 | | مسلمون إندونيسيون يحرقون علم انفصاليين مسيحيين من جزر الملوك |
جاكرتا، إندونيسيا(CNN)-- قضت محكمة إندونيسية بسجن زعيم انفصالي مدى الحياة لتلويحه بعلم حركة مسيحية في وجه رئيس البلاد العام الماضي. وأضاف مسؤول في قاعة المحكمة أنّ 19 شخصا آخر أدينوا بالخيانة وحكم عليهم بالسجن لفترات تتراوح بين 10 و20 سنة على خلفية المظاهرة التي استخدمت نفس العلم، ولم تشبها أعمال عنف. وتسبب الحادث في حرج كبير للرئيس سوسيلو بامبانغ يوذيونو حيث كان يرأس احتفالا أقامته الحكومة في مقاطعة جزر الملوك شرق البلاد، وهي المنطقة التي شهدت أحداث عنف بين المسلمين والمسيحيين بين 1999 و2002. وتظهر صرامة الأحكام الحساسية التي تتعامل بها إندونيسيا مع الحركات الانفصالية في الخليج الشاسع، كما من المتوقع أن تثير موجة انتقادات واسعة النطاق من قبل النشطين الحقوقيين. ويقول مراقبون إنّ الجماعة الانفصالية المعنية-التي تعرف اختصارا في إندونيسيا باسم RMS- ضئيلة الحجم ولا تحظى بشعبية واسعة كما أنها لا تؤمن بالعنف ولا تمثّل أي تهديد لسيطرة الحكومة المركزية. وقال المتحدث باسم المحكمة أمين سيافرودين إنّ زعيم الجماعة يوهان تيتيريزا، حكم عليه بالسجن المؤبد، الخميس، في مدينة أمبون، بعد إدانته بالخيانة. وقالت وكالة الأنباء "أنتارا" إنّ تيتيريزا بكى عند النطق بالحكم. وأسفرت المحاكمة-التي لم تحظ بتغطيو واسعة من وسائل الإعلام المحلية- عن سجن 19 عضوا آخر في الجماعة لمدد متفاوتة، وذلك في الجلسات التي امتدت على مدى الشهرين الماضيين، وفق المتحدث. ويشكل المسلمون غالبية السكان في إندونيسيا التي تضمّ أيضا أقلية مسيحية تتمركز في جزر الملوك والمناطق الشرقية من البلاد. وظهرت الجماعة في عقد الخمسينيات من القرن الماضي بعد أن استقلت إندونيسيا عن هولندا. وتلقت الجماعة، التي تتشكل في غالبيتها من مسيحيين غير أنها تضمّ أيضا أعضاء مسلمين، هزيمة عسكرية ففرّ زعماؤها إلى هولندا حيث شكلوا لفترة قصيرة حكومة في المنفى. وطوى النسيان الجماعة إلى أن أصبحت جزر الملوك مسرحا لأحداث عنف بين مسلمين ومسيحيين أدّت إلى مصرع قرابة تسعة آلاف شخص. وأضفى المسلمون صفة الانفصاليين على أعضاء الجماعة مما ساعدهم (المسلمين) في الحصول على شرعية لما يعدونهم قضيتهم داخل أوساط البلاد ذات الغالبية المسلمة قيادة وإعلاما. غير أنّ الكثير من المسيحيين في الإقليم يشددون على أنهم لا يريدون الانفصال عن البلاد. | 
