زراعة وجه "شبه كامل" لأمريكية شوهتها جراحة أورام

الجراحة استمرت 22 ساعة

أوهايو، الولايات المتحدة (CNN) -- أعلن فريق طبي أمريكي الخميس نجاحه في إجراء عملية زرع لوجه شبه كامل لمريضة مشوّهة جراء جراحة إزالة أورام، حيث قاموا بنقل الأنسجة والأعضاء، باستثناء الجبهة والذقن، من متبرعة ظلت هويتها مجهولة، محققين بذلك خطوة، هي الأولى من نوعها في الولايات المتحدة.

وقال الفريق المشرف على الجراحة التي جرت في كليفلاند، إن المريضة التي خضعت للعملية، ولم يُكشف عن اسمها بطلب منها، كانت تشكو من تشوهات كبيرة في وسط وجهها، حيث اقتلع فكها العلوي وعينها اليمنى، كما فقدت القدرة على الشم، وعانت مصاعب كبيرة في التحدث.

وقالت الدكتورة ماريا سيميونو، رئيسة قسم جراحات التجميل في المستشفى، إن العملية تفتح الباب أمام الأشخاص الذين يعانون العزلة الاجتماعية بسبب شكلهم، الذي يدفع الناس إلى السخرية منهم أو إطلاق النعوت السيئة بحقهم.

وأشار أطباء شاركوا في العملية إلى أن المريضة شهدت زراعة ما يعادل 80 في المائة من إجمالي الوجه، وشمل ذلك إجراء جراحة دقيقة استمرت أكثر من 22 ساعة لطبقات من الجلد والأنسجة والعظام وأوعية الدم الدقيقة.

ويأمل المشرفون على العلاج في أن تتمكن المريضة من التحكم بعضلات وجهها الجديد بالعلاج الفيزيائي.

ولفت الطاقم الطبي الأمريكي إلى أنه لم يلمس- بعد مرور أسبوعين على انتهاء العملية- أدلة على أن جسم المريضة المتلقية رفض الأنسجة الجديدة، غير أنهم أشاروا إلى أنها ستضطر في كل الأحوال إلى تناول عقاقير لضمان عدم حصول ذلك مستقبلاً.

وكان جراحون فرنسيون قد أجروا سابقا عملية زراعة جزئية لوجه مريضة، 38 عاماً، تعرضت للتشويه إثر مهاجمتها من قبل كلب، عام 2005.

وصرحت المريضة، أيزابيل دينوير، التي زرع لها الأطباء وجهاً وأنفاً وذقناً، قائلة: "آمل أن تؤدي الجراحة الناجحة لمساعدة أشخاص آخرين مثلي على الحياة مجدداً."

وسبق لأطباء مستشفى "أمينس" أن أكدوا نجاح الجراحة العام الماضي، بعد متابعة طبية استمرت لمدة عام كامل، قائلين إن المريضة بدأت تستعيد شيئاً فشيئاً ردود فعلها العصبية، وقدرتها على تحريك عضلات وجهها.

كما كشف العلماء حينئذ، وللمرة الأولى، النقاب عن اسم المريضة التي تلقت الزرع، وتضمن بيانهم صورة حديثة لها، تظهر فيها الأجزاء المزروعة لأنفها وذقنها وفمها وقد اندمجت تماماً بسائر أجزاء الوجه، واكتسبت شكلاً طبيعياً.

وأجريت عملية ثالثة في فرنسا مطلع العام الحالي لرجل في السابعة والعشرين من عمره، يعاني من مرض يعرف باسم "نيروفايبروماتوسيس" Neurofibromatosis، وهو مرض جيني يصيب الجهاز العصبي، ويؤثر على تطور ونمو أنسجة الخلايا العصبية، ويؤدي إلى نمو الأورام في الأعصاب، الأمر الذي أدى إلى إحداث تشويه لملامح وجهه.