| إعصار ''نرجس'' دمر البنية التحتية في ميانمار |
يانغون، ميانمار (CNN)-- كشفت أكبر دبلوماسية أمريكية في ميانمار عن أن عدد قتلى إعصار "نرجس"، الذي ضرب الدولة الآسيوية بداية الأسبوع الجاري، قد يرتفع إلى أكثر من مائة ألف قتيل، في الوقت الذي ما زالت فيه حكومة ميانمار العسكرية ترفض دخول المساعدات الإنسانية لإغاثة ملايين المشردين. وقالت القائمة بالأعمال الأمريكية في يانغون، شاري فيلاروسا: "المعلومات الواردة إلينا تفيد بأن ما يزيد على مائة ألف قتيل سقطوا نتيجة الإعصار"، مشيرة إلى أن الإعصار "نرجس" تسبب أيضاً في تدمير نحو 90 في المائة من البنية الأساسية في الدولة التي تُعرف أيضاً باسم "بورما." وأشارت فيلاروسا، في تصريحات عبر الهاتف، إلى أن الحكومة العسكرية في ميانمار تعطي تقديرات ربما تكون غير صحيحة فيما يتعلق بضحايا الإعصار، موضحة أن السلطات البورمية قدرت عدد القتلى في أكثر المناطق كثافة سكانية بما يترواح بين 600 و700 قتيل. إلى ذلك، دعت فرنسا مجلس الأمن الدولي الأربعاء، إلى إلزام المجلس العسكري الحاكم في ميانمار "الجونتا"، إلى السماح بدخول المساعدات الدولية لإنقاذ ملايين المشردين الذي خلفهم الإعصار، إلا أن الاقتراح الفرنسي واجه معارضة من كل من الصين وفيتنام وبعض الدول الأخرى الأعضاء بالمجلس. وعقد مجلس الأمن جلسة مغلقة "غير رسمية" الأربعاء، لمناقشة تداعيات الوضع في ميانمار، بعد إعصار "نرجس" الإستوائي المدمر، الذي تقول السلطات الرسمية في يانغون إنه تسبب في مقتل نحو 22 ألف شخص، فضلاً عن فقد حوالي 41 ألف آخرين. وكانت الأمم المتحدة قد دعت حكومة ميانمار العسكرية، في وقت سابق الأربعاء، إلى السماح بدخول مساعدات دولية للناجين من الإعصار، الذي ضرب البلاد بداية الأسبوع الجاري، وخلف ملايين المشردين. وفيما شكت العديد من وكالات الإغاثة الدولية من عدم سماح "الجونتا" بدخول قوافل الإغاثة إلى البلاد، فقد ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة أن حكومة ميانمار وافقت مؤخراً على دخول طائرة مساعدات تابعة للمنظمة الأممية. وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إن ما يصل إلى مليون شخص فقدوا مساكنهم جراء الإعصار الاستوائي المدمر، الذي تسبب في تدمير شبه كامل للعديد من القرى، وبمناطق زراعة الأرز، المحصول الرئيسي في الدولة الواقعة بجنوب شرق آسيا، والتي تُعرف أيضاً باسم "بورما." وأعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جون هولمز، استعداد المنظمة الدولية إلى تقديم "منحة مبدئية" من الصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ إلى حكومة ميانمار العسكرية، لتسهيل توفير المساعدات للناجين من الإعصار، الذي ضرب البلاد يومي السبت والأحد الماضيين. كما قالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف، إليزابيث بيرز، إن الأمم المتحدة "مستعدة لتخصيص مبلغ كبير من الصندوق، لجهود المساعدات في ميانمار، عندما تتضح الصورة عن أكثر الحاجات إلحاحاً هناك"، وفقاً لما نقلت إذاعة الأمم المتحدة. وفيما أكدت بيرز أن وكالات الأمم المتحدة ستقوم بإعلان "نداء عاجل"، لتقديم المساعدات إلى ميانمار، بعد الانتهاء من التقييم الأولي للأضرار، فقد ذكرت أن فريقاً تابعا للأمم المتحدة للتقييم والتنسيق، موجود حالياً في العاصمة التايلاندية بانكوك، بانتظار صدور التأشيرات اللازمة لأعضائه الخمسة للتوجه إلى ميانمار. وكانت السلطات في ميانمار قد أعلنت مناطق "يانغون"، و"إيراوادي"، و"باغو"، و"مون"، "وكاين" مناطق منكوبة، حيث يقدر عدد السكان في هذه المناطق بنحو 24 مليون شخص. وذكرت تقارير سابقة أن المجلس الحاكم أطلق، في وقت سابق الثلاثاء، "نداء استغاثة" طلباً للمساعدات الدولية، بسبب تزايد عدد الضحايا، إلا أن تقارير أخرى تحدثت عن صعوبة وصول هذه المساعدات إلى الناجين من الإعصار، بسبب عدم سماح السلطات البورمية منح موظفي وكالات الإغاثة تأشيرة لدخول البلاد. من جانبه، دعا الرئيس الأمريكي جورج بوش، في وقت سابق الثلاثاء، حكومة ميانمار إلى السماح للولايات المتحدة بتقديم المساعدة في تخفيف أثار الكارثة، رغم التوتر بين البلدين، بسبب الانتقادات المتكررة التي دابت الإدارة الأمريكية على توجيهها إلى مجلس "الجونتا" في يانغون. جاءت هذه الدعوة من جانب الرئيس الأمريكي بعد قليل من انتقادات حادة وجهتها زوجته، لورا بوش، لحكومة الدولة الآسيوية، لعدم تحذيرها مسبقاً من الإعصار "نرجس"، مشيرة إلى أنه "مثال آخر على إخفاقه (الجونتا) في تلبية احتياجات مواطنيه الأساسية".(التفاصيل) |