزب إلى "الانتباه والحذر والحيطة، وعدم استسهال ما يجري من حولنا."
نصر الله ينتقد الموقف المصري إزاء ما يجري في غزة
وفي شأن الموقف المصري مما يجري في غزة، انتقد أمين عام حزب الله معلناً "لا أحد يطلب من مصر أن تفتح جبهة أو أن تذهب إلى القتال، وإنما أن تفتح المعبر ليصل الدواء والماء والغذاء وحتى السلاح لأهلنا في غزة."
وأكد أن المطلوب فتح المعبر بشكل نهائي "للأحياء لا للجرحى والشهداء، فمصر أم الدنيا هي ليست صليباً أو هلال أحمر لتتصرف مع أهالي غزة من خلال هذا الموقف، والمطلوب من النظام المصري ألا يستغل الموقف للضغط على حماس بل يجب أن يساعدوا أهل غزة لوقف العدوان بلا قيد أو شرط. "
وقال: "بعد الذي جرى بالأمس أيها المسؤولون المصريون إن لم تفتحوا معبر رفح فإنكم شركاء في القتل والحصار والمأساة الفلسطينية.."
وخاطب نصر الله الشعب المصري قائلاً: "فليخرج هذا الشعب بالملايين إلى الشوارع ولن تستطيع الشرطة قتل الملايين."
وأضاف: "يجب أن تفتحوا أيها المصريون هذا المعبر بصدوركم، وأنا هنا لا أدعو إلى انقلاب ولست بموقع أن أدعو إلى ذلك"، كما جاء في الكلمة التي ألقاها في الليلة الأولى من ليالي "عاشوراء" في المجلس المركزي الذي يقيمه حزب الله في مجمع "سيد الشهداء" في الرويس بالضاحية الجنوبية.
ودعا الضباط المصريين الذين أشاد بمواقفهم التاريخية إلى أن يقولوا لقيادتهم: "إننا نرى أهلنا يذبحون ونحن نحرس حدود إسرائيل."
وشدد نصر الله على "أن ما يغير المعادلة هو تعديل الموقف المصري"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء اللبنانية.
مقارنة أحداث غزة بمعارك يوليو
وكان نصر الله قد استهل كلمته بإجراء مقارنة بين ما جرى في لبنان جراء معارك يوليو/ تموز بين إسرائيل وحزب الله، وما يجري اليوم في غزة، مؤكداً على التطابق بين الأحداث.
وقال: "إن ما يجري في غزة اليوم هو نسخة فلسطينية طبق الأصل عما جرى في 2006 في لبنان. "
ووصف ما يجري بأنه بشكل واضح جداً "مشروع أمريكي-إسرائيلي دائم لفرض تسوية مذلة بشروط إسرائيلية أمريكية على بقية العرب، بعد خروج مصر والأردن وعقدهما اتفاقية ما يسمى "السلام" مع إسرائيل، وعلى اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين الخضوع لهذه الشروط."
نصرالله يتساءل حول الأهداف "من الكاتيوشا بالجنوب"
وطرح نصر الله تساؤلات حول واضعي صواريخ الكاتيوشيا قبل بدء الحرب على غزة، منتقداً "لجوء بعض القوى السياسية اللبنانية إلى الإشارة إلى حزب الله بأصابع الاتهام."
وقال: "نحن في حزب الله نملك شجاعة أن نتحمل مسؤولية أي عمل نقوم به ولا نختبئ وراء أصبعنا كما يفعل البعض، ولسنا في موقع التهمة، إن ما جرى مشبوه من زاوية أخرى."
وتابع متسائلاً: "ألا تستطيع أن تتسلل لتضع الصواريخ أو عبر عملائها وهم كثر في لبنان؟.. إن وضع هذه الصواريخ ليس تضامناً مع الأخوة في فلسطين، بل لتقديم التبرير لإسرائيل لكي تشن هجوماً على لبنان."
يُذكر أن الجيش اللبناني كان قد أعلن ليل الخميس عن العثور على صواريخ كاتيوشا كانت موجهة وجاهزة للانطلاق نحو الأراضي الإسرائيلية، حيث استدعى الحادث ردود فعل من أوساط الغالبية النيابية التي حذّرت من فتح الجبهة اللبنانية بالتزامن مع الأوضاع المتوترة في قطاع غزة.
وفي هذا السياق، قال سمير جعجع، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، إن ما اكتشف من صواريخ في المنطقة الحدودية "ليس مصادفة، بل عن سابق تصور وتصميم"، مشدداً على ضرورة "العمل لعدم زج لبنان عن حسن نية أو عن غير حسن نية بمعركة لا يستطيع الشعب اللبناني مواجهتها، ولن تؤثر في مسار الحوادث"، في إشارة إلى الوضع بغزة.
نصر الله يدعو لمظاهرة الاثنين
كما دعا نصر الله إلى اعتبار اليوم (الاثنين) يوم حداد رسمي وإلى تجمع حاشد للمناسبة في الضاحية الجنوبية لبيروت تضامناً مع غزة، عند الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي.
ونقل موقع "المنار" أن التجمع سيقام في ملعب "الراية" في محلة "صفير" بالضاحية الجنوبية لبيروت.