| سيطرت المليشيات المتشددة على الوادي الذي عرف سابقاً بـ''سويسرا آسيا'' |
أوشراي سار، باكستان (CNN) -- أشار الجيش الباكستاني الثلاثاء إلى بسط سيطرته على وادي سوات، الذي هيمنت عليه مليشيات "طالبان الباكستانية" بقيادة الزعيم فضل الله. وقال الناطق باسم الجيش، الجنرال أطهر عباس، إن القوات الحكومية دحرت العناصر المتشددة من الوادي، باستثناء بعض الجيوب الجبلية التي لجأت إليها تلك المليشيات. وأضاف قائلاً: "تم تمشيط نحو 90 في المائة من المنطقة.. ولجأ المتشددون إلى المناطق المرتفعة، ونأمل استردادها قريباً"، نقلاً عن الأسوشيتد برس. وكان الجيش الباكستاني قد بدأ في نوفمبر/تشرين الثاني أكبر عملية عسكرية، منذ إلقاء حكومة باكستان بثقلها خلف الحرب التي تقودها الإدارة الأمريكية لمكافحة الإرهاب منذ ست سنوات. ورافق الجيش الباكستاني مجموعة صحفيين في جولة بالجو الاثنين في ثلاثة مواقع بالمرتفعات الجبلية لمشاهدة المنطقة التي استردها أكثر من 10 آلاف جندي. وذكر قائد العمليات العسكرية بالجيش الباكستاني الجنرال ناصر جانجوا أن القوات البرية المدعومة بالمروحيات القتالية والآليات الثقيلة استولت على مواقع مهمة في المنطقة كما لاحقت المليشيات المندحرة. وأوضح أن العملية خلفت 11 جندياً قتيلاً بجانب مصرع 19 مدنياً و230 مسلحاً، مشيراً إلى إحراز الجيش تقدم ضئيل في ملاحقة قياديي الحركة، من بينهم فضل الله، والذين يعتقد باختبائهم في "سوات"، أو المنطقة القبلية المجاورة لحدود أفغانستان. ورفع فضل الله، الذي يقود فصيلا متشددا محظورا وأرسل تعزيزات إلى حركة طالبان إبان الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، السلاح ضد إسلام أباد في يوليو/تموز الماضي داعياً إلى "الجهاد" ضد حكومة الرئيس برويز مشرف. واستخدم الآلاف من أنصاره للاستيلاء على القرى المجاورة ودحر القوات النظامية ورفع لافتات على مراكز الشرطة السابقة تقول "مراكز طالبان." وسيطر على معظم سكان المنطقة في الوادي الذي وصف سابقاً بأنه "سويسرا آسيا"، وأغلق مدارس البنات كما أقام الحد على معارضيه. وكانت الحكومة الباكستانية قد زجت في نوفمبر/تشرين الأول الماضي بـ2500 جندي إضافي إلى "سوات" للتصدي لأنصار فضل الله، الذي بدأ حملة للدعوة لنظام متشدد على غرار حركة طالبان في أفغانستان. وكان الرئيس الباكستاني قد توعد الصيف الفائت بمحاربة التشدد وملاحقة عناصره المسلحة أينما كانوا، وهدد قائلاً "سنقضي عليهم في كافة أنحاء البلاد." وتواجه باكستان اتهامات أمريكية بالسماح للقاعدة وطالبان بالتقاط انفاسهما وإعادة تجميع صفوفهما، بعد سحب جانب من قواتها من المنطقة بموجب اتفاق سلام أبرم في سبتمبر/أيلول عام 2006، مقابل موافقة زعماء القبائل عدم إيواء العناصر الإرهابية. وكانت المليشيات المسلحة قد أعلنت في وقت سابق من العام الماضي عدم التزامها بالاتفاق. وعزت واشنطن تصاعد الهجمات عبر الحدود على القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان، إلى الهدنة التي أتاحها الاتفاق مع إسلام أباد مما سمح للميشيات المسلحة بالاستعداد والتدريب وتكديس السلاح. وتقول الاستخبارات الأمريكية إن تنظيم القاعدة أسس قاعدة "آمنة" له في وزيرستان، في مناطق الحدود المتاخمة لأفغانستان حيث تعتقد بتواجد أسامة بن لادن. |