| غوانتانامو وراء تضمين الولايات المتحدة في القائمة |
تورنتو، كندا (CNN) -- تضع الحكومة الكندية الولايات المتحدة ضمن الدول التي قد يتعرض السجناء فيها إلى تعذيب وانتهاكات، بجانب عدد آخر من الدول. وحدد كتيب وزارة الشؤون الخارجية لتدريب الدبلوماسيين في كندا، معتقل غوانتانامو - السجن العسكري الأمريكي في خليج كوبا، بالإضافة إلى دول منها: إسرائيل، وأفغانستان، والصين، ومصر، وإيران والسعودية، وسوريا، ضمن أماكن قد يتعرض فيها المعتقلون للتعذيب. وقدمت الحكومة الكندية الكتيب سهواً إلى محاميي منظمة العفو الدولية "أمنستي" العاملين في قضية تعذيب مواطنين أفغان علي يد سلطات أفغانية محلية بعد أن سلمتهم القوات الكندية. وسارع الناطق باسم وزارة الخارجية الكندية، نيل راب، للتقليل من شأن الكتيب منوهاً: "المستند مثار التساؤل هو كتيب تدريبي، وليس بالمستند الذي يحدد أطر السياسات، وهو بذلك لا يمثل آراء أو مواقف الحكومة." وتابع: "غاية الكتيب التدريبي إثارة قضايا عامة لتحفيز المناقشات والحوار داخل الفصول." وردت الولايات الأمريكية بعنف على "التصنيف" الكندي، وطالب السفير الأمريكي ديفيد ولكينز، من كندا - حليف الناتو المحوري والشريك التجاري - بحذف اسم بلاده من الكتيب. وصرح ولكينز قائلاً: "نجدها إهانة أن نوضع في ذات اللائحة مع دول كالصين وإيران.. وأن نكون في قائمة كهذه، فالأمر برمته سيخيف." وطالب السفير الأمريكي الحكومة الكندية حذف الولايات المتحدة من القائمة، قائلاً إن واشنطن لا تجيز ولا تتغاضى عن التعذيب، مضيفاً: "أعتقد أنه يجب حذفنا منها وطلبنا ذلك، كما أعربنا عن رأينا فيها بقوة بالغة." ومن جانبها انبرت إسرائيل، وعلى لسان الناطق باسم السفارة الإسرائيلية في كندا، مايكل ميندل، بدحض ما جاء في الكتيب. وقال ميندل إن المحكمة الإسرائيلية العليا: "تحظر كافة أنواع التعذيب، وإذا ضُمنت إسرائيل في القائمة مثار التساؤلات، فإن السفير يتوقع حذفها منه." وتتحفظ السلطات الأمريكية على المواطن الكندي، عمر خضر، في معتقل غوانتانامو منذ العام 2002، بدعوى إلقائه قنبلة يدوية على رتل عسكري أمريكي، مما أدى لمقتل جندي وإصابة آخر في أفغانستان وتتهم المنظمات الحقوقية الحكومة الكندية بالتقاعس عن ممارسة ضغوط على أمريكا لإطلاق سراح خضر، الذي اعتقل في سن الـ15. وتفتقر عائلة خضر، حيث يتهم والده بأنه من ممولي تنظيم القاعدة، إلى التعاطف الرسمي والشعبي، حيث اُطلق عليها في كندا لقب "الأسرة الأولى للإرهاب." واتهم دينيس آدني، أحد محاميي خضر، الحكومة الكندية بازدواجية المعايير، قائلاً: "كندا على دراية تامة بمزاعم تعرض عمر خضر للتعذيب، إلا أنها لم تثر إطلاقاً قضية حمايته." وتساءل قائلاً: "إلى ماذا يدعوك هذا للاعتقاد بشأن التزام كندا بالقوانين وحقوق الإنسان؟.. إلى أنها مزدوجة المعايير." يُشار إلى أن الحكومة الكندية أعلنت مراراً عن قبولها بتأكيدات أمريكية بتلقي مواطنها معاملة إنسانية. وعلى صعيد متصل، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الأدميران مايك مولين، الجمعة إنه يحبذ إغلاق معتقل غوانتانامو نظراً لانعكاساته السلبية على صورة الولايات المتحدة. وصرح مولين، خلال أول زيارة له للمعتقل منذ توليه منصب رئاسة الأركان المشتركة: "أود أن أراه مغلقاً"، إلا أنه أشار إلى التعقيدات القانونية العديدة التي تعيق إغلاقه، بحسب ما أوردت الأسوشيتد برس. وجاءت زيارة مولين الجمعة قبيل يومين من الذكرى السادسة لفتح المعتقل العسكري في يناير/كانون الثاني عام 2002، حيث تتحفظ الإدارة الأمريكية على المئات من المعتقلين المشتبهين بالإرهاب. وتطلق الإدارة الأمريكية على بعض معتقلي غوانتانامو صفة "مقاتلين أعداء." وتحدث أعلى مسؤول عسكري أمريكي عن الخطورة الأمنية العالية التي يمثلها بعض المعتقلين، وذلك خلال تفقده "المعسكر ستة" الذي يحتجز به نحو 100 معتقل، ويخضع لإجراءات أمنية صارمة. ورد على سؤال بشأن الأسباب التي تدعوه للاعتقاد بإغلاق المعتقل العسكري قائلاً: "هيئتنا.. صورة غوانتانامو في كافة أنحاء العالم، وكيف يمثل الولايات المتحدة." ويقول الناقدون إن المعتقلين يتعرضون لانتهاكات وسوء معاملة، كما تتنافى ملابسات اعتقالهم مع الدستور والقوانين السارية. |