وداعاً 2008.. أحلام "بسيطة" للمصريين في 2009

القاهرة، مصر (CNN)-- ساعات وينتهي عام 2008 بكل حلاوته ومرارته، ويهل عام جديد حامل معه بعض الآمال، وكغيرهم من شعوب الأرض، تراود المصريين كثير من الأحلام للعام 2009، كما أنهم لم ينسوا العديد من الأحداث التي مر بها العام الراحل.

أحداث 2008 كما يراها المصريون، وكذلك أمنياتهم للعام الجديد، اختلفت بشكل كبير ما بين "شخصية" و"عامة"، حملت كثيراً من التنوع، ولكنها جاءت في غالبيتها "بسيطة" لتعكس حجم ما يحمله أصحابها من معاناة، أو ما يتطلعون لتحقيقه في العام الجديد.

استطلعت CNN بالعربية آراء عدد من الشباب في الشارع المصري، حول الأحداث التي علقت بذاكرتهم في 2008، وتطلعاتهم في 2009.

العمل موجود لمن يبحث عن فرصة

ماجد، طالب في السنة النهائية بأكاديمية السادات "القسم الكندي"، جاءت أهم الأحداث بالنسبة له في 2008، علي عكس ما يتردد في الشارع المصري من شكوى البطالة.

فقال إن أهم أحداث 2008 بالنسبه له على المستوى الشخصي، أنه عمل كل شهور العام بدون توقف، رغم أنه مازال طالباً، وهو ما يثبت أن "من يريد العمل سيجده إذا بحث عما يناسبه"، حسب قوله.

وأشار ماجد إلى أن أهم ما مر به امتناعه عن تقاضي مصروفه من والده، لاسيما وأن ما يتقاضاه من عمله الجديد يكفي لسد احتياجاته الشخصية.

وأضاف أن عام 2008 شهد حالة رواج في سوق الإعلانات في مصر، وهو أمر جيد لم يكن متوقعاً، وعبر عن أمنياته أن تستمر حالة الرواج في العام الجديد وعدم تأثرها بحالة الكساد التي تجتاح العالم.

وعن أمنياته لـ2009، قال ماجد إنها "لا تخطر على بال أحد"، موضحاً: "أتمنى أن تصفو نفوس الناس، بدلاً من حالة الحقد والغل التي تسيطر على الغالبية في الشارع"، كما أعرب عن أمله في أن ينهي دراسته في العام الجديد.

"صدمة" الأهلي في اليابان

محمد (19 عاماً)، عامل شيشة في إحدى المقاهي بحي "المهندسين"، قال إن أهم حدث مر به في 2008 كان هزيمة الأهلي في اليابان، وحصوله على المركز السادس، وهو ما أصاب جماهير الأهلي بـ"صدمة غير متوقعة"، خاصة أن الفريق سافر إلى اليابان محملاً بأمنيات كبيرة لتحقيق مركز متقدم.

ومن الأحداث التي هزت محمد في 2008 كما يقول كانت وفاة والده، إلا إنه في نفس الوقت التقى الإنسانة التي يشعر بأنه سيقضي حياته معها، على حد قوله.

إلا أن عامل الشيشة شارك "العامة" قلقهم إزاء ارتفاع أسعار العديد من السلع الأساسية خلال 2008، قائلاً إن الارتفاع المتواصل ليس له ما يبرره، لدرجة أن دخله لم يعد يكفي لسد احتياجاته، وهو أمر يشكو منه غالبية المصريين.

ويتمنى محمد أن يتزوج في 2009، وأن تتمكن والدته من أداء فريضة الحج، وأن تهبط الأسعار "ولو قليلاً"، مشيراً إلى أن "الأسعار بتنزل (تتراجع) في العالم كله، بعد حكاية الأزمة الاقتصادية التي نسمع عنها."

براءة المتهمين بقتل عشرات المصريين

رواض، محامي (29 عاماً)، قال إن عام 2008 شهد العديد من الأحداث سواء على المستوى المحلي أو العالمي، فلا تستطيع أن تحدد حدثاً واحداً ليكون الأهم في العام.

وتابع: "هناك انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد، باراك أوباما، كأول رئيس من أصل أفريقي.. كما أن هناك قذف الرئيس الأمريكي، جورج بوش، بالحذاء في العراق، بالإضافة إلى انتهاء أزمة الرئاسة اللبنانية."

وبحسب المحامي الشاب فإنه لا يمكن أيضاً تجاهل الأزمة الاقتصادية التي شهدها العام 2008، والتي أصابت العالم، وأثرت على أغلب الدول، خاصة الكبرى منها قبل الصغرى.

كما أن أولمبياد بكين من الأحداث المهمة في 2008، وحالة الإبهار التي سببتها الصين للعالم في حفلي الإفتتاح والختام، وتألق السباح الأمريكي، مايكل فيليبس، غير المسبوق بحصوله على ثمان ميداليات ذهبية.

