/العالم
 
2201 (GMT+04:00) - 25/01/09

باكستان ترفع مستوى تأهّب جيشها وأنباء عن تعزيزات عند الحدود الهندية

جندي باكستاني يحرس صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية

جندي باكستاني يحرس صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية

إسلام أباد، باكستان (CNN) -- ذكر مصدر أمني باكستاني طلب عدم الكشف عن اسمه لـCNN  أنه جرى نقل وحدات عسكرية من الحدود مع أفغانستان، حيث كانت تتمركز لمواجهة نشاط تنظيم القاعدة وحركة طالبان، إلى المنطقة الحدودية مع الهند، بعدما ازداد القلق لدى إسلام أباد من احتمال تنفيذ الهند عمليات غزو برية.

وأكدت مصادر عسكرية باكستانية أن إسلام أباد استدعت كافة الجنود الذين كانوا في إجازات الجمعة، طالبة منهم العودة إلى ثكناتهم، ووضعت سائر الوحدات في حالة "الخدمة العملية" وذلك في تطور يأتي على خلفية القلق من احتمال اندلاع نزاع مع الهند بسبب هجمات مومباي الدموية.

وقال المصدر أن الجيش الباكستاني بدأ بأخذ الإجراءات الدفاعية "عند الحدود الدنيا،" غير أنه تجنب تحديد ماهية هذه الإجراءات، غير أن أحد الخبراء في الشأن العسكري قال لـCNN إن هذه الإجراءات تعني إرسال وحدات مسلحة باكستانية إلى المناطق الحدودية مع الهند، حيث من الممكن حصول "عمليات غزو."

وأكد مسؤولون لـCNN أنه جرى نقل وحدات عسكرية من الحدود مع أفغانستان، مشددين على أن القوات نُقلت من منطقة لا تشهد الكثير من المواجهات، في حين لم يطرأ تبديل على وضع القوات في الجبهات المضطربة، مثل وادي سوات وبيشاور شمال غربي البلاد.

وأضاف أحد المسؤولين الباكستانيين، رافضاً الكشف عن اسمه: "من الطبيعي أن نقوم بخطوات معينة لمواجهة مد العمليات المتوقع من الجانب الهندي.. لا يمكن لنا القتال على جبهتين، لذلك قمنا بنقل بعض الوحدات من الحدود الغربية لمواجهة العمليات الهندية."

وأضاف إن باكستان، وإن كانت تتسامح نوعاً ما مع الصواريخ الأمريكية التي تضرب أهدافاً على أراضيها انطلاقاً من أفغانستان، إلا أن الحكومة والشعب، لا يمكنهما التصرف بالصورة عينها مع غزو هندي محتمل.

وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من اجتماع عقده رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينغ، مع ثلاثة من قادة جيشه الجمعة، قيل إنه خُصص لدراسة الأوضاع الأمنية الأخيرة.

ونقلت أوساط عسكرية هندية أن الوحدات المنتشرة في الجانب الهندي من كشمير لاحظت بالفعل تحركات عند الحدود في الجانب الباكستاني.

وقال حسين حقاني، السفير الباكستاني لدى واشنطن، في حديث لـCNN إن بلاده "لا ترغب بالحرب، لكن عليها الانتباه لتهديدات الحرب المتصاعدة من الجانب الآخر من الحدود."

وأكد حقاني أن إسلام أباد أخذت إجراءات "تتوافق مع توقعات المجتمع الدولي" منذ هجمات مومباي، معتبراً أن ما من سبب لتوجيه تهديدات لبلاده التي قال إنها "كانت بدورها ضحية الإرهاب وستواصل القتال ضده."

من جهته، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، غوردون جوهاندرو، إن واشنطن كانت على "تواصل مباشر" مع الهند وباكستان منذ هجمات مومباي، معرباً عن أمله بأن "يتفادى كلا الطرفين القيام بخطوات ترفع من منسوب التوتر خلال هذا الوضع المتأزم."

بالمقابل، شكك السفير الباكستاني في لندن، وجيد شمس الحسن، بصحة التقارير حول حشود عسكرية لبلاده، معتبراً أن ما يحصل هو جزء من عمليات إعادة الانتشار التي ينفذها الجيش الباكستاني في الشتاء عادة، مشدداً على أن إلغاء العطلات اقتصر على الشرطة وليس الجيش.

ورغم أن شمس الحسن انتقد ما وصفه بـ"هستيريا الحرب" لدى الجانب الهندي، غير أنه أكد عدم وجود رغبة لإسلام أباد ونيودلهي بتطور الأمور باتجاه مواجهة عسكرية.

من جانبه، قال سيتانشي كير، الناطق باسم وزارة الدفاع الهندية، إن بلاده "لا تقوم بتعزيز تواجدها عند حدودها الشرقية حالياً، غير أنها "تراقب الوضع عن كثب،" على حد تعبيره.

ونفى كير تلقي الوزارة تقارير حول إرسال باكستان وحدات إضافية من جيشها إلى حدود الهند، غير أنه لفت إلى أن الوزارة "ستواصل مراقبة الوضع."

وكانت باكستان قد باشرت أخذ احتياطات أمنية خشية قيام الهند بتنفيذ ضربات عسكرية ضدها بعد توجيه اتهامات إلى جهات في باكستان بالضلوع في هجمات مومباي التي أودت بحياة 160 شخصاً الشهر المنصرم.

وكان وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمد قرشي، قد حذّر الهند الخميس من توجيه ضربات لبلاده، وذلك بحسب ما نقلته صحف محلية.

وأوردت الصحيفة عن قرشي قوله: "أريد أن أقول للهند أننا نرغب بالسلام ونحمل رايته، لكن (نحذر) من ارتكاب خطأ توجيه ضربات موضعية."

وأضاف: "ستقوم أمتنا وجيشنا بالرد على أي أعمال عدائية، ونحن لا نجهل الأصول الواجب تطبيقها في دفاعاتنا."

وكانت الهند قد اعتبرت أن منفذي هجمات مومباي، الذين قالت إنهم ينتمون لجماعة "عسكر طيبة،" قدموا إليها من باكستان، واتهمت تيارات في الحكومة والأجهزة الأمنية الباكستانية بدعم ما وصفته بـ"الإرهاب" في المنطقة.

advertisement

وانتقدت نيودلهي ما اعتبرته "تقصيراً" من الجانب الباكستاني في مواجهة الإرهابيين، ونشرت "اعترافات" قالت إن المهاجم الوحيد الذي ظل على قيد الحياة في حوادث مومباي قد أدلى بها، وتفيد بأنه تلقى تدريبات في معسكرات ضمن الجزء الباكستاني من كشمير.

وسبق للهند وباكستان أن خاضتا ثلاث حروب منذ عام 1947، وذلك على خلفية النزاع حول منطقة كشمير، على أن ذلك جرى قبل أن تتحول كل منهما إلى قوة نووية.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.