مخاوف من تكرار سيناريو هجمات مومباي في مدينة نيويورك
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- اعتقلت الشرطة الهندية السبت اثنين من العاملين في السوق السوداء للهواتف المحمولة بمدينة كلكوتا، وذلك في سياق التحقيقات التي ما تزال نيودلهي تجريها لمعرفة المزيد عن المهاجمين الذين نفذوا هجمات مومباي الدموية التي راح ضحيتها أكثر من 180 شخصاً.
وقالت مصادر أمنية هندية، إن المحققين عادوا للتدقيق في ملف خاص بمواطن هندي سبق توقيفه في فبراير/شباط الماضي، وبحوزته خرائط ورسومات لبعض معالم مومباي التي تعرضت للهجوم، الأمر الذي رأى خبراء أنه قد يتناقض وما سبق لنيودلهي التشديد عليه، لناحية أن المهاجمين كانوا أجانب، دون امتدادات محلية لهم.
وفي الإطار عينه، قال الخبير الأمني، شجاع نواز، صاحب مجموعة من الدراسات حول دور الجيش الباكستاني في السياسة المحلية للبلاد، أن المنفذين والمخططين لهجمات مومباي هم من الهند وباكستان وبنغلاديش على حد سواء.
وشدد نواز على أنه دون وجود تنسيق من هذا النوع، فلن يكون لجماعة "عسكر طيبة" التي تدور الشكوك حولها، القدرة على تنفيذ هجوم بهذا الحجم والدقة.
وبالعودة إلى التوقيفات الجديدة في الهند، فقد سبق للشرطة أن أوقفت قبل يومين شخصا بنغاليا، قالت إنه اشترى بطاقات ذاكرة هواتف نقالة للمهاجمين من عدة أماكن في الهند وهو ما ساعدهم على تظليل متعقبيهم، وتبع ذلك الإعلان عن توقيف اثنين من تجار الهواتف في السوق السوداء.
وتعتقد الشرطة أن المشتبه بهما قاما بشراء بطاقات هواتف بهويات مزورة من كلكوتا، على غرار بطاقة كان يحملها أحد المهاجمين، وهي تحاول التدقيق في احتمال وجود صلة بين الأمرين، لكنها دعت وسائل الإعلام المحلية إلى "عدم التسرع في الاستنتاجات."
مسؤول أمني أمريكي يحذر من "محاكاة" هجمات بومباي في نيويورك
حذر مسؤول أمني أمريكي من "محاكاة" هجمات بومباي الهندية الأسبوع الماضي في مدينة نيويورك.
وعزا مفوض عام شرطة نيويورك، ري كيلي، مخاوفه من تقليد تلك الهجمات إلى التشابه الشديد بين المدينتين: " بومباي هي العاصمة المالية للهند، كما أنها مدينة ذات طابع ثقافي مختلط ومكتظة سكانياً ومركز إعلامي."
وجاءت مقارنة كيلي في مؤتمر صحفي مشترك مع مدير الاستخبارات بقوة شرطة نيويورك، ماريو ريفيرا، أوصيا خلالها فنادق المدينة بتطبيق خطة للطوارئ، واتخاذ تدابير وقائية.
وأوضح المسؤول الأمني أن هجمات بومباي التي أوقعت 179 قتيلاً وأدت لإصابة المئات بجراح، "تذكير بأن تهديدات التشدد العالمي لم تبد أي مؤشرات خمود."
وعلى صعيد مواز، تلقت الحكومة الهندية معلومات بشأن هجمات "تستهدف ضرب مطارات بين الرابع والسادس من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، وفقاً لما أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة.
وجاءت معلومات وزارة الخارجية الأمريكية بشأن التهديدات المحتملة في تحذير السفر الذي أصدرته للمواطنين الأمريكيين الذي ينوون السفر إلى الهند.
وجاء في تحذير وزارة الخارجية الأمريكية أن "المطارات الرئيسية في الهند وضعت في حالة تأهب قصوى في أعقاب تهديدات بشن هجمات في المطارات واحتمال خطف طائرات."
وحث التحذير المواطنين الأمريكيين "الذين ينوون السفر إلى الهند أو الموجودين فيها حالياً" على أخذ الحيطة والحذر "واتخاذ الإجراءات المناسبة لزيادة وعيهم الأمني."
ويأتي هذا التحذير في وقت سيطر فيه الغموض على الوضع في مطار نيودلهي حيث نفت مصادر أمنية هندية ما ذكرته تقارير في وقت سابق عن تعرض أشخاص لإطلاق نار ووقوع إصابات هناك.
وأفادت الأنباء الواردة من مطار دلهي أن العمليات تجرى بشكل طبيعي هناك فجر الجمعة.
وكانت الهند قد وضعت كل مطاراتها الرئيسية في حالة تأهب، وذلك بعد تسلمها تحذيرات تفيد باحتمال استهداف هذه المطارات باستخدام طائرات مختطفة على غرار هجمات سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون هنود إنه تقرر اعلان حالة التأهب بعد ان اصدر وزير الدفاع الهندي أ. ن. أنطوني امرا الى القوات المسلحة بالتحسب "لهجمات ارهابية محتملة تأتي من الجو."
وشمل التأهب مطارات العاصمة نيودلهي، ومدن مومباي وشينناي وبانغالور، المخصصة للرحلات الدولية.