كل ساعة نوم تلعب دورها في صحة القلب
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أظهرت دارسة جديدة ستنشر قريباً في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، أن أضرار قلة النوم لا تقتصر على الإجهاد الزائد والهالات السوداء حول العينين، بل تصل إلى حد التهديد بأزمات قلبية، وذلك بسبب العلاقة بين عدم النوم وتراكم الكالسيوم في الشرايين والأوردة.
وتشير الدراسة إلى أنها تمكنت من تحديد حجم الارتباط بين قلة النوم ونسبة الكالسيوم، وذكرت في هذا السياق أن كل ساعة يخسرها المرء من نومه يزداد فيها تراكم الكالسيوم بنسبة 16 في المائة عن الأوقات العادية، ما يؤدي إلى تزايد تفكك صفائح الشرايين.
واعتمدت الدراسة على مسح شمل 495 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم ما بين 35 و47 عاماً، حيث أظهرت الفحوصات أن 27 في المائة ممن ينامون أقل من خمس ساعات منهم يعانون تخلخل صفائح الشرايين، في حين تنخفض النسبة إلى 11 في المائة فقط لدى الذين ينامون ما بين خمس وسبع ساعات منهم.
أما الذين تتجاوز ساعات نومهم فترة سبع ساعات، فتتراجع النسبة لديهم إلى ستة في المائة فقط.
وقالت دياما لودوردال، أستاذة علوم الصحة في جامعة شيكاغو: "لقد كانت النتائج مفاجئة لنا.. لم نكن نتوقع إيجاد هذا الرابط مطلقاً (بين قلة النوم والأزمات القلبية،) وبالتأكيد لم نكن نتوقع أن تكون النتائج بهذا الوضوح."
وكانت الدراسة السابقة قد رجحت وجود علاقة ما بين النوم وصحة القلب، غير أن صعوبة الحصول على بيانات دقيقة كانت تعرض نتائجها للتشكيك من قبل العلماء، وفقاً لمجلة تايم.
وفي سبيل تجنب هذا الأمر، قامت الدراسة بعزل مجموعة من العوامل التي قد تتدخل في التأثير على مستوى صحة القلب أو ساعات النوم لدى أفراد العينة التي تابعتها، وفي مقدمة تلك العوامل، الكحول والتدخين، كما قامت بتزويد كل من شارك بالدراسة بسوار خاص يسجل ساعات النوم الحقيقية.
وأقرت لودوردال بأن نتائج الدراسة ما تزال بحاجة للكثير من المتابعة قبل الوصول إلى استنتاجات علمية جازمة، غير أنها حضت الأطباء على إضافة قلة النوم إلى سائر التحذيرات المرتبطة بأمراض القلب، على غرار الكوليسترول والسكري وارتفاع ضغط الدم.
ومن غير الواضح بعد الكيفية التي يتزايد من خلالها تراكم الكالسيوم في شرايين القلب بسبب قلة النوم، غير أن بعضت الدراسات طرحت فرضية أن تراجع ساعات النوم يؤدي إلى زيادة منسوب هرمون الكورتيسول، الذي يتسبب بدوره بزيادة الالتهابات في الجسم، ما يزعزع صفائح الشرايين.
في حين طرحت دراسات أخرى نظيرة أكثر بساطة، تشير إلى أن تبدلات ضغط الدم هي المسؤولة الحقيقية عن الظاهرة.