يشك الأطباء بقدرة ماتيوي المصابة بالكوليرا على الإنجاب
موسينا، جنوب أفريقيا(CNN)-- توافد العديد من الزيمبابويين المصابين بالكوليرا المنتشرة في البلاد إلى موسينا، الواقعة على الحدود الزيمبابوية مع جنوب إفريقيا، للحصول على الخدمات الصحية جراء شح شديد في الخدمات الطبية في بلادهم.
فالتفشي الهائل للمرض وقلة الخدمات الطبية دفع زيمبابويين إلى عبور البلاد بطريقة غير مشروعة للحصول على الأدوية اللازمة، الأمر الذي أدى إلى ظهور حالات من مرض الكوليرا في جنوب أفريقيا.
وأكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الأربعاء، أن عدد ضحايا وباء الكوليرا في زيمبابوي قد ارتفع إلى 565 حالة، إلا أن الأطباء يؤكدون وجود أكثر من ألف حالة وفاة جراء انتشار المرض في البلاد.
وقالت الأمم المتحدة إنه يوجد أكثر من 12 ألف شخص آخرين يشتبه بإصابتهم بالمرض، موضحة أن منظمات الإنقاذ الموجودة داخل العاصمة، تؤكد أن المرض بات ينتشر بسرعة كبيرة بسبب تلف أنابيب صرف المياه الصحية، وانجراف المياه الملوثة إلى الأنهر والآبار، التي تعتبر المصدر الوحيد للشرب في البلاد لكثير من الزيمبابويين.
وتعتبر شيبو ماتيوي، البالغة من العمر 23 عاما، مثالا حيا على ضحايا مرض الكوليرا، فهي حامل بالشهر الثامن، ويشك الأطباء في قدرتها على الإنجاب.
وتقول ماتيوي، القلقة على طفلها، إن "جسمي كله يعاني من الجفاف الحاد.. لم أكن أعتقد أنني سأعيش حتى الآن."
وتعيش البلاد حالة من التدهور في نظام الرعاية الصحية، حيث تعتبر هذه أكبر كارثة صحية تمر في البلاد منذ استقلالها عن بريطانيا قبل 28 عاما.
وتواجه المستشفيات في زيمبابوي تزاحما شديدا بسبب توافد أعداد كبيرة من المرضى إليها، والتي تعاني (المستشفيات) من قلة الأيدي العاملة، ونقص المعونات الطبية والأدوية.
وعلى بعد أميال من موسينا في جنوب افريقيا، يعيش قرابة الألف من الزيمبابويين في العراء تحت ظروف سيئة، تعتبر بؤرا لتفشي المرض وانتقاله.
وقال ناشط في حقوق الإنسان، إن الحالة قد تتجاوز الكارثة الإنسانية، وتتحول إلى مواجهة عنيفة ضد الزيمبابويين في جنوب افريقيا إذا ما اتهموا بنقل المرض لبلادهم.
وتفتقر زيمبابوي أساسا إلى الخدمات الصحية الجيدة، فضلا عن افتقارها لأنظمة صرف صحي ملائمة، زيادة على الأزمة السياسية التي تعيش على وقعها منذ شهور.
وكانت المستشفيات في زيمبابوي قد أغلقت في وجه المرضى لتغيب الأطباء والممرضين، بحجة قدم المعدات والتعويض الزهيد.
والكوليرا مرض تنقله المياه ويسبب القيء والإسهال الحاد، ويمكن إذا لم يعالج أن يؤدي إلى الوفاة على وجه السرعة نتيجة لما يسببه المرضى من جفاف.
وأدت هذه الأزمات التي تواجهها زيمبابوي إلى صعوبة استيراد ما يكفي من المواد الكيميائية الكفيلة بمعالجة المياه، مما دفع السكان إلى اللجوء إلى الآبار والأودية.
وتصل نسبة العاطلين عن العمل في زيمبابوي إلى 90%، في حين وصلت نسبة التضخم إلى231 مليون بالمئة، وهي النسبة الأعلى في العالم.