كيف سيتخلص الناخبون من الاكتئاب؟
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN)-- طوال السنتين الأخيرتين، أعتاد الأمريكيون على الإستيقاظ صباحا ليتجهوا مباشرة إلى شاشات الكمبيوتر أو التلفزيون، أو إلى قراءة الصحف اليومية، للتعرف إلى آخر استطلاعات الرأي بشأن الفائز في الانتخابات الأمريكية، أهو الديمقراطي باراك أوباما، أم الجمهوري جون ماكين.
لكن في صبيحة اليوم الذي تلا إعلان النتائج الأمريكية، استفاق الأمريكيون ليجدوا أنفسهم لا يقومون بواجبهم اليومي.. فليست هناك أي استطلاعات للرأي، ولا وجود لمرشحين متنافسين.
ديفيد كرونميلر، مواطن أمريكي، قال: "في اليوم التالي لإعلان النتائج، استيقظت من النوم وأنا أشعر بالحزن الشديد.. فأنا كنت من مؤيدي أوباما، إلا أنني الآن أحس بالفراغ الشديد لعدم وجود سباق انتخابي أتابعه."
ويقول عدد من الخبراء، إنه رغم فوز أوباما، إلا أن مناصري كلا الطرفين سيشعرون بحالة من الإكتئاب النفسي، نتيجة عدم وجود أي سباق انتخابي، خاصة وأن هذا السباق قد استمر لفترة تصل إلى عامين، وبالتالي أصبحت متابعته والاطلاع على آخر نتائجه جزءا من الحياة اليومية.
ويضيف الخبراء، بأن هذا النوع من الكآبة مشابه لما يصيب الأم التي ولدت بتوها طفلها.
من جهتها، تقول نانسي موليتور، أخصائية نفسية، إنها بدأت تلاحظ نوبات من الاكتئاب تصيب مرضاها، حتى قبل نهاية الانتخابات وإعلان النتائج. فبعضهم كان يتساءل كيف سيقضي وقته بعد انتهاء هذه الانتخابات.
وتقول موليتور: "أعرف سيدة عمرها ثمانون عاما، تقول إنها لم تعش أياما مثيرة في حياتها كتلك التي عاشتها خلال فترة الانتخابات الحالية، وإن هذه الأوقات ملأت حياتها بالتشويق."
أما بالنسبة لمن انتخب مرشحا وخسر في الانتخابات، تقول موليتور، فإنه سيمر في حالة أقرب إلى العزاء، حيث سيعاني من عدم التصديق لوهلة، ومن ثم سينتقل إلى مرحلة الغضب والحزن، ومن ثم سيحاول إقناع نفسه بأن عليه الاستمرار في الحياة كما كان.
وتنصح موليتور الناس بمحاولة العودة إلى الروتين السابق في حياتهم، أي قبل بدء النزال الانتخابي، كما أن عليهم المشاركة بشكل أكبر في النشاطات الاجتماعية، كنوادي الكتب والموسيقى وغيرها.
وتؤكد موليتور أن الانخراط في الحياة الاجتماعية يساعد على العودة إلى الروتين الطبيعي، حيث تقول: "الرئيس المنتخب لن يًؤمن لكل فرد منا على حدة لقمة العيش، كما أنه لن يضع ميزانية لكل واحد منا، فإذا أراد الناس التغيير، فعليهم أن يبدأوا به من بيوتهم."
إلا أن نهاية الانتخابات للبعض الآخر تمثل مصدرا للارتياح، حيث يقول أليكس كاني، وهو طالب في جامعة كاليفورنيا: "أعتقد أن فترة الانتخابات كانت عصيبة للجميع.. أما الآن، وقد انتهت، فستنتهي معها جميع أشكال العنف والغضب. فقبل أسبوعين من النهاية، رأيت أحد مؤيدي أوباما وهو يشق أحد إطارات سيارة علقت عليها ملصقات لماكين."
ويرى البعض الآخر أنهم قادرون الآن على العودة بشكل طبيعي إلى حياتهم اليومية، كطلاب الجامعات مثلا، الذين يقولون إنهم سيركزون بشكل أكبر على دروسهم ومشاريعهم.
وهكذا، فسواء كانت فترة الانتخابات عصيبة أم عادية، فخبراء النفس يؤكدون على أن الحياة يجب أن تعود إلى طبيعتها، لأن التغيير، كما يقول أوباما، يبدأ من الفرد نفسه.