| الجدل ما يزال مستمراً حيال حقيقة اغتيال بوتو |
إسلام أباد، باكستان (CNN)-- أعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف الأربعاء إنّ فريقا من محققين بريطانيين من سكوتلانديارد في طريقه إلى البلاد للمساعدة في "إزالة الغموض الذي أحاط" باغتيال بينظير بوتو الخميس. وعبّر مشرّف عن "عميق شكره" لرئيس الوزراء البريطاني غوردون براون "الذي لبى طلبي." وأوضح في خطاب تلفزيوني إنّ فريق سكوتلانديارد "سيحلّ كل الغموض" وذلك فيما يعدّ عودة عن رفض باكستاني سابق لأي مساعدة خارجية. وسبق للمتحدث باسم الداخلية الباكستانية أنّ أشار في مؤتمر صحفي سابق إلى أنّ "الباكستانيين يفهمون بيئتهم أفضل من المجموعة الدولية." وأضاف السبت أنّ سكوتلانديارد "لا يمكنهم التحقيق في وزيرستان لأنهم لا يتكلمون لغة الباشتو." على صعيد آخر، قال مشرّف إنّ حكومته نشرت قوات عسكرية في إقليم السند، معقل رئيسة الوزراء المغتالة بينظير بوتو، الذي يعاني من عمليات نهب في ضوء اغتيالها. وقال مشرف إنّ مهمة تلك القوات هو "حماية الأرواح والممتلكات. وسيستمر انتشارها حتى الانتخابات وربما إلى ما بعد ذلك، لأننا لا نريد (رؤية) أي شخص يزعزع القانون والنظام." وشدّد أنّه وإلى أن يستتب الوضع سيتمّ التعامل مع الأحداث في السند بقبضة حديدية. الانتخابات في 18 فبراير وأعلن رئيس لجنة الإشراف على الانتخابات التشريعية الباكستانية، قاضي محمد فاروق، تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في الثامن من يناير/كانون الثاني الجاري إلى 18 فبراير/شباط المقبل، في خطوة تأتي بعد تردي الأوضاع الأمنية في البلاد إثر اغتيال رئيسة الوزراء السابقة، بنظير بوتو. وجاء ذلك في وقت ذكرت فيه وسائل إعلام باكستانية، نقلاً عن رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية، محمد أمين سومرو أن إسلام أباد لن تستبعد بشكل كامل طلب المساعدة الدولية في التحقيق بعملية الاغتيال، مشيراً إلى احتمال الاستجابة لعرض فرنسي في هذا السياق. وكان ملف اغتيال بوتو قد شهد تطوراً جديداً الثلاثاء على مستوى توقيت اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة، بنظير بوتو، إذ كشف مصدر وثيق الصلة بزعيمة المعارضة السابقة أنها تعرضت للهجوم في اليوم عينه الذي كانت تنوي فيه تقديم مذكرة إلى مسؤولين أمريكيين، تكشف فيها تخطيط أجهزة الاستخبارات لتزوير الانتخابات التشريعية. وقال المصدر، الذي ساعد شخصياً على إعداد المذكرة وعرض نسخة عنها لشبكة CNN، إن الاغتيال تم قبل ساعات من اللقاء مع السيناتورين باتريك كينيدي وأرلين سبكتر، متهماً الحكومة باستخدام المساعدات الأمريكية المخصصة لمواجهة "الإرهاب" في قمع المعارضين والتجسس عليهم. وذكر المصدر المقرب من بوتو، والذي رفض الكشف عن اسمه، أنها كانت تملك وثائق تؤكد أن مناصري الرئيس الباكستاني، برويز مشرف، كانوا يخططون لإحداث شغب أو حتى "قتل أشخاص إذا اقتضى الأمر" في المراكز الانتخابية التي تمتلك فيها المعارضة أكثرية راجحة. واعتبر أن الهدف من ذلك كان تعطيل الانتخابات في تلك المراكز لثلاث أو أربع ساعات بهدف تبديل نتيجة الاقتراع. وأضاف أن الوثيقة شملت أيضاً معلومات حول نية حكومة إسلام أباد التلاعب في بيانات الناخبين ولوائح الشطب، وتهديد المرشحين المعارضين، وذلك باستخدام تجهيزات منحتها إياها الولايات المتحدة الأمريكية. وقال المصدر: "90 في المائة من المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لباكستان بهدف مكافحة الإرهاب تستخدم (من قبل الحكومية) في مراقبة المعارضين وإبقائهم تحت المتابعة." ويؤكد المصدر المقرب من بوتو أن التقرير أعد بناء على طلبها، وقد تضمن معلومات مستقاة من قادة في أجهزة الشرطة والاستخبارات. وفي السياق عينه، قال النائب الباكستاني المعارض، لطيف خوسا، أنه شارك في وضع التقرير الذي كانت بوتو تعتزم تقديمه، وقال إن جهاز "الاستخبارات الداخلية" ISI هو المعني الرئيسي بهذه العملية. واتهم خوسا الجهاز بأنه شيد مركزاً معلوماتياً متقدماً داخل العاصمة لتنفيذ خططه، مزود بنظام كمبيوتر عملاق متطور على صلة باللجنة الانتخابية، وهو قادر على اختراق أي جهاز كمبيوتر في البلاد والتأثير على نتائج الاقتراع. بالمقابل، نفت مصادر مقربة من مشرف هذه الاتهامات، ووصفها رشيد قرشي، الناطق باسم الرئاسة الباكستانية بأنها "عارية عن الصحة" و"سخيفة،" مشدداً على أن النظام الحاكم كان ينوي إجراء انتخابات "حرة ونزيهة." وأضاف قرشي: "اعتقد أن الأمر لا يعدو حزمة من الأكاذيب." كذلك قال بيتر بيرغن، محلل شؤون الإرهاب الدولي لشبكة CNN إنه على ثقة بأن حركة طالبان وتنظيم القاعدة يقفان خلف اغتيال بوتو، ولا شأن لهما بالانتخابات الباكستانية. وكانت تقارير صحفية في الهند وباكستان وبنغلاديش قد وجهت أصابع الاتهام في اغتيال رئيسة الوزراء الراحلة إلى العميد إيجاز شاه، الذي كان ضابطاً رفيع المستوى في ISI ويقود الآن ما يعرف بـ"مكتب الاستخبارات المدنية." وأشارت التقارير إلى أن بوتو كانت تعتقد شخصياً أن شاه يقف خلف الهجوم الفاشل الذي تعرضت له إبان وصولها باكستان في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأن اسمه ورد في رسالة بهذا الصدد، إلى جانب أسماء ثلاثة مسؤولين أمنيين آخرين، أرسلتها إلى مشرف في ذلك الوقت. حزب الشعب يشارك في الانتخابات وساعات بعد إعلان موعد الانتخابات الجديد، أعلن حزب بينظير بوتو، حزب الشعب الباكستاني، إنّه سيشارك فيها. وجاء الإعلان على لسان زوج بينظير بوتو، عاصف علي زرداري، في مؤتمر صحفي عقده في منزل العائلة بمدينة لاركانا. وبات زرداري يدير أمور الحزب منذ اغتيال زوجته الراحلة. ورغم إعلان مشاركته، إلا أنّ الحزب كرّر رفضه لإرجاء الانتخابات التي كانت مقررة في 8 يناير/كانون الثاني. |