نشاط متزايد للقراصنة
دار السلام، تنزانيا (CNN) -- تمكنت سفينة شحن هولندية محمّلة بالحاويات من النجاة من قبضة قراصنة الصومال خلال الساعات الماضية قبالة سواحل تنزانيا، وفق ما أكده مسؤولون في مكتب الملاحة الدولية، الذين قالوا إن الحادث يظهر اتساع حجم رقعة المياه التي مد القراصنة عملياتهم نحوها.
وقال نويل شونغ، من مركز القرصنة التابع لمكتب الملاحة الدولي إن الهجوم جرى "على مسافة بعيدة جداً في البحر،" قائلاً: "لقد بدأ عمل القراصنة قبالة سواحل الصومال، ومن ثم نقلوا نشاطهم إلى المياه الكينية، والآن باتوا على بعد 450 ميلاً بحرياً من (العاصمة التنزانية) دار السلام."
وقال شونغ، إن السفينة التي رفض الكشف عن اسمها: "تعرضت لهجوم بقذائف RPG، ما أدى إلى اشتعال النيران على متنها، غير أن الطاقم تمكن من إطفاء الحريق والفرار بعد مضاعفة السرعة.
وذكر مكتب الملاحة الدولية أن هذه الحادثة تضاف إلى عشر حوادث سابقة، حاول خلالها القراصنة اختطاف سفن كانت في المياه التنزانية.
وتأتي هذه التطورات بعدما أفرج قراصنة الساحل الصومالي الأربعاء عن سفينة شحن يمنية كانوا قد اختطفوها قبل فترة دون دفع أي فدية، وذلك بعد تدخل "شيوخ قبائل" محلية طلباً لضمان سلامة الطاقم الموجود على متنها، وفقاً لما أكده مسؤول صومالي.
وكانت سفينة سياحية فاخرة تزن 30 ألف طنّ قد نجحت الاثنين في تجاوز قراصنة في سواحل اليمن، في نهاية الأسبوع، وفق ما أعلن مالكها.
ويتعلق الأمر بأول هجوم ينفذه القراصنة على سفينة تحمل على متنها ركاب ومن هذا الحجم هذا العام، وفق المتحدث باسم مكتب الملاحة الدولية سايروس مودي.
ونجحت السفينة الفاخرة التي كانت تحمل على متنها 684 مسافرا في تجاوز القراصنة من دون أضرار أو إصابات وبلغت مرفأ صلالة العماني صباح الاثنين.
ومنذ بداية العام الحالي، هاجم القراصنة أكثر من 100 سفينة قرب السواحل الصومالية، ونجحوا في اختطاف حوالي 40 سفينة، وفقاً لمكتب الإبلاغ عن القرصنة، التابع لمكتب الملاحة الدولية، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له.
ومن أبرز عملية نفذها القرصنة، تلك التي نجحوا فيها باختطاف ناقلة النفط السعودية "سيريوس ستار"، والتي كان على متنها 25 بحاراً، تحمل شحنة من النفط تصل قيمتها إلى 100 مليون دولار، ومازالوا يحتفظون بها حتى الآن.
وكانت وزارة الخارجية الكينية قد كشفت في وقت سابق عن أن القراصنة الذين تزايد نشاطهم في منطقة القرن الأفريقي مؤخراً، تلقوا ما يزيد على 150 مليون دولار، حصيلة عمليات اختطاف السفن خلال الـ12 شهراً الماضية.