حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد حالات الإصابة بالسرطان
(CNN) -- عثر الخبراء على ارتباط وثيق بين السرطان وداء السكري - أكثر الأمراض شيوعاً في الولايات المتحدة ودول العالم، إذ يرفع الأخير فرص خطر الوفاة بين مرضى السرطان.
وقال البروفيسور، فريدريك برانكاتي، من كلية طب وعلم الأوبئة بجامعة "جونز هوبكينز بلومبيرغ للصحة العامة، الذي قاد البحث: "السكري مرض شائع للغاية، وكذلك السرطان، ولم يتسن لأحد تحديد رابط بينهما."
وقد يتيح تحديد أسباب تزايد فرص وفاة مرضى السرطان المصابين بالسكري مقارنة بسواهم من مرضى السرطان غير المصابين بالداء، للباحثين إمكانية استحداث وسائل لخفض معدلات الوفيات بين الفئة الأولى، وذلك بالتركيز على المشاكل الصحية الأخرى المتصلة بمرض السكري.
وتشير الإحصائيات إلى إصابة قرابة 24 مليون شخص في الولايات المتحدة بالسكري، كما تعاني شريحة، تصل إلى ما بين 8 و 18 في المائة، من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان حديثاً، من الداء.
وفي الدراسة الجديدة، عكف د. برانكاتي، وفريق الباحثين، على تحليل كافة الأبحاث المتوفرة عن مرضى كانوا مصابين بالسكري عند إصابتهم بالسرطان، قبيل اختيار 23 دراسة تم تصميمها بدقة.
ووجد الباحثون أن مخاطر الوفاة جراء السرطان بين المصابين بالسكري تتزايد بواقع 1.4 مرة، عن سواهم من مرضى السرطان غير المصابين بداء السكري.
ويعتقد بعض الخبراء أن مرضى السكري أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان، ربما لتزايد أوزانهم، ويعاني العديد من المصابين بالفئة الثانية من السكري، من السمنة، التي ترفع بدورها من مخاطر الإصابة بفئات محددة من السرطان.
وعدد الباحثون بعض من الأسباب العديدة بشان أسباب تزايد فرص وفاة المصابين بالسكري من مرضى السرطان، بينها أنهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض صحية مختلفة، منها القلب والرئة، مما يضعف قدراتهم أمام العلاج بالمواد الكيمائية، أو العلاجات القوية الأخرى المتوفرة.
إلى جانب أن السكري قد يزيد من سرعة نمو الأورام، ويزيد تعريض المصابين به لالتهابات، ما يزيد احتمالات وفاتهم بعد الخضوع لعملية جراحية أو أي علاجات أخرى.
غلى جانب أن تشخيص إصابة مرضى السكري بالسرطان قد يأتي متأخراً نظراً لتركيز الأطباء على عوارض مرضية أخرى مرتبطة بالداء، كما أن تشخيص الإصابة بالسرطان قد يأتي على حساب مرض السكري وذلك بإهمال علاجاته.
وذلك دون استبعاد احتمال عدم وجود رابط بين السرطان والسكري، إذ أن المصابين بالأخير عرضة لمخاطر صحية أكبر، مما يرفع احتمالات الوفاة بينهم بصورة عامة.
وفي سياق متصل، منظمة الصحة العالمية، في تقرير نشر الأسبوع الماضي، إلى أن السرطان أصبح القاتل الأول عوضاً عن أمراض القلب، وأن التدخين هو المتهم الأول وراء التصاعد المخيف للمرض.
وتوقعت "وكالة أبحاث السرطان" التابعة للمنظمة الدولية، في تقرير نشر الثلاثاء، 27 مليون حالة إصابة جديدة بالمرض بحلول العام 2030، مقارنة بـ 12 مليون إصابة العام الماضي.