| بوش خلال إلقاء خطابه عن حالة الاتحاد |
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- في خطابه السابع والأخير عن حالة الاتحاد أمام الكونغرس الاثنين، شدد الرئيس الأمريكي جورج بوش على الوضع الاقتصادي الأمريكي الذي يمر "في حالة من عدم اليقين" مطالباً المشرعين الأمريكيين بالإسراع في تحفيز عجلة الاقتصاد المتباطئ بفعل أزمة الرهن العقاري. إلا أن بوش الذي تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي اعتبر أن الاقتصاد وعلى المدى الطويل سيشهد نمواً قائلا "على المدى الطويل يمكن للأمريكيين أن يكون لديهم الثقة بنمو اقتصادنا، لكن على المدى القصير يمكن للجميع أن يرى تباطؤ هذا النمو." يُذكر أن البيت الأبيض وقادة مجلس الشيوخ كانوا قد وافقوا على خطة تبلغ كلفتها 150 مليار دولار لتحفيز الاقتصاد، فيما حذّر بوش الكونغرس من مغبة تحميل الاقتصاد أعباء أخرى عبر اقرار تشريعات إضافية قد تثقل كاهل الأمريكيين، مطالبا المشرعين الأمريكيين بتمرير خطته بأسرع ما يمكن. كما أكد بوش أنه قد يلغي أو يخفض 151 برنامجا حكوميا مطروح ضمن موازنة العام 2009، قائلا إن الإلغاء قد يشمل برامج تكلف الخزينة الأمريكية 18 مليار دولار من أصل موازنة 2008 البالغة ثلاثة تريليونات دولار. بوش يشيد بخطة تعزيز القوات الأمريكية بالعراق وفي الشأن العراقي، وبعد نجاحه في عرقلة خطط الكونغرس بقيادة الديمقراطيين إزاء إنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة خمسة أعوام هناك، وبدء سحب القوات الأمريكية وعودتها إلى ديارها، جدد بوش تأييد ما وصفه بنجاح قراره بتعزيز عدد القوات الأمريكية بـ30 ألف جندي إضافي العام الفائت. وفي الوقت الذي قال فيه بوش أن تعزيز القوات الأمريكية بأعداد إضافية قد خفض وتيرة العنف الطائفي في البلاد، غير أنه أكد أن بقاء هذه القوات ضروري للحفاظ على ما تحقق. وأعلن بوش في خطابه الاثنين "تم ضرب أعداءنا في العراق بقوة، لم يتم هزمهم بعد، يمكننا توقع مزيد من القتال بعد مستقبلا." وتابع، "منذ 11 سبتمبر/أيلول، نقلنا المعركة إلى حيث أولئك الإرهابيون والمتطرفون. وسنبقى متخذين موقف الهجوم وسنواصل الضغط وسنطبق العدالة على أعداء أميركا،" واصفاً النعركة بأنها "الصراع الإيديولوجي العقائدي الفاصل للقرن الحادي والعشرين." ولفت تبدل دور تلك القوات، بتحولها من "القيام بدور الطليعة وقيادة العمليات إلى مشاركة القوات العراقية ثم إلى مهمة الإشراف والحماية في ما بعد،" وحذر أن فشل العراق سيكون من شأنه تقوية إيران. وبالرغم من الأصوات المنتقدة لعدم تحقق الأهداف المرجوة من الحملة الأمريكية حول توصل القادة العراقيين إلى مصالحة سياسية، إلا أن بوش أكد أن القادة العسكريين الأمريكيين والسياسيين "يرون بعض المؤشرات الإيجابية" في هذا الشأن، منها موقف قادة العشائر السنّة أو ما يعرف بمجالس الصحوة ضد المتشددين المسلحين الموالين لتنظيم القاعدة. وقال الرئيس الأمريكي "سيداتي وسادتي، البعض قد ينفي عدم فعالية تعزيز قواتنا، إلا أنه لا شك في هذا ضمن صفوف الإرهابيين، "القاعدة" في العراق في حالة من الفرار، وسيتم هزم هذا العدو.." وأكد بوش أن قرابة 20 ألف جندي أمريكي تم نشرهم في العراق العام الفائت سيبدأون العودة للوطن خلال الأشهر المقبلة، مكررا موقفه بأن أي سحب إضافي للجنود الأمريكيين المتمركزين في العراق، سيتم إقراره من قبل القادة العسكريين في العراق. كما أشار إلى أن إدارته تعتزم إضافة 3200 عنصر من مشاة البحرية إلى القوات المنتشرة في أفغانستان. وياتي خطاب بوش فيما أعلن الجيش الأمريكي الاثنين مقتل خمسة من جنوده ، في العراق، ليصل عدد القتلى منذ بداية هذا العام هناك إلى 3938.القصة كاملة. بوش يحذّر إيران من التدخل بالعمليات الأمريكية بالمنطقة وفي الشأن الإيراني، دعا الرئيس الأمريكي الجمهورية الإيرانية الإسلامية إلى تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم محذرا إياها بعدم التدخل في العمليات الأمريكية في الشرق الأوسط، معلنا "أمريكا ستواجه أولئك الذين يهددون قواتنا، سنقف إلى جانب حلفائنا، وسندافع عن مصالحنا الحيوية في الخليج الفارسي" وفق تعبير بوش كما جاء في خطاب حالة الاتحاد. وأعطى بعداً دولياً لتحركاته بالإشارة إلى أن أميركا "تعارض الإبادة في السودان وتدعم الحرية في دول من كوبا إلى زمبابوي إلى بيلاروس وبورما." التسوية في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين وإسرائيل وفي شأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، جدد الرئيس الأمريكي جورج بوش تأكيد أهدافه بالتوصل إلى تسوية، من ضمنها إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية مسالمة في حلول نهاية العام 2008. هذا وقد رأى محللون أن معظم الأهداف التي وردت في خطاب حالة الاتحاد الاثنين- مقارنة بما جاء قبل أعوام، عندما حاول تسويق فكرة غزو العراق وخصصة جزئية لنظام الضمان الاجتماعي أو تطوير مصادر طاقة بديلة- جاءت أقل من التوقعات وحتى متواضعة. وفي أول رد رسمي للديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي، على خطاب بوش، اعتبرت كاثلين سيبيليوس حاكمة ولاية كنساس، أن السنوات الخمس الأخيرة في العراق، كلفت البلاد غاليا، جراء "حصيلة القتلى وآلاف الجرحى من الجنود." وأضافت في ردها الرسمي "إن سياسية أمريكا الخارجية تركتنا مع عدد قليل من الحلفاء والكثير من الأعداء." وأكدت أن الأكثرية الديمقراطية في الكونغرس كما أن أكثرية الأمريكيين "جاهزون لإدراج مسار جديد." |