زرداري كتب بلغة تشبه الخواطر الشخصية
نيويورك، الولايات المتحدة (CNN) -- دعا الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، الهند إلى "التروي" قبل إطلاق التهم بحق بلاده على خلفية أحداث مومباي الدامية التي أدت إلى مقتل أكثر من 164 شخصاً، معتبراً أن العمليات التي نفذتها قواته ضد معسكرات لتنظيم "عسكر طيبة" المتهم الأساسي بالوقوف خلف الهجمات تظهر التزام إسلام أباد بـ"محاربة الإرهاب."
وقال زرداري، في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الوضع في الهند بات معقداً بعد الهجمات، غير أنه رأى بأن توجيه أصابع الاتهام لباكستان "سيزيد الأمور تعقيداً،" مذكراً بأن الولايات المتحدة مسؤولة عن وجود "أكثر المتشددين تطرفاً" بعدما دعمتهم خلال الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي.
وجاء في المقال الذي حمل طابع الخواطر الشخصية، إن حكومة باكستان الجديدة، التي تولت زمام السلطة بعد استقالة الرئيس، برويز مشرف، واغتيال زعيمة حزب الشعب - وزوجة زرداري - بنظير بوتو، هي أيضاً هدف لـ"المتشددين الإسلاميين."
ولفت إلى أن العمليات التي شنها الجيش الباكستاني ضد معسكرات تابعة لتنظيم "عسكر طيبة" خلال اليومين الماضيين تؤكد "إصرار إسلام أباد على ضرب اللاعبين الذين لا يحملون جنسية على أراضيها،" في إشارة إلى الوصف الذي استخدمه زرداري منذ اليوم الأول لهجمات مومباي لمنفذي للمهاجمين.
وتابع زرداري: "نحن نفهم الاعتبارات السياسية المحلية في الهند بعد ما حدث في مومباي، غير أن توجيه أصابع الاتهام إلى باكستان سيزيد من تعقيد الأمور المعقدة أصلاً،" مشدداً على أن بلاده كانت مستهدفه أيضاً بالهجوم، وكذلك العملية السلمية التي كانت قد أطلقتها مع نيودلهي.
وفي إشارة إلى العمليات التي استهدفت معسكرات "عسكر طيبة" بكشمير قال: "كما أظهرت مداهمات الأحد، التي أسفرت عن اعتقال مسلحين، فإن باكستان ستتخذ تدابير ضد اللاعبين الذين لا يحملون جنسية على أراضيها، وستعاملهم على أنهم مجرمون وإرهابيون وقتلة.. وهم ليسوا بمنأى عن حكومة باكستان فحسب، بل إن هذه الحكومة هي واحدة من ضحاياهم."
وفي كلمات حملت طابعاً شخصياً، قال الرئيس الباكستاني إنه يتشارك الألم مع ضحايا هجمات الهند، مضيفاً أنه يشعر بآلامهم كلما نظر في عيون أولاده."
واستعرض زرداري تاريخ التنظيمات المتشددة في باكستان، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وحلفائها "دعموا أكثر المتطرفين تشدداً" خلال فترة الحرب الباردة، في سياق مواجهة الوجود السوفيتي بأفغانستان، دون أن يتطرق إلى التقارير التي كانت تربط استخبارات بلاده بتلك التنظيمات، وبينها "عسكر طيبة."
يذكر أن القوات الباكستانية كانت دهمت الأحد معسكرا تابعا لتنظيم "عسكر طيبة" بالقرب من مدينة "مظفر أباد" عاصمة الجزء الباكستاني من إقليم كشمير.
وقالت تقارير إعلامية محلية إن الهجوم أدى إلى اعتقال مجموعة من الأشخاص، بينهم من يُعتقد أنه أحد "العقول المدبرة" لهجمات مومباي، غير أنه لم يصدر بعد ما يؤكد ذلك رسمياً.
ويعتبر هذا الهجوم أول تحرك باكستاني حقيقي ضد تنظيم "عسكر طيبة" الذي كانت قد حظرته في أعقاب هجوم شنه مسلحون تابعون للتنظيم واستهدف البرلمان الهندي.
وبحسب المصادر الباكستانية فإن المعسكر يتبع "جماعة الدعوة" وهي حركة خيرية تشكلت في أعقاب حظر "عسكر طيبة".
وتقول الجماعة إنها تستخدم المعسكر كمقر إغاثة في المنطقة التي تعرضت لزلزال قوي عام 2005، غير أنها رفضت التعليق على الأحداث التي وقعت الأحد.
وكانت جماعة "عسكر طيبة" قد تشكلت لمقاومة الحكم الهندي في كشمير، التي تم تقسيمها في أعقاب انفصال باكستان عن الهند واستقلالهما عن بريطانيا.
وتعتبر كشمير أحد أبرز نقاط الاختلاف بين نيودلهي وإسلام أباد، كما أنها سبب في حربين من الحروب الثلاثة التي خضتها الدولتان ضد بعضهما عقب الاستقلال.
اعتقال لقفي وأزهر
قال وزير الدفاع الباكستاني، شودري مختار أحمد، لشبكة CNN-IBN الهندية الشقيقة لـCNN إن عمليات الدهم الأخيرة التي نفذتها قواته على معسكرات تنظيم "عسكر طيبة" أسفرت عن اعتقال قائد عمليات التنظيم، المدعو ذكير رحمان لقفي، وزعيم جماعة "جيش محمد" مسعود أزهر.
وقال أحمد إن الرئيس زرداري: "مصمم على التعاون مع الهند" في هذه القضية، وسيصار إلى اعتقال أشخاص للتحقيق في مدى مسؤوليتهم عن الحادثة.
وتقول واشنطن إن لقفي نظَم العديد من الهجمات ضد أهداف مدنية هندية، وهي تضع تنظيمه على لائحة الإرهاب، وتتهمه ببناء روابط مع تنظيم القاعدة.
أما أزهر فهو واحد من بين 20 قيادياً في تنظيمات مسلحة تطالب الهند بتسليمهم، ويُعتقد أنه - على غرار لقفي - تولى شن هجمات ضد الهند على خلفية أزمة إقليم كشمير المتنازع عليه بين إسلام أباد ونيودلهي.