(CNN) -- الزميل جون دفتريوس، معد ومقدم برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" الجديد يقوم بتسجيل انطباعاته ومشاهداته أسبوعياً، ويطرح من خلالها، وبلغة مبسطة، رؤيته لاقتصاد المنطقة، انطلاقاً من خبرته الطويلة في عالم الصحافة الاقتصادية.
وفي هذا الأسبوع، يكتب جون زاويته حول تأثير العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة على اقتصاد الأراضي الفلسطينية.
في مجال عملنا، عادة ما نبحث عن أفضل الطرق لكتابة الخبر، ونستخدم أفضل الصور المعبرة عن الموضوع، ونجمع أكثر الكلمات تعبيراً عن فكرتنا.
إلا أن الموضوع المتعلق بغزة، والأراضي الفلسطينية عموماً، عادة ما نرى فيه ذات النتائج المريعة.. ففي ليلة رأس السنة للعام الجديد، شاهدنا صور الأطفال الجرحى الذي يتم نقلهم على عجل إلى المستشفى، وأطفال آخرين يعيشون هول صدمة الهجوم، وجميعها لم تبعث على الأمل أبداً فيما يتعلق بموضوع السلام في الشرق الأوسط.
فقبل عام واحد، اجتمعت الأطراف المشاركة في هذا الصراع في أنابوليس، وطالب الطرف الفلسطيني بدفع مبلغ 7.7 مليار دولار لإعادة البناء والتطوير، وبصرف النظر عن الطريقة التي تنظر بها نحو هذا الأمر، فإن 7.7 مليار دولار هي مبلغ كبير جداً بالنسبة لثلاثة ملايين شخص يعيشون على الأراضي الفلسطينية.
إلا أن السلطة الفلسطينية قدمت وعودا بالتأسيس لاقتصاد فلسطيني قوي، والابتعاد عن أي شكل من أشكال الفساد.
وحتى الأيام التي سبقت الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، عمل رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، ورئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض، على خطة ستؤدي في أحسن الظروف إلى استثمارات كبيرة ووظائف كثيرة.
إلا أن الهجوم الأخير على غزة أظهر أن الأمر لا يتعلق فقط بالقتلى والجرحى، بل أن هناك نسبة بطالة تصل إلى 30 في المائة في قطاع غزة، و20 في المائة في الضفة الغربية.
وتقول كلير سبنسر من معهد "شاذام هاوس" في لندن، إنه لطالما تم ربط "حماس" بالإرهاب من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية، فسنلاحظ وجود اقتصادين على الأراضي الفلسطينية، أحدهما اقتصاد لا يتغير وينعزل عن كل العالم في قطاع غزة، والآخر اقتصاد يخضع لنقاط التفتيش والمستوطنات في الضفة الغربية.
والاختلاف الأبرز بينهما بالتأكيد هو أن السلطة الفلسطينية تتحكم بالمساعدات المالية.
ومن جانبهما، حصل محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وسلام فياض، على دعم العالم أجمع، حيث ظهر ذلك جلياً في أول مؤتمر استثماري فلسطيني، الذي أقيم في ربيع 2008 بالقدس الشرقية، ولا يخفى على أحد الحماس الذي طغى على أجواء هذا الاجتماع.
وأحد أبرز الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في هذا الاجتماع هو إقامة عدد من الدول النفطية العربية عدة مشاريع في الضفة الغربية، كالسعودية وقطر مثلاً، التي أعلنت عن مشاريع بقيمة 500 مليون دولار، ولعلي أشعر بالفضول لمعرفة ما إذا كانت هذه المشاريع سترى النور في يوم من الأيام.
من جهة أخرى، لا يمكن أن يخطر في بال أحد أن يكون التوقيت الإسرائيلي للهجوم على غزة صدفة، فقد تكون إسرائيل قد اختارت هذا التوقيت قبل استلام أوباما الرئاسة في الولايات المتحدة، لتزيد عليه نكبة إضافية غير تلك المتعلقة بالاقتصاد العالمي.
منذ منتصف عام 2007، كان الهم الأساسي للعالم عزل قطاع غزة عن العالم ما دام تحت سلطة "حماس"، إلا أن ما نراه الآن أثبت أن جميع الخطط العالمية لم تفشل فقط في إعادة السلام إلى المنطقة، بل فشلت أيضاً في رفع آمال شعوب غزة والضفة الغربية.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.