البعض دعا إلى تقبل عادات الصينيين كما هي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تدرك بكين جيداً أن استضافة الألعاب الأولمبية فرصة ذهبية لها لعرض قدراتها أمام العالم، وتغيير الصورة النمطية عنها عبر إظهارها بلباس الدول المتقدمة التي تجيد التعامل مع الأحداث العالمية، وهي قررت في سبيل ذلك إزالة ما قد تعتبره "شوائب" في ثقافتها لتلميع مظهرها من جهة، وإراحة زوارها من حول العالم من جهة أخرى.
وفي هذا الإطار، ستشهد البلاد تبدلاً في نظم حياة السكان العاديين، حيث ستغيب أسئلة اعتاد الصينيون طرحها على الزوار، كما ستتعدل أساليب التجارة، في حين ستختفي أطباق مثل "رئة أزواج مقطعة،" و"دجاج ليس له حياة جنسية،" إلى جانب لحم الكلاب في خطوة أثارت استياء بعض الذين دعوا إلى احترام تعدد الثقافات واختلاف الأمزجة.
فقد تم اقتراح تغيير أسماء أكثر الوجبات غرابة في المطاعم، لجعلها أكثر جاذبية لنحو 50 ألف زائر من المتوقع أن يزوروا الصين خلال الأولمبياد.
ووضعت الحكومة الصينية أكثر من ألفي اسم لوجبات شعبية كانت أسماؤها غريبة، وأدرجت الأسماء الجديدة في دليل طبعته ووزعته على الفنادق والمطاعم في العاصمة بكين.
فطبق المقبلات المعروف باسم "رئة أزواج مقطعة،" سيصبح اسمه "لحم البقر في صلصة حارة،" بينما سيتغير اسم وجبة "دجاج ليس له حياة جنسية،" ليصبح "دجاج مطهو بالبخار."
ويقول الصينيون إن أسماء وجباتهم تشتق من مظهر الوجبة وليس من طعمها أو رائحتها، لكن الغربيون يفضلون الأسماء التي تصف المكونات أو طريقة الطبخ.
وقد قام موقع CNN بالعربية بتغطية خاصة حول هذا الموضوع المثير للاهتمام، من خلال رصد آراء المهتمين بالمطبخ الصيني وأبناء الجالية الصينية الكبيرة المنتشرة في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سُجل تباين واسع بالآراء.
فمن جهته، أبدى شو تن ياو، الطباخ المساعد في أحد المطاعم الراقية بدبي، تفهمه للقرار، معتبراً أنه ضروري كي يتاح للأجانب فهم مكونات الطبق الذي سيتناولونه، غير أنه تمنى لو أن المسؤولين عن القرار في بكين أبقوا أيضاًَ ترجمة حرفية للاسم الصيني، حتى يشعر الزوار بتميّز المأكولات الصينية.
ورأى ياو أنه في نهاية المطاف تبقى نوعية الطعام هي المهمة، بصرف النظر عن التسمية التي تُعتمد.
طبق تقليدي من لحم الكلاب
لكن بكين تجاوزت موضوع تبديل أسماء الأطعمة إلى الدعوة لاعتماد نموذج مغاير في التعاطي مع الزبائن، يحاكي ما هو مطبق في الغرب.
وفي هذا الإطار، قرر المسؤولون اعتماد سياسة "تبديل البضائع دون سؤال" للراغبين في إرجاع بعض مشترياتهم، شرط أن يجري ذلك خلال 24 ساعة ودون أن يمس بالمنتج، على غرار ما هو معمول به في الولايات المتحدة وأوروبا.
كما حثوا السكان على عدم طرح بعض الأسئلة التي قد يرونها عادية، في حين تعتبرها سائر الثقافات "تطفلاً" غير محمود، على غرار محاولة معرفة الراتب الذي يجنيه الشخص أو مستوى إنفاقه أو عمره.
ويصل الأمر إلى حد تجميد بعض الممارسات الصينية التقليدية، مثل إضافة لحم الكلاب إلى الطعام، ودعوة المطاعم إلى عدم تقديمها خلال فترة الأولمبياد.
وفي هذا السياق، قال خور اينغ ياو، كبير الطهاة لدى مطعم "زينغ هي" في دبي لموقعنا: "من وجهة نظري، علينا الامتناع عن طهي الكلاب لأن بعض الزبائن لن يقبلوا بذلك مطلقاً، وأنا بدوري لن أقبل."
لكن البعض اعتبر أن "توصيات" الحكومة الصينية تجاوزت ما يمكن القبول له، خاصة بعد توزيع كتيب إرشادات من تسع صفحات على سكان بكين يشرح لهم "أصول اللياقة" والتعامل مع الأجانب.
ويقول نقاد، إن على الزوار "التكيّف" مع تقاليد البلد المضيف وعاداته، وألا يصار إلى حجب بعض الزوايا من الثقافة الصينية بحجة "عدم إزعاج السياح،" وترك الحرية للجميع، سواء أكانوا صينيين أو أجانب، لعرض جوانب حضارتهم والوصول إلى نقاط مشتركة.