أوباما يسعي لإحداث تغييرات قبيل دخوله البيت الأبيض
واشنطن، الولايات المتحدة (CNN)-- اتفق الرئيسان الأمريكيان، الحالي جورج بوش، والمنتخب، باراك أوباما، على عقد لقاء قريب يجمعهما مع الرؤساء الأمريكيين السابقين الأحياء الثلاثة.
وأفادت الأنباء، أن اللقاء سيعقد في وقت ما خلال شهر يناير/كانون الثاني المقبل، وسيضم كذلك، الرؤساء السابقين جيمي كارتر وجورج بوش الأب وبيل كلينتون.
وقال مصدران مسؤولان لـCNN إن الرئيسين الحالي والمنتخب اتفقا خلال لقائهما السابق، في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي على اقتراح لأوباما بضرورة عقد لقاء ثان، بالإضافة إلى الرؤساء السابقين، قبل تسلمه لمنصبه رسمياً، وهو الاقتراح الذي لقي موافقة فورية من قبل بوش.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو، قالت الأربعاء إن بوش سيستضيف الرؤساء الأربعة، على حفل غداء، في السابع من يناير/كانون الثاني، مضيفة أنها ستقدم مزيداً من التفاصيل في وقت لاحق.
ويذكر أن الرئيس المنتخب سيتولى مهام منصبه رسمياً في العشرين من الشهر المقبل.
وكان بوش وأوباما قد التقيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، برفقة زوجتيهما، حيث تمحور الاجتماع حول انتقال السلطة.
ومن جملة القضايا التي ناقشها بوش وأوباما في ذلك اللقاء، الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، إلى جانب قضايا الأمن القومي والحرب في العراق.
وكانت تلك المرة الأولى التي يلتقي فيها بوش وأوباما منذ فوز الأخير بالانتخابات الرئاسية الشهر الماضي.
وجاء الاجتماع في وقت أظهر فيه أحدث استطلاع أنّ الرئيس المنتهية ولايته، بوش، بات أقلّ رؤساء الولايات المتحدة شعبية منذ بدء العمل بالاستطلاعات، أي قبل ستة عقود.
طائفة واسعة من القضايا
وقال رئيس الطاقم الانتقالي لأوباما، جون بوديستا، إن الرئيسين الحالي والمقبل، لديهما الكثير للحديث حوله.
وأضاف: "هما بحاجة للتطرق إلى طائفة واسعة من القضايا.. إلا أن الوضع الاقتصادي سيهيمن على النقاش."
وأضاف: "من الواضح أننا بحاجة لفرض الاستقرار على الاقتصاد، والتعامل مع الأزمة المالية التي بدأت تنتشر الآن في بقية مكونات اقتصادنا، وصناعة السيارات من أبرزها."
وأضاف في تصريحات لـCNN، أنّ أوباما سيدعو الكونغرس لتمرير "على الأقلّ جزء" من حزمة إنعاش اقتصادي قبل أن يبدأ مهامه رسميا في يناير/كانون الثاني. غير أنّه أوضح أنّ المشاكل التي يواجهها الأمريكيون تحتاج لمقاربات قصيرة وطويلة المدى على حدّ سواء.
وكشف بوديستا أن الاستعدادات للفترة الانتقالية لأوباما بدأت منذ مطلع أغسطس/آب الفائت.
جولة في البيت الأبيض
وعودة إلى الزيارة الأولى لأوباما وزوجته للبيت البيض، فقد قاما بجولة في مرافقه، وأطلعا على أجنحة إقامتهم خلال السنوات الأربعة المقبلة.
وعبر أوباما عن امتنانه للدعوة التي تلقاها للاجتماع بالرئيس وعقيلته.
مراجعة شاملة لأوامر بوش التنفيذية
وعلى صعيد متصل، قال بوديستا إن الإدارة الأمريكية المقبلة تقوم بمراجعة واسعة لعدد من الأوامر التنفيذية التي أصدرها الرئيس بوش.
وأضاف قائلاً: "سيناتور أوباما يريد مراجعة كافة أوامر بوش التنفيذية.. وأي القرارات التي ستواصل السريان أو ستخضع للتغير أو الإلغاء.. هذا الإجراء قائم."
من جانبها، عقبت كبيرة مساعدي أوباما، فاليري جاريت، على اللقاء: "نظراً للتحديات الجسام التي تواجه بلادنا.. يعتقد الرئيس بوش بضرورة التحرك قدماً على وجه السرعة."
وعزى المحللون سرعة ترتيب اللقاء بين الرئيسين إلى حقيقة أن الولايات المتحدة في حالة حرب فضلاً عن أن عملية انتقال السلطة تجري وسط أزمة اقتصادية طاحنة تمر بها الولايات المتحدة.
وخلال حملته، دأب أوباما على توجيه الانتقاد لما وصفه "بسياسات بوش الفاشلة."
أقلّ الرؤساء شعبية منذ ستة عقود
وكان استطلاع للرأي في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قد أظهر أن 76 في المائة من الذين استطلعت CNN أراءهم قد عبروا عن عدم رضاهم عن أداء بوش.
والرقم يعدّ قياسيا في تاريخ الاستطلاعات التي قامت بها CNN ومعهد غالوب منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال مدير الاستطلاعات في CNN كيتينغ هولند: "لم يحصل أي رئيس آخر على نسبة عدم رضا فاقت 70 في المائة، غير أن بوش نجح في تجاوز الرقم ثلاث مرات هذا العام وحده."
وأضاف "هذا يعني أنّ بوش الآن أصبح أقلّ شعبية حتى من ريتشارد نيكسون الذي استقال من منصبه بسبب فضيحة ووتر غيت وهو لا يحظى بإعجاب 66 في المائة من الشعب الأمريكي."
وقبل جورج بوش الابن، كان الرئيس الأسبق هاري ترومان يحمل الرقم القياسي في الأقلّ شعبية بنسبة 67 في المائة في بداية عام 1952.