التغير المناخي الحالي.. هل يؤدي إلى اندثار المدنية والحضارة الحالية ونشوء أخرى؟
(CNN) -- الحضارات العظيمة تسود ثم تنتهي.. تأتي وتزول، ولكن أسباب سقوط هذه الحضارات مازالت غير واضحة.. إلا أن هناك مؤشرات على أسباب سقوط حضارتين على الأقل، قد تلقي الضوء على الأسباب وتفتح المجال أمام معرفة تلك الأسباب.
لقد تم العثور على الدليل في أحد الكهوف القريبة من مدينة القدس، والذي كشف عن تغير مناخي في الفترة بين عامي 100 و700 بعد الميلاد، تمثل في فترة جفاف، وتزامنت مع سقوط الدولتين الرومانية والبيزنطية في المنطقة.
غير أن الباحثين سارعوا إلى إيضاح أنهم لم يكتشفوا علاقة العلة والمعلول، وفقاً لما كشفه مقال نشر في موقع مجلة العلوم "لايف ساينس" على الإنترنت.
وقال الأستاذ بجامعة ويسكونسن-مادسون، جون فالي، الذي قاد فريق البحث: "سواء أكان هذا هو السبب وراء ضعف البيزنطيين أم لا، فهو أمر غير معروف، ولكن العلاقة مثيرة.. فقد حدثت هذه الأمور، أي الجفاف، بالتأكيد أثناء حدوث التغيرات التاريخية."
ومن المقرر أن تنشر نتائج البحث العلمي في العدد المقبل من الدورية الفصلية "كواتيرناري ريسيرتش."
وتضمن البحث تحليلاً كيميائي للعناصر مترسبة في أرض الكهف، والتي تشكلت على هيئة "صواعد" جراء ترشحها من سطح الكهف مع مياه الأمطار، وظلت في باطن الكهف مع باقي المواد المترسبة على شكل طبقات، عبر مئات السنين.
وقام الباحث المتخصص في علوم الأرض، إيان أورلاندو، بإجراء اختبارات حول المعدلات السنوية لتساقط الأمطار خلال الفترة التي تشكلت فيها الصواعد، وقدرت بين عامي 200 قبل الميلاد و1100 بعد الميلاد.
وكان بحث مشابه قد أجري في وقت سابق حول معدلات تساقط الأمطار على مدى عقود، وتبين من خلاله أن قارة أمريكا الشمالية تعرضت لفترة قحط وجفاف قبل آلاف السنين.
غير أن أورلاندو استخدم مسباراً دقيقاً يقدم معلومات وتفاصيل أكثر دقة بشأن الطبقات المتراكمة، كما يكشف عن أنماط هطول الأمطار في كل فصل من فصول السنة.
وأظهرت نتائج البحث أن منطقة شرق المتوسط تعرضت للجفاف بين عامي 100 و700 بعد الميلاد، وهي الفترة التي شهدت اندثار الدولتين الرومانية والبيزنطية في المنطقة.