على المستوى المحلي، يرى رواض أن فوز منتخب مصر ببطولة كأس الأمم الأفريقية بغانا للمرة الثانية على التوالي والسادسة في تاريخه، من أهم أحداث 2008.

كما أن قضية مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، والمتهم فيها رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى، من الأحداث التي لا يمكن تجاهلها، لاسيما وأنها شغلت الشارع العربي بأكمله.

ومن الأحداث اللافتة في 2008 كان الحكم ببراءة صاحب عبارة "السلام 98"، ممدوح إسماعيل، التي غرقت في يناير/ كانون الثاني 2006، مما تسبب في مصرع أكثر من ألف راكب كانوا على متنها.

كما أعرب رواض، بحكم عمله كمحام، أن حكم آخر ببراءة صاحب شركة "هايديلينا"، هاني سرور، من تهمة توريد أكياس دم غير صالحة للمستشفيات، من الأحداث التي ستبقى عالقة في ذاكرة 2008.

واعتبر حريق مجلس الشورى، من الأحداث المهمة في 2008، خاصة وأن المبنى يمثل قيمة تاريخية، وخسارة كبيرة أن يتعرض لمثل هذه الحوادث التي "لم تعد تحدث إلا في مصر"، حسب قوله.

وعن أمنياته للعام 2009، قال رواض إنه يتمنى نهوض الاقتصاد المصري من عثرته التي يعاني منها منذ سنوات طويلة، مشدداً على قوله إن "الناس مش مستحملة أكثر من كده."

نصرة أهل غزة

حسن، سائق تاكسي، قال إن أهم ما حدث في 2008 جاء في نهايته، وكأن العام يريد أن يرحل حاملاً لنا مزيد من الأحزان، فجاء ضرب غزة، و"ما يدمي القلب منظر الجثث في الشوارع."

وعن أمنياته للعام الجديد، قال: "ليس لدي أمنية حقيقية سوى نصرة أهل غزة، بدلاً من الموت والخراب."

أما سماح، الحاصلة على ليسانس حقوق وتعمل في أحد المطاعم، فقالت بكثير من الأسى، إن عام 2008 يعتبر من "أسوأ الأعوام" التي مرت عليها في حياتها، ولا تريد أن تتذكر أحداثه.

ورفضت الحديث عن أهم أحداث العام، واكتفت بقولها: "أتمنى أن يكون عام 2009 أفضل حالاً بالنسبة لي، لأنني زهقت وتعبت مما حدث في 2008."

ضرب بوش بالحذاء.. لا يتكرر كثيراً

أما عمر، الطالب في الثانوية الرياضية، فقد طغت اهتماماته على أفكاره، إلا أنه في نفس الوقت لفت إلى ما حدث في غزة خلال الأسبوع الأخير من العام المنصرم.

فقال إن ضرب غزة هو الحدث الأهم في 2008، وأيضاً قذف الرئيس الأمريكي بالحذاء، من "الأحداث المثيرة والغريبة التي لا تتكرر كثيراً"، واصفاً إياه بأنه "حدث لافت للنظر، أكثر منه حدث كبير."

أما حازم، الحاصل على ليسانس آداب (25 عاماً)، فقال بكثير من الإحباط: "أهم ما حدث في 2008 على المستوى الشخصي، هو استمرار حالة البطالة التي أعانيها منذ أن أنهيت دراستي."

وعبر عن حجم المرارة التي يشعر بها بقوله: "للأسف تفوقت في الدراسة، وهو ما يصيبني بالإحباط واليأس، ولكن لو كنت فاشلاً ما أسفت على حالي."

وأضاف حازم: لقد مللت وتعبت من كثرة البحث عن عمل، ولم يعد أمامي سوى الهجرة، ولكن حتى الهجرة أصبحت أغلى من قدراتي، ولا أعرف ماذا سأفعل في مستقبلي."

ومن الأمور التي لفتت نظر حازم، ذلك "الكم الكبير" من المحطات الفضائية التي أصبح لا يعرف لها عدداً، "ويبدو أن المحطات الفضائية بيزنس كويس جداً"، حسب قوله.

أهم حدث مر في 2008 هو قذف بوش بالحذاء، بالإضافة إلى قانون المرور الجديد الذي استحدثته وزارة الداخلية، ولم يطبق سوى أيام لا تتعدى الأسبوع.

ويبدو أن القانون كان محاولة جديدة من الحكومة لـ"تقليب الناس"، علي حد وصفه، أي الحصول على قيمة المخالفات الفورية.

وعن أمنياته للعام الجديد، قال إنه يحلم بأن يجد عملاً، وأن "ينصلح حال البلد"، وأن "تحترم الحكومة أبناء الوطن، بدلاً من الاهانات المتكررة للناس طوال الوقت"، كما يتمنى عودة الاحترام إلى الشارع المصري.