 | | القس الإنجيلي المثير للجدل |
واشنطن، الولايات المتحدة (CNN)-- اعتذر القس الأمريكي الإنجيلي، جون هاغي، الذي أعلن دعمه للسناتور الجمهوري جون ماكين في سباق انتخابات الرئاسة الأميركية، للكاثوليك الثلاثاء لانتقاده الكنيسة الكاثوليكية "ولتأكيده على الفصول المعتمة والسوداء في تاريخ علاقات الكاثوليك والبروتستانت باليهود." وكان دعم هاغي لجون ماكين قد جلب صرخات انتقاد عنيفة من جانب بعض قيادات الكنيسة الكاثوليكية الذين طالبوا المرشح الجمهوري التبرؤ من دعم القس الإنجيلي، الذي أسس حركة "المسيحيين المتحدين" من أجل إسرائيل. وكان المرشح الجمهوري ماكين قد صرح بأنه لا يوافق على بعض تعليقات هاغي السابقة، ولكنه لم يرفض دعمه له، وفقاً للأسوشيتد برس. ففي رسالة وجهها هافي، الواعظ الإنجيلي من تكساس، إلى رئيس الرابطة الكاثوليكية للحقوق المدنية والدينية، ويليام دونوهيو قال هاغي: "من منطلق الرغبة في تحقيق تقدم أكبر في الوحدة بين الكاثوليك والإنجيليين لما فيه الصالح العام، فإنني أود أن أعبر عن اعتذاري وأسفي العميق لأي تصريحات يجدها الكاثوليك مؤذية ومسيئة لهم." وكان دونوهيو، الذي يعدّ من أكبر منتقدي هاغي وأكثرهم حدة، قد وافق على قبول اعتذار هاغي ويسعى لعقد لقاء معه الخميس في مدينة نيويورك. وقال دونوهيو في مقابلة معه: "حصلت على ما أريد.. لقد رأى الضوء كما يقولون، لذلك فقد انتهى كل شيء بالنسبة لي." وكان الخلاف قد هدد مسيرة جون ماكين في حملته الانتخابية، فقد عرض موقفه مع الناخبين الكاثوليك للأذى والضرر. وجاءت الرسالة للزعيم الديني الكاثوليكي بعد أن تناول هاغي الجمعة الطعام في أحد المطاعم الفرنسية بوسط واشنطن العاصمة مع 22 ناشطاً دينياً متنفذاً، وجلهم من الكاثوليك تقريباً. وكان هاغي قد تحدث عن الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش باعتبارها دليلاً على معاداة السامية عند الكنيسة الكاثوليكية، وألمح إلى أن معاداة السامية الكاثوليكية هي التي شكلت آراء هتلر حول اليهود. وكتب هاغي: "لشدة معارضتي لمعاداة السامية والتعصب الأعمى بكافة أشكاله البشعة، فإنني غالباً ما أؤكد على الصفحات السوداء في تاريخ العلاقات الكاثوليكية والبروتستانتية مع اليهود.. وخلال ذلك، فإنني أكون قد ساهمت بإعطاء انطباع خاطئ بأن العنف المعادي لليهود الذي ارتكبه الصليبيون ومحاكم التفتيش التي شكلتها الكنيسة الكاثوليكية، ولكن الأمر ليس كذلك." وكان هاغي كثيراً ما أشار إلى الكاثوليكية بوصفها "الكنيسة المرتدة عن العقيدة" و"العاهرة الكبيرة". وفي رسالته إلى دونوهيو قال هاغي إنه يفهم الآن بصورة أفضل أن استخدامه لهذه الأوصاف، والتي استقاها من سفر الرؤيا عبارة عن "أداة بلاغية لطالما تم توظيفها في الأدبيات المعادية للكاثوليكية." وعندما أعلن هاغي تأييده ودعمه لماكين في فبراير/شباط الماضي، طالب القادة والزعماء الكاثوليك ماكين بالتبرؤ منه، غير أن ماكين رحب بتأييد هاغي له في مسعاه للوصول إلى الناخبين المتدينين وذلك من خلال تأمين تأييد المسيحيين المحافظين، غير أن أجبر لاحقاً على الابتعاد قليلاً عن هاغي. وقال ماكين في مقابلة تلفزيونية في إبريل/نيسان الماضي مع قناة ABC: "بالطبع، أنا أدين أي تعليقات وتصريحات حول الكنيسة الكاثوليكية." وبعد رسالة الاعتذار من هاغي للكاثوليك، قال ماكين إن اعتذار القس الإنجيلي "مساعد للغاية. فعندما يعتذر أحدهم لشيء خاطئ ارتكبه، فإنني أعتقد أن هذا هو الأمر الصواب"، نافياً أن يكون له دور في رسالة الاعتذار. | 
