350 قتيلاً سقطوا بأول ثلاثة أيام لعملية ''الرصاص المصبوب'' في غزة
تكساس، الولايات المتحدة (CNN)-- فيما تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، مخلفة مئات القتلى والجرحى، اعتبرت الإدارة الأمريكية أن نهاية هذه العملية في يد قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تفرض سيطرتها على القطاع.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض، غوردون جوندرو الاثنين، في تصريحات للصحفيين بمزرعة الرئيس الأمريكي جورج بوش في "كراوفورد" بولاية تكساس، حيث يقضي أجازته، أن الحركة الفلسطينية عليها أن تتوقف عن إطلاق الصواريخ باتجاه المناطق الإسرائيلية، حتى يمكن استعادة الهدوء في قطاع غزة.
وقال جوندرو: "من أجل أن يتوقف العنف، فإنه على حماس أن تتوقف عن إطلاق الصواريخ إلى داخل إسرائيل، كما عليها أن تقبل وتحترم اتفاقاً دائماً لوقف إطلاق النار"، وهو ما ترفضه الحركة الفلسطينية حيث تعتبر أن اتفاقاً بهذا الشأن يُعتبر اعترافاً منها بشرعية "الاحتلال" الإسرائيلي.
وأضاف الناطق باسم البيت الأبيض: "هذا هو الهدف الذي يجب أن تعمل جميع الأطراف على تحقيقه، وهذا ما تريد أن تدفع الولايات المتحدة للمضي قدماً باتجاهه"، مضيفاً قوله إن حماس "أاظهرت مرة أخرى لونها الحقيقي كمنظمة إرهابية ترفض حتى الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود."
كما أشار إلى الرئيس الأمريكي بحث تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط، خلال اتصال هاتفي مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، كما أجرى مشاورات مع ثلاثة من كبار مستشاريه، حول تطورات العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وواصلت الطائرات الإسرائيلية الاثنين قصفها لعدد من المواقع في قطاع غزة، ليرتفع عدد ضحايا العملية التي بدأت السبت، إلى ما يزيد على 350 قتيلاً، بحسب المصادر الفلسطينية، التي أشارت إلى سقوط أكثر من 1650 جريحاً، بينهم حوالي 300 جريح إصاباتهم خطيرة.
كي مون يدعو إسرائيل وحماس لوقف العنف فوراً
من جانب آخر، طلب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، كل من الحومة الإسرائيلية وقادة حركة حماس، إلى وقف إطلاق النار فوراً، قائلاً إنه لا يمكن السكوت على "العنف غير المقبول" المتصاعد في قطاع غزة.
دعوة الأمين العام للمنظمة الدولية جاءت بعد تقرير لوكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ذكرت فيه أن "القصف الإسرائيلي يزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية في منطقة ترزح أصلاً تحت أوضاع صعبة."
وأشار تقرير المنظمة التابعة للأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن 51 مدنياً فلسطينياً قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية منذ السبت، فيما رجح كريستوفر جونيس المتحدث باسم الأونروا ارتفاع عدد القتلى المدنيين، وقائلاً إن "الوضع دون أي شك مأساوي."
وأوضح أن الأونروا تعجز عن إيصال الإمدادات الطبية اللازمة إلى داخل غزة منذ أكثر من عام بسبب إغلاق إسرائيل المعابر المؤدية للقطاع.
القصف الإسرائيلي مستمر على قطاع غزة
يُشار إلى أن الموقف الإسرائيلي التصعيدي تواصل رغم صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يدعو إلى "وقف فوري لكافة أشكال العنف"، رداً على العنف المتفجر منذ أيام في قطاع غزة وجنوب إسرائيل.
الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح غزة برياً
ووسط تقارير أفادت بأن الجيش الإسرائيلي يحشد دباباته على حدود قطاع غزة، تمهيداً لاجتياح القطاع بقواته البرية، أعلنت إسرائيل الشريط الحدودي "منطقة عسكرية مغلقة"، وطلبت من الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء العالمية مغادرة المنطقة فوراً.
إلا أن متحدث عسكري إسرائيلي قال إن الهدف من إغلاق المنطقة الحدودية، والتي تمتد بعمق يصل إلى أربعة كيلومترات داخل قطاع غزة، هو منع المسلحين الفلسطينيين من إطلاق صواريخهم باتجاه مناطق الجنوب الإسرائيلي، التي أسفرت عن سقوط قتيلين على الأقل.
وفيما أشار متحدث عسكري إسرائيلي إلى أن عملية "الرصاص المصبوب" قد تمتد "أيام عديدة"، فقد أعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، مارك ريغيف، أن العملية ستستمر "حتى يتم توفير الأمن للجنوب، وإلى أن يتوقف الرعب والخوف الذي يعيشه الإسرائيليون جراء الهجمات الصاروخية المستمرة."
أنباء عن إصابة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت
من جانب آخر، ذكرت مصادر فلسطينة مطلعة أن الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة، جلعاد شاليط، أُصيب في إحدى الغارات الجوية التي تواصل طائرات الاحتلال تنفيذها على قطاع غزة، منذ ظهر السبت، والتي استهدفت مئات الأهداف.
وقال مركز الإعلام الفلسطيني إن أنباءً تتردد بأن الجندي الإسرائيلي، الذي أسرته الحركة في يونيو/ حزيران 2006، أصيب في إحدى الغارات، إلا أن المصادر لم توضح طبيعة الإصابة التي تعرض لها شاليط أو المكان الذي تعرض للقصف.
وبحسب المركز المقرب من حماس، فقد رفضت مصادر رسمية في الحركة تأكيد أو نفي نبأ إصابة شاليط، ولكنها حملت قادة "الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن أي مصير يلحق به."
وقالت المصادر: "صحيح أن شاليط مهم كورقة من أجل إطلاق سراح أسرانا في سجون الاحتلال، ونحن متمسكون بإنجاز الصفقة، غير أن تصاعد العدوان يجعل تكرار ما حدث للطيار الصهيوني رون أراد أمراً متوقعاً."
وكان الطيار الإسرائيلي رون أراد قد تعرض للأسر بعد إسقاط طائرته في لبنان عام 1986، إلا أنه تمكن من الفرار بعد عامين، ولكنه لم يتمكن من العودة إلى إسرائيل، حيث ترجح التقارير أنه مات أثناء محاولته العودة سيراً على الأقدام.