| فساد كبير بأفغانستان يقابله مطالب بمساعدات دولية |
كابول، أفغانستان (CNN)-- أقرت القوات الدولية العاملة في أفغانستان الأربعاء بمسؤوليتها عن مقتل أربعة مدنيين أفغان، بينهم طفل الثلاثاء، وذلك خلال مواجهات مسلحة خاضتها وحدات تابعة لها مع عناصر متشددة، أدت أيضاً إلى مقتل عدة مسلحين. بالمقابل، قال مصدر واسع الإطلاع في وزارة الخارجية الأمريكية لشبكة CNN، إن واشنطن ستلتزم بتقديم أكثر من عشرة مليارات دولار للموازنة الأفغانية، رغم "الإحباط" الذي تشعر به تجاه إدارة الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي. وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن الإدارة الأمريكية ستقدم التعهّد خلال مؤتمر للدول المانحة، يُعقد الخميس في باريس، حيث من المتوقع أن تقدم 60 دولة تبرعات تصل إلى قرابة 15 مليار دولار، تُخصص لإعادة إعمار أفغانستان. وتكمن عوامل "الإحباط" الأمريكي من كرزاي في واقع أن حكومته ما تزال تصارع لنشر نفوذها الأمني في أرجاء البلاد، رغم وجود 65 ألف جندي دولي على أراضيها لمساعدتها منذ عام 2001. ومن المتوقع أن يطلب كرزاي خلال المؤتمر 50 مليار دولار من الدول المانحة على امتداد السنوات الخمس المقبلة، وذلك بهدف تحقيق استراتيجية تنموية، لكن أوساط الدوائر الأمريكية توقعت بأن يقابل المجتمع الدولي الطلب بدعوة كابول إلى تحسين مشاريع البنية التحتية، ومحاربة الفساد. ويأتي هذه الجدل بعد أيام من إصدار البنك الدولي بياناً شديد اللهجة ضد الفساد في أفغانستان، قال خلاله إن تقاعس الحكومة عن التصدي للظاهرة يوحي بأنها "تتجاهل المشكلة أو تتسامح حيالها." مقتل ثلاث نساء وطفل في باكتيا وبالعودة إلى الأوضاع الأمنية في أفغانستان، فقد أقرّت القوات الدولية بمسؤوليتها عن مقتل أربعة مدنيين أفغان، بينهم طفل، وذلك في مواجهات مع مسلحين الثلاثاء. وقال بيان للقوات الدولية، إن وحدات تابعة لها كانت تجري عمليات تفتيش على مجمّع، يعتقد أنه كان يأوي مطلوبين "عندما تعرضت لإطلاق نار" فردت بالمثل، الأمر الذي تسبب بمقتل عدد من المسلحين، بينهم امرأة كانت "ضمن المجموعة أو في الجوار"، على حد تعبير البيان. وأضافت القوات الدولية أن مسلحين كانوا يتحصنون في إحدى الغرف أطلقوا النار بدورهم على القوات الدولية التي اقتحمت الموقع "متسببة بجرح ثلاث نساء وطفل"، لم ينج منهم سوى امرأة واحدة، فيما قضى الآخرون متأثرين بجراحهم. وأسفرت عمليات التفتيش في المجمع الواقع في منطقة ماتا خان التابعة لولاية باكتيا، عن اعتقال 12 مسلحاً ومصادرة عدة قاذفات صواريخ ومواد مخصصة لصنع عبوات ناسفة. وتباينت الأرقام التي قدمتها السلطات الأفغانية عن الحادث مع ما كشفت عنه القوات الدولية، فقد قال خالد فاروقي، وهو أحد نواب باكتيا، إن العملية أسفرت عن مقتل 33 شخصاَ، جميعهم من المدنيين، واتهم القوات الدولية بقتل رجل دين كان يقوم بالإمامة. أما وزارة الداخلية الأفغانية فقد رصدت مقتل 31 شخصا، قالت إن "معظمهم" من المدنيين. |