| الانتخابات البرلمانية الأخيرة شهدت مواجهات بين قوات الأمن الروسية ومعارضين لبوتين |
موسكو، روسيا (CNN)-- أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا OSCE أنها لن توفد مبعوثيها إلى مراقبة الانتخابات الرئاسية في روسيا، قائلة إن موسكو "تضع العديد من القيود" أمام مراقبة دولية للانتخابات المقرر إجراؤها في الثاني من مارس/ أذار المقبل. وقال مدير مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع للمنظمة الأوروبية، كريستيان ستروهال، في تصريحات له الخميس: "لقد بذلنا كل جهودنا الممكنة لإرسال مبعوثينا إلى هذه المهمة، رغم الشروط التي وضعتها السلطات الروسية." وأضاف المسؤول الأوروبي قوله إن "القيود التي وضعتها روسيا الاتحادية، والتي تتضمن تحديد عدد أفراد المراقبين وأماكن عملهم، لم يكن بالإمكان قبولها، حيث لا يمكن إجراء عملية المراقبة المطلوبة نظراً لتلك القيود." وذكرت منظمة الأمن والتعاون الأوروبي أن القيود التي وضعتها موسكو على عمل أعضاء فريق المراقبة، تتضمن أيضاً عدم السماح بإرسال المراقبين إلى روسيا قبل أسبوعين من موعد الانتخابات، فيما تصر المنظمة على أن وصول مراقبيها مبكراً "أمر ضروري للتمكن من مراقبة الحملات الانتخابية." كما أشارت إلى أن موسكو رفضت زيارة مسبقة لوفد من المنظمة الأوروبية، خلال ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كان الهدف منها التحضير لمهمة فريق مراقبة الانتخابات الرئاسية، ولكنها سمحت الأسبوع الماضي فقط بدخول أعضاء اللجنة التحضيرية. من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا لن تسمح لمكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بفرض إرادته عليها فيما يتعلق بإرسال المراقبين إلى انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها الشهر المقبل. كما أكد الناطق باسم وزارة الخارجية، ميخائيل كامينين، أن مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، "لم يسع منذ البداية للاتفاق على أطر مقبولة للمراقبة، وأعد الأرضية التي تتيح له رفض المشاركة في متابعة الانتخابات الرئاسية في روسيا." وقال كامينين، في تصريحات نقلتها وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء، إن المكتب أطلع ممثله على مراسلاته الرسمية مع لجنة الانتخابات المركزية الروسية، قبل إطلاع الجهة المرسلة إليها، وأعلن أنه لن يرسل مراقبيه إلى روسيا إلا بعد موافقة الجانب الروسي على جميع مطالبه. وأعلنت موسكو مؤخراً، في ختام المباحثات مع وفد المكتب الأوروبي، موافقتها على استقبال مجموعة من المراقبين تتكون من 20 شخصاً في الثامن من فبراير/ شباط الجاري، على أن تستقبل بقية المراقبين الخمسين في 20 من الشهر نفسه، وهو ما رفضته اللجنة الأوروبية. وكان مراقبون تابعون لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية قد شككوا في وقت سابق بداية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بنزاهة الانتخابات البرلمانية الروسية، وقالوا، في تقرير قدموه إثر متابعة عمليات الاقتراع، إن "العملية الانتخابية لم تكن عادلة." وأشار الخبراء في تقريرهم إلى عدة خروقات شابت العملية الانتخابية، التي أسفرت عن فوز ساحق لحزب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "روسيا المتحدة"، ما يمهد الطريق أمامه للمحافظة على سيطرته على السلطة، حتى بعد انتهاء فترة ولايته الثانية كرئيس للبلاد. |