/العالم
 
1201 (GMT+04:00) - 07/01/09

باكستان تهاجم معسكرا تابعا لعسكر طيبة

جاءت تصريحاتها تلك في مقابلة مع برنامج ''الطبعة الأخيرة'' الذي تبثه شبكة CNN

جاءت تصريحاتها تلك في مقابلة مع برنامج ''الطبعة الأخيرة'' الذي تبثه شبكة CNN

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- ذكرت مصادر عسكرية باكستانية أن القوات الباكستانية داهمت الأحد معسكراً تابعاً للتنظيم المسلح الذي حملته الهند مسؤولية الهجمات التي تعرضت لها مومباي قبل أكثر من أسبوع، وأسفرت عن سقوط أكثر من 160 قتيلاً.

وأفادت المصادر أن الهجوم على معسكر تابع لتنظيم "عسكر طيبة" وقع بالقرب من مدينة "مظفر أباد" عاصمة الجزء الباكستاني من إقليم كشمير.

وقالت تقارير إعلامية محلية إن الهجوم أدى إلى اعتقال مجموعة من الأشخاص، بينهم من يُعتقد أنه أحد "العقول المدبرة" لهجمات مومباي، غير أنه لم يصدر بعد ما يؤكد ذلك رسمياً.

ويعتبر هذا الهجوم أول تحرك باكستاني حقيقي ضد تنظيم "عسكر طيبة" الذي كانت قد حظرته في أعقاب هجوم شنه مسلحون تابعون للتنظيم واستهدف البرلمان الهندي.

وبحسب المصادر الباكستانية فإن المعسكر يتبع "جماعة الدعوة" وهي حركة خيرية تشكلت في أعقاب حظر "عسكر طيبة".

وتقول الجماعة إنها تستخدم المعسكر كمقر إغاثة في المنطقة التي تعرضت لزلزال قوي عام 2005، غير أنها رفضت التعليق على الأحداث التي وقعت الأحد.

وكانت جماعة "عسكر طيبة" قد تشكلت لمقاومة الحكم الهندي في كشمير، التي تم تقسيمها في أعقاب انفصال باكستان عن الهند واستقلالهما عن بريطانيا.

وتعتبر كشمير أحد أبرز نقاط الاختلاف بين نيودلهي وإسلام أباد، كما أنها سبب في حربين من الحروب الثلاثة التي خضتها الدولتان ضد بعضهما عقب الاستقلال.

ونفت "عسكر طيبة" مسؤوليتها عن هجمات مومباي، كما أنكرت باكستان أي تورط في هذه الهجمات، فيما حملت عناصر غير حكومية مسؤولية تنفيذ الهجمات.

يشار إلى أن الهند قللت من عدد ضحايا الهجمات الاثنين إلى 164 قتيلاً، بمن فيهم 120 مدنياً هندياً و26 أجنبياً و18 جندياً وشرطيا، إضافة إلى تسعة من المهاجمين العشرة، سقطوا جميعاً خلال المعارك التي تواصلت على مدى ثلاثة أيام تقريباً.

رايس: تخطيط الهجمات تم في باكستان

قالت وزيرة الخارجية الأمريكية الأحد إنه "لا شك " في أن تخطيط الهجوم الدموي الذي تعرضت له عاصمة المال في الهند، مومباي، أواخر الشهر الماضي تم في باكستان، وذلك في مقابلة مع CNN.

وأضافت رايس، عبر برنامج "الطبعة الأخيرة" الذي تبثه شبكة CNN، تقول: "حسناً أعتقد أنه لا شك في أن أشخاصاً غير مرتبطين بالحكومة استخدموا الأراضي الباكستانية" في تنفيذ الهجوم الذي أودى بحياة أكثر من 164 شخصاً وإصابة المئات.

غير أنها أشارت إلى أنها لا تعتقد بتورط مسؤولين باكستانيين في الهجوم، لكنها أوضحت أن على الحكومة الباكستانية مسؤولية التحرك والتصرف حتى وإن لم يكن منفذو الهجوم من المسؤولين الحكوميين.

وكان الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، قد قال إن منفذي الهجمات أفراد عاديون، إلا أن الحكومة الهندية تعتقد أن كل المنفذين من الباكستانيين، وحملت المسؤولية على وجه الخصوص لتنظيم "عسكر طيبة" الذي يتخذ من باكستان مقراً له.

وقال مسؤولون أمريكيون في قسم مكافحة الإرهاب إن أصابع الاتهام تشير إلى "عسكر طيبة"، وأنهم لم يروا أي مؤشر يستبعد هذا الشك.

وكان تنظيم عسكر طيبة قد نفى مسؤوليته عن "هجمات مومباي" الدموية رغم أن الناجي الوحيد بين المهاجمين  قال للمحققين إنه تدرب في معسكرات تابعة لعسكر طيبة، بحسب تصريحات المسؤولين الهنود.

كذلك قالت وزيرة الخارجية الأمريكية إن "عسكر طيبة والقاعدة يسيران في الدائرة نفسها" رغم أنها رفضت الإشارة مباشرة إلى تورط أي منهما في هجمات مومباي.

ورغم أنها رفضت التطرق إلى التفاصيل، إلا أنها أوضحت أن الأهمية حالياً تتركز على القبض على معدي الهجمات والحيلولة دون وقوع هجمات مستقبلية، معتبرة أن تعاون باكستان وتصرفها حيال الأمر يعد ضرورياً لتحقيق ذلك.

وحول ما إذا كانت هناك روابط وعلاقات بين عسكر طيبة والحكومة الباكستانية، قالت رايس إنه كانت بينهما علاقات تاريخية، لكنها أشارت إلى أن الحكومة الباكستانية الحالية حكومة مدنية وليست كسابقاتها، وأنها تعمل بتنسيق مع قيادة الجيش لإنهاء التطرف داخل البلاد.

وأضافت أن باكستان نفسها كانت "عرضة للمعاناة على أيدي المتطرفين بصرف النظر عن التاريخ.. والمهم في الأمر هو أن باكستان تتحرك ضد أولئك الذين يستخدمون الأراضي الباكستانية لشن هجمات."

وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد دعت الأربعاء الماضي باكستان إلى تحمّل مسؤولياتها إزاء الإرهابيين الذين ينشطون داخل حدودها ومن ضمنهم من تتهمهم الهند بالوقوف وراء الهجمات الدموية التي هزّت مومباي الأسبوع الماضي.

advertisement

وقالت رايس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها الهندي في نيودلهي "نعتقد أنّ لباكستان دورا مركزيا عليها أن تلعبه على هذا الصعيد، وأن تتأكّد من أنّ هؤلاء الإرهابيين لن يستمروا في العمل وبمثل هذه الطريقة."

وفي الوقت الذي أكّدت فيه أنّ التحقيقات التي تستهدف تحديد هوية من يقف وراء تلك الهجمات، مازالت مستمرة، أعادت رايس ما قاله الرئيس الباكستاني لـCNN من أنّه ليست لبلاده أي علاقة بالهجمات وأنّ من نفذها هم أشخاص لا يتبعون أي جهة حكومية.

© 2010 Cable News Network LP, LLLP. A Time Warner Company. All Rights Reserved.