| الاتفاقية تمنح الدول الأعضاء حق الرقابة المتبادلة |
فيينا، النمسا (CNN)-- دعا الاتحاد الأوروبي الأربعاء الحكومة الإيرانية إلى التوقيع على اتفاقية تسمح برقابة دولية على منشآتها النووية، باعتبارها خطوة لا بد منها لضمان سلامة البرنامج النووي الإيراني وسلمية استخداماته، وقد تسمح بتخفيف التوتر الحالي بين طهران والغرب حيال هذا الملف. وطلبت سلوفينيا، التي ترأس الاتحاد الأوروبي حالياً، من طهران توقيع اتفاقية دولية تعرف باسم "السلامة النووية،" تتيح للدول الأعضاء طلب معلومات من بعضهم البعض تتناول سلامة المنشآت والمفاعلات، مشيرة إلى أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تبني مفاعلات نووية دون أن توقع الاتفاقية. ولا تجبر الاتفاقية الدول الموقعة على الإفصاح عمّا تمتلكه من معلومات، لكنها قد تفتح كوة جديدة في جدار الصراع بين طهران والولايات المتحدة التي تصر على أن النظام الإيراني يطور برنامجاً نووياً عسكرياً. ومن المقرر أن تفتتح إيران هذا العام مفاعل بوشهر النووي بمساعدة تكنولوجية روسية، ورغم أن المفاعل غير مخصص للنشاطات العسكرية، إلا أن واشنطن تعتبر المعلومات المتوفرة حوله ضئيلة. وجاءت الدعوة السلوفينية من خلال رسالة حصلت وكالة أسوشيتد برس على نسخة منها، وذلك على هامش مؤتمر "السلامة النووية." وقال مبعوث سلوفينيا إلى المؤتمر، توماس نيميك إن إيران: "هي الدولة الوحيدة التي تقوم ببناء مفاعل نووي دون أن توقع اتفاقية السلامة،" وبطبيعة الحال فقد غابت طهران عن المؤتمر لهذا السبب. وقال مصدر دبلوماسي يشارك في أعمال المؤتمر الذي يستمر حتى 25 أبريل/نيسان الجاري، إن طهران لم تبد عزمها الانضمام للاتفاقية. من جهته، رفض علي أصغر سلطانية، وهو ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تقوم برعاية المؤتمر التعليق على دعوة سلوفينيا أو على خطاب نيميك بحجة أنه "لم يطلع على مضمون الخطاب." وكذلك امتنعت بعثة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الوكالة عن التعليق. وكانت واشنطن وموسكو قد أعلنتا أن حصول طهران على الوقود النووي لتشغيل مفاعل بوشهر وغيره من المنشآن النووية من روسيا يشكل سبباً كافياً لها كي تكف عن تخصيب اليورانيوم، وهي العملية التي تثير شكوكاً دولية نظراً لتعدد وسائل استخدامها. ولكن طهران تشدد على أنها تقوم بتخصيب اليورانيوم بهدف تلبية حاجات مفاعل آخر موجود في مدينة درخوفين جنوب غربي البلاد. وفي هذا الإطار، كان طهران قد كشفت في العاشر من الشهر الجاري على لسان مسؤول بارز في برنامجها النووي أنها ستفتتح بعد أقل من عام مرفقاً نووياً جديدا مخصصاً لإنتاج اليورانيوم في أردكان، سيكون قادراً على إعداد ما يعرف بـ"الكعكة الصفراء" وهي مرحلة يتم خلالها تصفية اليورانيوم وتنقيته من الشوائب. وجاء الإعلان الإيراني من خلال حديث أدلى به نائب مدير وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، حسين فاغيهيان، الذي قال إن مرفق أردكان، وهي منطقة تقع وسط البلاد "سيفتتح قبل نهاية العام الجاري بالتقويم الفارسي" أي ما يوافق 20 مارس/آذار 2009. ويقوم المرفق بتحويل اليورانيوم الذي يستخرج من المناجم من وضعه الخام إلى وضع مركز وخال من الشوائب، يتخذ فيه اليورانيوم شكل "الكعكة" الصفراء اللون. ويتولى بعد ذلك مرفق أصفهان تحويل "الكعكة" إلى يورانيوم هكسفلورايد، وهو غاز يستخدم في تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى، وينقل بعدها الغاز إلى ناتنز حيث يحقن في أجهزة الطرد المركزية. |