قوات إسرائيلية في الخليل
القدس (CNN) -- أثار مستوطنون يهود أحداث شغب في مدينة الخليل بالضفة الغربية الخميس بعد أن أخلت قوات من الشرطة الإسرائيلية مستوطنين بالقوة مكن منزل تعود ملكيته لفلسطيني، فيما فتح بعض المستوطنين النار على فلسطينيين، فأصابوا أحدهم بجروح خطيرة، وفقاً لما ذكرته مصادر فلسطينية لشبكة CNN.
وأضافت المصادر أن خمسة فلسطينيين آخرين أصيبوا بجروح.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن المستوطنين هاجموا الفلسطينيين وأضرموا النار في أحد منازل في مدينة الخليل، فيما قال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد لـCNN إن أحداث الشغب التي أثارها المستوطنون اليهود لم تكن منتشرة على نطاق واسع، مشيراً إلى أنه تم تسيير دوريات للشرطة في الضفة الغربية
وقال صحيفة هاآريتس إن الشرطة استخدمت القنابل الصوتية والمسيلة للدموع لتفغريق المستوطنين مثيري الشغب.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الجزء الجنوبي من الضفة الغربية الخميس منطقة عسكرية مغلقة، بما فيها مدينة الخليل بأكملها، وذلك في أعقاب إجلاء مستوطنين يهود بالقوة من منزل فلسطيني كانوا قد احتلوه عنوة بزعم شرائه من صاحبه.
وبموجب الإعلان، سيمنع على غير مواطني المدينة من جنوب الضفة الغربية، كما ستحول دون قيام مستوطنين باحتلال منازل فلسطينية أخرى.
وذكرت أنباء صحفية أن مستوطنين إسرائيليين أحرقوا منازل فلسطينية في الخليل انتقاماً لإجلائهم من المنزل، نقلت عن شهود عيان في المدينة قوله إن مواطنين فلسطينيين حوصروا بسبب النيران التي أشعلها إسرائيليون في بيوتهم.
وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ مساء الخميس بإخلاء مستوطنين يهود متحصنين بمنزل متنازع عليه مع فلسطينيين في الخليل بالقوة، وفقاً لما ذكره متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص، من المستوطنين وأفراد الشرطة.
ويأتي هذا التحرك بعد أن رفض المستوطنون اليهود إخلاء المنزل بحسب قرارات المحكمة الإسرائيلية التي أصدرت أوامرها بإخلاء المنزل.
كذلك يأتي بعد أقام الجيش الإسرائيلي منطقة عسكرية مغلقة حول المنزل المتنازع عليه، والذي أصبح محور صدامات بين المستوطنين اليهود والسكان الفلسطينيين في مدينة الخليل.
ويسعى الجيش الإسرائيلي من خلال هذه المنطقة العسكرية التي أقيمت مساء الثلاثاء إلى منع المستوطنين من دخول الأحياء الفلسطينية، وفقاً لمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
وفي وقت سابق الخميس، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، على ضرورة أن يقبل المستوطنون اليهود، الذي تجاهلوا قرارات المحكمة بإخلاء منزل في مدينة الخليل بالضفة الغربية، سلطة الدولة الإسرائيلية.
وجاء تصريح باراك هذا في كلمة موجهة إلى قادة وزعماء مجلس المستوطنين خلال اجتماع تمت الدعوة إليه من أجل حل المسألة سلمياً، بعد أن شهدت المدينة اشتباكات عنيفة.
وقال متحدث باسم مجلس المستوطنين إن زعماء المجلس وافقوا على أن على كل المواطنين الإسرائيليين أن يلتزموا بالقانون، ولكنه دعا باراك إلى عدم إجبار المستوطنين على إخلاء المنزل بالقوة.
وتعهد إيهود باراك بألا تسمح إسرائيل "للعناصر المتطرفة بتقويض سلطة الدولة وأسسها."
ووفقاً للمتحدث باسم باراك، فقد قال وزير الدفاع الإسرائيلي: "إن على المواطنين الذين يقيمون في المنزل المتنازع عليه أن يخلوه ويتبعوا تعليمات مؤسسات الدولة ومحاكمها.. وبعد أن يتم إخلاء المنزل، سيتم توضيح الاختلاف في وجهات النظر."
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس المستوطنين إن قادة المستوطنين اليهود عرضوا على إيهود باراك عدة حلول سلمية لإنهاء المواجهات في المنزل، مشيراً في هذا الصدد إلى وجود عدة متطرفين من المستوطنين الذين يرفضون الانصياع للقانون الإسرائيلي أو لمطالب مجلس المستوطنين.
وكان المستوطنون اليهود قد استولوا على المنزل في العام الماضي، زاعمين أنهم اشتروه من رجل فلسطيني، غير أن الرجل الفلسطيني نفسه قال إنه لم يبع المنزل.
وقبل أسبوعين أصدرت محكمة إسرائيلية قراراً تطالب فيه بإخلاء المنزل من المستوطنين، وحددت مهلة 30 يوماً لذلك، غير أن المستوطنين تجاهلوا قرار المحكمة حتى الآن.