الزميل جون دفتريوس، معد ومقدم برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" يقوم بتسجيل انطباعاته ومشاهداته أسبوعياً، ويطرح من خلالها، وبلغة مبسطة، رؤيته لاقتصاد المنطقة، انطلاقاً من خبرته الطويلة في عالم الصحافة الاقتصادية.
يقول مثل قديم "التوقيت هو كل شيء"، وصدق هذا المثل وبقوة في وقتنا الراهن مع إعلان حكومة دبي عن تجميد دفعات شركة دبي العالمية لمدة نصف عام.
ويكمن السر في توقيته، إذ جاء قبيل عطلة عيد الأضحى في المنطقة، والتي تترافق مع عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولمزيد من الإثارة، نجحت دبي، وفي اليوم ذاته بجمع مبلغ 5 مليارات دولار من مصرفين في أبو ظبي تابعين للحكومة.
ولعل هذا الأمر أثار عجب المستثمرين، فقد تحدثتُ إلى عدد من مدراء الصناديق ومصرفيين لديهم استثمارات في الإمارات، وكما هي معظم السياسات في المنطقة، يوجد أكثر مما تراه العين.
فقد قال مدير أحد الصناديق، إن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يلعب دوراً صعباً وهو "يلقن فتيانه درساً"، وكلمة "فتيانه" تشير إلى أناس معروفين بكونهم مقربين منه وأقوياء عملوا على إنشاء مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية خلال العقدين الماضيين.
لقد كان أسبوعاً حافلاً بالنسبة لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، إذ أقال الشيخ محمد أعضاء من مجلس إدارة مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، كما أزاح رئيس مركز دبي المالي العالمي، الذي نال الاحترام وعمل كنائب لمحافظ المصرف المركزي في الإمارات العربية المتحدة.
وكان من بين أعضاء مجلس الإدارة السابق سلطان بن سليم، رئيس دبي العالمية وذراعها العقارية شركة نخيل.
وأنا متأكد من أن هذه الخطوات لم تكن سهلة على حاكم دبي، حيث أنه طالما ارتبط تطور دبي السريع بمشروع النخلة وتطوير عقارات دبي العالمية.
وأنا متأكد من أننا جميعاً شاهدنا صور تلك المشاريع على "غوغل إيرث" مرات لا حصر لها، وكانت دبي العالمية هي وراء المستوى الرفيع من الأداء في واشنطن أثناء الاستحواذ على موانئ P&O الأمريكية.
ويعتقدُ العديد ممن تحدثت إليهم بأن دبي العالمية تركت وحيدة لسبب وجيه، حيث أن 59 مليار دولار من أصل 80 مليار دولار تأتي تحت مظلتها.
وفي الواقع، يعتقد آخرون ممن هم في الدائرة القريبة من الشيخ محمد أنه كان ينبغي على دبي العالمية أن تنظف صفحتها، كما يفعل الآخرون عندما يطلب منهم ذلك. وهذه المهمة هي قيد التنفيذ حالياً بمساعدة مؤسسة التدقيق "ديلوتي".
والتساؤل الآخر الذي بدأ يطرح نفسه بين المستثمرين الدوليين، هو مستوى قوة الشخصيات البديلة بالنسبة للشيخ محمد أو من يُكلف بالمسؤولية خلال هذه الهزّة، ويأتي في مقدمة الأسماء اليوم محمد إبراهيم الشيباني، مدير ديوان حاكم دبي، وأحمد حميد الطاير محافظ مركز دبي المالي العالمي الجديد.
ولقد كان كليهما من بين أعضاء الوفد المرافق للشيخ محمد أثناء زيارته هذا الأسبوع إلى لندن، ويبدو أن تعينهما في مراكزهما لقي صدىً إيجابياً وفقاً لمصرفيين ومستثمرين تحدثت إليهم.
ويوجد شعور بالسخرية عما نتج من أحداث جرت خلال فترة زمنية لا تتجاوز الأسبوع.
فقد هنّأ غوردن براون، رئيس الوزراء البريطاني في اجتماعه الثنائي حاكم دبي على الإجراءات التي اتخذها كاستجابة لتحديات الديون. وهذا شيء يدركه جيداً رئيس الوزراء البريطاني، لأن دين الحكومة في المملكة المتحدة ارتفع ليصل إلى 12 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
هذه الإيماءة بالرضا جاءت قبل إعلان دبي عن اتفاقية تجميد الديون، والتي تركت المستثمر حائرا ويتساءل عمّا سيحدث بعد ذلك.
وقال أحد الاقتصاديين الإقليميين " إنها خيبة أمل" لقد ذللت مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية كل العقبات من مسار التعافي والانتعاش، لكن يبدو أنها قد تعثّرت في هذه.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.