 | | رحلات CIA نقلت المشتبهين إلى غوانتانامو عبر دول أوروبية |
لندن، بريطانيا (CNN)-- أقرت وزارة الخارجية البريطانية الخميس، بأن الرحلات السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، الخاصة بنقل "إرهابيين مشتبهين" إلى دول تسمح بتعذيبهم، استخدمت قواعد بريطانية. ورغم ما ذكره مسؤولون بريطانيون في وقت سابق من أن بريطانيا لم يكن لها دور في البرنامج السري للوكالة الأمريكية، فقد أعلن وزير الخارجية، ديفيد ميليباند، أن اثنتين من تلك الرحلات حطت في قاعدة "دييغو غارسيا" البريطانية بالمحيط الهندي. وقال ميليباند، أمام مجلس العموم، إن الطائرتين وكانت كلاهما تقل أحد المشتبهين على حدة، استخدمتا "دييغو غارسيا"، فيما يُعد أول اعتراف من جانب لندن باستخدام CIA لأراض بريطانية ضمن برنامجها السري لنقل "إرهابيين مشتبهين." وأضاف وزير الخارجية البريطاني أن هذا الاعتراف باستخدام وكالة الاستخبارات الأمريكية لأراض بريطانية في رحلاتها السرية، التي أثارت جدلاً واسعاً في أوروبا، يأتي في ضوء "معلومات جديدة" حصلت عليها لندن مؤخراً من واشنطن. وقال ميليباند: "إنني في الحقيقة أشعر بأسف عميق، لوقوفي هنا الوم بمجلس العموم، للإقرار بأن البيانات السابقة حول تلك القضية، بحاجة إلى تصحيح"، في إشارة إلى تقارير سابقة نفت ضلوع لندن ببرنامج CIA السري. ولكن وزير الخارجية البريطاني أشار إلى أن المعلومات الجديدة، التي كشفت عنها الإدارة الأمريكية مؤخراً، أكدت أن الطائرتين توقفتا على الجزيرة للتزود بالوقود، وأن المعتقلين اللذين كانا على متنهما لم يغادرا مكانيهما على الإطلاق. ومن جانبه، أكد مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، مايكل هايدن، هبوط طائرتين من الطائرات التي استخدمتها CIA لنقل "الإرهابيين المشتبهين"، في جزيرة دييغو غارسيا للتزود بالوقود، خلال العام 2002. وقال هايدن لموظفي وكالته الخميس، إن التقارير السابقة التي تسلمتها السلطات البريطانية بشأن تلك القضية، والتي نفت استخدام تلك الطائرات للمجال الجوي البريطاني أو الأراضي البريطانية، كانت تحتوي على "معلومات مغلوطة." يذكر أن الحكومة البريطانية كانت أشارت في وقت سابق من العام 2006، إلى توقف طائرات خاصة، تعتقد الأحزاب البريطانية إنها تدخل في إطار برنامج CIA لنقل المشتبهين بالإرهاب إلى دول تسمح بتعذيبهم، في حقول جوية عسكرية، دون أن تؤكد أن هذه الطائرات كانت تقل "إرهابيين مشتبهين." وقال وزير القوات المسلحة البريطانية آنذاك، آدم إينغرام، للبرلمان، إن طائرتين أمريكيتين قامتا بـ14 رحلة، وتوقفت في ثلاث حقول جوية تابعة للجيش البريطاني، هي "نورتهولت"، و"بريز نورتون"، و"لينام"، خلال الفترة من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2002 ومايو/ أيار عام 2004. وكانت العديد من الدول الأوروبية قد طلبت من الولايات المتحدة تقديم "توضيحات" بشأن قضية "السجون الطائرة"، التي كشفت عنها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أواخر العام 2005. وفي وقت لاحق من العام نفسه، أبدت الإدارة الأمريكية استعدادها للإدلاء بتوضيحات حول قضية السجون السرية في أوروبا، تلبية لمطالب رسمية مقدمة من الاتحاد الأوروبي. وفي أبريل/ نيسان من العام 2006، كشفت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، أن CIA استخدمت شركات طيران خاصة وشركات أخرى كواجهات، كما استخدمت أحياناً المجال الجوي الأوروبي، لاعتقال أو نقل مشتبهين بالإرهاب، إلى مواقع سرية أو نقلهم إلى دول تتغاضى عن التعذيب. واتهمت المنظمة الحقوقية في تقريرها "أسفل الرادار: الرحلات السرية للتعذيب والاختفاء"، الوكالة الأمريكية بممارسة سياسة "التسليم"، وهي ما تعني ترحيل أشخاص بصورة غير مشروعة من دولة إلى أخرى لتفادي رقابة قضائية وإدارية. | 
