| المؤشرات ترجح وقوف طالبان وراء الانفجار |
كابول، أفغانستان (CNN) -- توعدت حركة طالبان بشن المزيد من الهجمات على المناطق التي يرتادها الغربيون في كابول، عقب هجوم وقع على أحد الفنادق الكبرى بالعاصمة أدى لمقتل ثمانية أشخاص الاثنين. وكانت السلطات الأفغانية قد أعلنت اعتقال أربعة أشخاص على خلفية هجوم فندق "سيرينا"، الذي يخضع لحراسة أمنية صارمة، من بينهم أحد المهاجمين، الذين تنكروا في زي رجال الشرطة، لتنفيذ الهجوم، نقلاً عن الأسوشيتد برس. وهدد الناطق باسم الحركة المتشددة، ظبي الله مجاهد، باستهداف المطاعم التي يرتادها الغربيون، قائلاً: لدينا مجاهدين في كابول حالياً، وقريباً سننفذ المزيد من الهجمات ضد عناصر الجيش والأجانب." ودأب الناطقون باسم طالبان على التبجح بتصعيد هجماتهم، وهي تهديدات نادراً ما نفذت على أرض الواقع، إلا أن الحركة المتشددة صعدت خلال العامين الماضيين من هجماتها الانتحارية والتفجيرات المزدوجة، إلا أن هجوم فندق "سيرينا" هو الأول من نوعه الذي يستهدف به الجماعة منشأة يرتادها غربيون. واتهم رئيس الاستخبارات الأفغانية عمر الله صالح، الملا عبد الله، بأنه العقل المدبر للهجوم. ويعد الملا عبد الله الحليف الوثيق لسراج حقاني، قيادي متشدد يعتقد باختبائه في بلدة "ميران شاه" بمناطق القبائل الباكستانية، وترصد الولايات المتحدة مكافأة قدرها 200 ألف دولار ثمناً لرأسه. وكانت السلطات الأفغانية اعلنت في وقت سابق أن حصيلة الهجوم وصل خمسة أشخاص. وقال صالح إن انتحاريين اثنين وعدد من المسلحين الذين كانوا في لباس قوات الشرطة اقتحموا فندق "سيرينا" الاثنين. هذا وقد أدى الهجوم إلى مصرع ثمانية أشخاص من بينهم أمريكي، ومراسل صحفي نرويجي وفلبيني، بحسب صالح. واعتقلت السلطات الأفغانية أربعة أشخاص مشتبه بدورهم في الهجوم، فيما لاذ آخرون بالفرار، وفق كلام المسؤول الأمني. وكانت صحيفة "داغبلاديتس" النرويجية قالت إن أحد مراسليها، كارستن توماسن (38 عاما) قتل في الهجوم، في وقت تريثت فيها السلطات الأفغانية في الإعلان عن هوية الضحايا. من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الهجوم استهدف وزير خارجية النرويج، يوناس غار ستوير، الذي لم يصب بأذى. بدوره قال وزير الخارجية النرويجي إنه صدم بخبر مصرع توماسن، وفق ما جاء في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للحكومة. أحد شهود العيان، الأمريكي روبرت ستيوارت لشبكة CNN بأن شبه فوضى دبت في مكان الهجوم، وإن معظم القتلى وقعوا نتيجة إطلاق النيران. وأوضح ستيوارت، الذي كان في الفندق لتناول العشاء واستخدام صالة التمرينات الرياضية "سمعنا إطلاق نار بأسلحة خفيفة.. تبعها دوي انفجارين.." وقال إن المهاجمين اقتحموا قاعة التمرينات الرياضية، وأطلقوا الرصاص على ثلاثة أو أربعة أشخاص كانوا في الصالة." وقال إنه وآخرين قاموا بإسعاف الضحايا إلى أن طوقت قوات الشرطة الأفغانية المبنى ، وقامت بإجلاء الجرحى. يُذكر أن متحدثا باسم حركة طالبان قال الاثنين إن مهاجماً انتحارياً وثلاثة مسلحين آخرين من عناصر الحركة، قاموا بتنفيذ الهجوم على الفندق، مؤكداً أن الهجوم أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. ونقلت عن الأمريكية فانيسا فالينتينو، التي تعمل بالعاصمة الأفغانية، قولها إنها كانت في اجتماع داخل البنك المركزي، الذي يقع على الزاوية المقابلة للفندق، عندما سمعت صوت سلسلة من الإنفجارات، أعقبها صوت إطلاق رصاص. ويأتي الانفجار بعد قليل من إعلان وزارة الدفاع الهولندية، مقتل اثنين من جنودها بنيران زملائهم بالقوة الهولندية العاملة في أفغانستان، خلال اشتباكات مع مليشيات مسلحة السبت.(التفاصيل) وذكرت الوزارة من العاصمة الهولندية أمستردام الأحد، أن الالتباس، الذي وقع خلال مناوشات بالأسلحة مع مقاتلي طالبان في جنوب وسط أفغانستان، أسفر كذلك عن مقتل جنديين بالجيش الأفغاني. وقال الناطق باسم الوزارة، روبن ميدل، لـCNN إن جندياً هولندياً ثالثاً أصيب في إحدى الاشتباكات، التي اندلعت في أحوال جوية سيئة منتصف ليل السبت، في مقاطعة "أوروزغان" شمالي قندهار. ولقي 14 جندياً هولنداً مصرعهم حتى اللحظة، وفق الناطق باسم وزارة الدفاع الهولندية، حيث تنشر هولندا نحو 1500 جندياً ضمن قوات التحالف العاملة هناك، يرابض 1200 منهم في جنوبي أفغانستان. |