| أنهكت حربا العراق وأفغانستان أسراب سلاح الجو الأمريكي |
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- حذر عسكريون أمريكيون أن سيادة سلاح الجو الأمريكي على الأجواء في خطر، ما لم يعمل البنتاغون على زيادة موازنة القوة وسريعاً لتجديد أساطيلها المتهالكة. وقال عسكريون في سلاح الجو إن حربي العراق وأفغانستان، وعلى مدى سبع أعوام، أنهكت على نحو خطير، الأسراب الجوية من طائرات مقاتلة وقاذفات وناقلات شحن وتلك الهجومية، وطالبوا ببدائل حديثة ومكلفة على وجه السرعة. وأوضح مدير التخطيط الإستراتيجية بسلاح الجو الأمريكي العميد بول سيلفا أن القوة بحاجة إلى ضخ 20 مليار دولار إضافية سنوياً، وعلى مدى خمسة أعوام، بالإضافة إلى موازنة بنحو 137 مليار دولار للعام 2009، عوضاً عن 117 مليار دولار التي اقترحتها إدارة الرئيس جورج بوش. وذكر سيلفا إن مقاتلات F-15 وF-16، العاملة حالياً، تعدت عمرها الافتراضي المحدد بـ4 آلاف ساعة طيران، إلى 8 آلاف. ودفعت حادثة تحطم طائرة من طراز F-15 أثناء رحلة تدريبة في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، بقيادات السلاح إلى وقف أكثر من 400 طائرة من هذا النوع، من الطيران. وتشكك القيادات العسكرية في إمكانية تخصيص موازنات عالية لتحديث القوة، برغم التوقعات بتعزيز الكونغرس لميزانية العام المقبل، إلا أنها لن ترتقي لمطالب سلاح الجو. وقال دوف زاكيم، الموظف السابق في البنتاغون: "سلاح الجو سيواجه ازمة رئيسية لعجزه عن شراء كافة احتياجاته العاجلة.. وهذا سيجبرنا على إعادة التفكير حول إستراتجيتنا المطلوبة وما يمكن الاستغناء عنه." ومن جانبه عقب ستيف كوسياك، من "مركز تقييم الموازنات والإستراتيجية" في واشنطن بأن سلاح الجو الأمريكي يلعب دوراً في الأزمة التي يواجهها. وذكر كوسياك أن تكلفة مقاتلات F-22 Raptor وF-35 Lightning، الجديدة التي ستنضم لدعم سربي F-15 Eagle وF-16 Falcon، مما يقتطع شريحة كبيرة من موازنة الدفاع. وأشار "إنها كاستبدال سيارة تويوتا بأخرى مرسيدس." وتلقى سلاح الجو الأمريكي إضافات حديثة إلى أسطوله في منتصف التسعينات منها القاذفة الشبح B-2 وC-17 Globemstar لعمليات الرفع الجوي، وCV-22، التي تقلع عامودياً مثل المروحيات. كما خصص ما بين 30 مليار دولار إلى 40 مليار دولار، على مدى 15 عاماً المقبلة، لشراء طائرات صهاريج لإعادة التزويد بالوقود، ستطرح للخدمة عام 2013. هذا وقد أكدت تقارير عسكرية أمريكية وجود خلل فاضح في شبكة الدفاع الجوي الأمريكي المحلي في الوقت الحالي، بسبب نقص الطائرات المقاتلة المخولة القيام بالمهام العسكرية، وذلك بسبب تجميد عمل كامل أسطول الطائرات من طراز F-15، مما يجبر واشنطن على الاستعانة ببعض حلفائها لضمان أمنها. وتقول التقارير أن القوات الأمريكية في ألاسكا تستعين حالياً بالجيش الكندي لمساعدتها، فيما يؤكد خبراء أن الفترة الحالية تشهد حدثاً غير مسبوق في التاريخ العسكري الأمريكي، وذلك باعتماد سلاح الجو كلياً على طراز واحد من الطائرات هو F-16. وتأتي هذه التطورات الأمنية الأمريكي بعد وقف كافة طلعات طائرات F-15 منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، وذلك بعدما تعرضت إحدى الطائرات من هذا الطراز إلى حادث، تفككت خلاله في الجو أثناء طيرانها، قبل أن تتحطم في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني. وتتسق تلك المخاوف مع تحذير مسؤول عسكري أمريكي بارز من تنامي قوة الصين العسكرية مقابل الأمريكية الآخذة في التراجع، جراء الحرب في العراق، التي أثرت بشكل سلبي على جهوزية القوات وترسانة العتاد العسكري الأمريكي. وقال الجنرال بروس رايت، قائد القوات الأمريكية في اليابان، في سبتمبر/أيلول الماضي، إن العراق استنزف الموارد المخصصة لاستبدال أو تحديث سلاح الجو، وأوضح أن العمليات العسكرية هناك تستهلك الطاقة العملياتية القصوى للأسراب المقاتلة. وفي المقابل، عززت الصين أجواءها بأحدث المقاتلات العسكرية الروسية من طراز "سوخوي 27" Su-27 و"سوخوي 30" Su-30، بجانب الطائرات المصنعة محلياً من طراز "جاي 10" J-10، التي تعتبر إحدى الطائرات المقاتلة الأكثر تطوراً في العالم. |