/العالم
 
1901 (GMT+04:00) - 12/01/09

براون يحذّر من كابول: الإرهاب بجبال أفغانستان قد ينتقل لشوارعنا

تزايدت الهجمات الإنتحارية ضد القوات الدولية بأفغانستان

تزايدت الهجمات الإنتحارية ضد القوات الدولية بأفغانستان

(CNN) -- وصل رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، إلى كابول السبت، في زيارة مفاجئة، حيث زار وحدات عسكرية بريطانية تتمركز في قاعدة بولاية هلمند جنوبي البلاد، طالباً من قواته "مواصلة العمل الجيد" وشكرهم على "كل ما قدموه" منذ بداية خدمتهم.

وقال براون إنه لن يسمح "لطالبان أو للإرهابيين بالانتصار على الحكم الديمقراطي للشعب الأفغاني،" وأضاف: "هناك سلسة من الإرهاب التي تبدأ من الجبال الأفغانية والباكستانية وتعبر أوروبا، وقد تصل بسهولة إلى شوارع بريطانيا."

وحض براون سائر دول حلف شمال الأطلسي والغرب على زيادة مشاركتها العسكرية في أفغانستان، حيث شدد على ضرورة "تقاسم العبء" في القتال وإعادة بناء أفغانستان، وتعهّد بتقديم عشرة ملايين دولار لكابول لمساعدتها على تسجيل الناخبين لانتخابات المحافظات نهاية يناير/كانون الثاني المقبل، كما عرض تقديم العون في مكافحة الفساد.

وجاء ذلك بعد ساعات من تنفيذ من وصف بأنه "أصغر انتحاري في أفغانستان" عملية أدت إلى مقتل ثلاثة من عناصر المارينز الملكية البريطانية، خلال أربعة وعشرين ساعة دموية، فقدت خلالها القوات البريطانية خمسة من جنودها في كل من العراق وأفغانستان، وفق تقرير.

وانتقد براون، الذي من المفترض أن يلتقي القيادات الأفغانية، الهجوم، حيث "ندد" باستخدام طفل في العملية، واصفاً الأسلوب الذي تستخدمه حركة طالبان بأنه "سلوك جبان."

بالمقابل، نفى ناطق باسم حركة طالبان قارئ يوسف، في حديث لشبكة CNN أن تكون الحركة قد نفت هجوم شاركار باستخدام أطفال، مشيراً إلى أن لدى طالبان "ما يكفي" من الرجال والمقاتلين الجاهزين للتضحية بحياتهم.

وأعطى يوسف تفاصيل مغايرة لما تم نقله عن العملية، حيث قال إنها من تنفيذ رجل يدعى عبدالباسط" ويبلغ من العمر 26 عاماً، كما نفى وجود بريطانيين بين القتلى، بل أشار إلى سقوط ثمانية جنود من الوحدة الكندية.

وأضاف أن عناصر الحركة نفذت هجوماً ثانياً باستخدام عبوة ناسفة بولاية سانغين، ما أدى إلى مقتل خمسة جنود بريطانيين.

وجاء هجوم إقليم "هلمند"، الذي نفذه أصغر انتحاري ضد القوات الغربية في أفغانستان، حتى اللحظة، بعد انفجار لغم أرضي أدى لمقتل مارينز رابع، فيما لقي الخامس مصرعه برصاص مسلحين في البصرة، بالعراق، وفق صحيفة "الاندبندنت."

فوفق تقارير صحفية، اقترب الصبي، الذي يعتقد أنه في 12 من العمر، وهو يجر عربة يد مفخخة، من دورية راجلة للمارينز من قوة الكوماندوز 45 البريطانية، مما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم فور الانفجار، ولقي الرابع مصرعه بانفجار لغم أرضي في طريق مركبة مدرعة من طراز "جاكال"، في حادث هو الثاني من نوعه.

ويذكر أن "الجاكال"، نوع جديد من المركبات العسكرية المدرعة، مضادة للألغام الأرضية، أجريت اختبارات عليها العام الماضي، ونشرت في أفغانستان مؤخراً، وفق الصحيفة.

وكان أحد عناصر المارينز قد لقي حتفه في حادث مماثل بلغم أرضي في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت.

ويشير تكرار استهداف مركبات"جاكال" بالألغام الأرضية إلى تطوير حركة طالبان لإستراتيجياتها واستخدام عبوات أكثر فعالية وفتكاً لمواكبة أحدث المعدات العسكرية التي تستخدمها القوات الدولية في أفغانستان.

ومؤخراً، تزايدت معدلات استهداف القوات الدولية والبريطانية بالهجمات الإنتحارية في أفغانستان، إذ بلغ عدد ضحايا الجيش البريطاني 100 قتيل الصيف الفائت.

وتشير قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" والقوات الأفغانية إلى تزايد استخدام القوات المعادية للصبية والفتيان الصغار من "المدارس الدينية" في المناطق المتاخمة للحدود مع باكستان.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن الحادث الأخير قيد التحقيق، فيما أشار مصدر عسكري بارز إلى أن القوات (البريطانية) تعرض نفسها لخطر الهجمات الانتحارية بتسيير دوريات أمنية راجلة، إلا أن البعض يرى أن مثل هذه الإستراتيجية ضرورية لإختلاط بالمواطنين الأفغان والتفاعل معهم، وذلك بعد الظهور فقط في قوافل مدرعة.

advertisement

ويذكر أن أحد القادة العسكريين في بريطانيا كان قد استبعد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، النجاح في تحقيق انجازات عسكرية حاسمة في أفغانستان، مشيراً إلى أن حركة طالبان ربما تدخل في سياق حل طويل الأمد للدولة التي يمزقها العنف الدموي، والذي تقوده الحركة المتشددة، وفق تقرير.

وقال العميد مارك كارلتون-سميث: "إذا كانت طالبان على استعداد للجلوس على الطرف الآخر من طاولة المفاوضات، والحديث عن تسوية سياسية، فهذا بالتحديد التقدم الذي سينهي مقاومة مثل هذه"."

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.