المنامة، البحرين (CNN)-- يبدو أن الأزمة المالية لن تكون وحدها مصدر قلق بالنسبة لدول الخليج، فهناك أيضاً "أزمة الغذاء"، التي بدأت تفرض نفسها على المنطقة، حيث شهدت العديد من الأسواق الخليجية العام الماضي، على سبيل المثال، نقصاً حاداً في أهم الاحتياجات الغذائية للإنسان، ومنها الخبز.
فهنا في البحرين مثلاً، تمتلئ الأسواق بأنواع الأطعمة المستوردة من الخارج.
يقول أجي فاشي، رئيس الهيئة الدولية للمنتجين الزراعيين: "هناك العديد من الدول في الشرق الأسط التي تحتاج إلى التوقف وإعادة التفكير حول مصادر الحصول على الغذاء، وهو ما أعتقد أنه بحاجة إلى برنامج جديد في التغذية ومعالجة الغذاء."
ومن ناحيته، سعى وزير التجارة المصري رشيد محمد رشيد، إلى البحث عالمياً عن مصادر للقمح، ومنها زيارة دول في آسيا الوسطى بالإضافة إلى روسيا، في محاولة لسد االاحتياجات التي تبلغ ستة مليون طن سنوياً.
وفي هذا الصدد، يقول الوزير المصري: "نحن جميعاً نعلم أن مصر بحاجة إلى هذه الكمية سنوياً، إلا أن فكرة عدم توافر هذه الكمية حول العالم، يجعل من الأمر مثيراً للقلق."
إلا أن دولا أخرى، كالسعودية وقطر مثلاً، فضلت استعمال عائدات النفط لاستغلال أراض زراعية في دول أفريقية منها: السودان وأوغندا وزامبيا وإثيوبيا وكينيا، لزراعتها والحصول على الغذاء اللازم، وهو ما أثار الجدل في كون هذا الاستغلال يعبر عن "الاستعمار الجديد."
يقول كارل آتكن، من وكالة "بيدويلز" للاستشارات العقارية: "الأمر يتعلق هنا بالزراعة التي تعتبر حرفة معنوية، حيث أنه في هذه القضية بالذات يتم تشريد الناس، وتنشب نزاعات حول ملكية الأرض، ولكن إذا ما جرى الأمر بالطريقة الصحيحة، فيمكن أن تكون قضية رابحة."
ويؤكد آتكن أن استغلال هذه الأراضي من قبل دول غنية كدول الخليج، سيساعد الدول الفقيرة في خفض نسبة البطالة، وتكوين رؤوس الأموال، وزيادة حجم التكنولوجيا في البلاد.
من جهة أخرى، اعتلت قضية الغذاء سلم الأولويات في القمة الإسلامية الاقتصادية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، حيث أكد الرؤساء والمشاركون على ضرورة تشجيع التجارة والاستثمار ذات الشروط الإسلامية.
وبوجود نحو 1.6 مليار مسلم حول العالم، يمكن أن تساعد مشاريع اللحوم "الحلال"، في سد احتياجات جميع هذه الدول الغنية.
وكان المستثمرون في الشرق الأوسط، والمشرفون على هذا المشروع، قد ضموا عدداً من الدول الآسيوية كإندونيسيا، وماليزيا، وكمبوديا، وفيتنام.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.